طبيبة فلسطينية من مانشستر تعود إلى غزة لتلبية نداء الواجب

بعد أشهر من المغادرة القسرية بسبب الحرب، تستعد الدكتورة منى الفرا، طبيبة الأمراض الجلدية الفلسطينية المقيمة في مانشستر، للعودة إلى غزة لتقديم المساعدة الطبية والإنسانية لسكان القطاع المحاصر، وذلك عقب اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة حماس و”إسرائيل”.
الدكتورة الفرا، البالغة من العمر 70 عامًا، غادرت غزة في أكتوبر 2023 بعد تصاعد العنف، حيث فقدت منزلها في مدينة غزة، ومنزل طفولتها في خان يونس، و176 فردًا من عائلتها. ورغم جسامة الخسائر، تصرّ الطبيبة المخضرمة على العودة لأداء دورها في تخفيف معاناة شعبها.
طبيبة فلسطينية تدعم سكان غزة
وكان ابنها محمد الغلاييني، المقيم في مانشستر، يزورها عندما بدأت إسرائيل عدوانها الوحشي على غزة في الـ7 من أكتوبر 2023. وبعد أيام قليلة، غادرت الفرا غزة برفقة ابنتها إلى المملكة المتحدة، بينما اضطر ابنها، الذي يحمل الجنسية البريطانية ويعمل عالمًا، إلى الفرار من القطاع، ليعود إلى بريطانيا بعد شهرين.
وتشغل الدكتورة الفرا حاليًّا منصب مديرة مشاريع غزة في منظمة “تحالف أطفال الشرق الأوسط” (Meca)، حيث تسعى لتقديم الدعم الطبي والنفسي للسكان المتضررين، مع تركيز خاص على النساء والأطفال.
وأعربت الدكتورة الفرا عن رغبتها العميقة في العودة إلى غزة فور وضوح المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار، مؤكدة عزمها على إنشاء عيادة متنقلة لعلاج الأمراض الجلدية المنتشرة بسبب الظروف المعيشية الصعبة التي يعانيها سكان القطاع في المخيمات.
وقالت في تصريح لوكالة الأنباء (PA): “سأعود إلى غزة لأكون بجانب شعبي، وأرى ما تبقى من عائلتي وأصدقائي. سأقوم بواجبي كطبيبة لعلاج الأمراض الجلدية التي تفاقمت بسبب سوء الأوضاع المعيشية ونقص النظافة”.
وأضافت أنها تخطط أيضًا لإطلاق مجموعة دعم نفسي واجتماعي للنساء والأطفال، ضمن مبادرات منظمة (Meca) التي تهدف إلى تحسين حياة الأطفال الفلسطينيين وحمايتهم. وأكدت قائلة: “حتى لو اضطررت للعيش في خيمة بجوار منزلي المدمّر، سأظل هناك من أجل شعبي. هذا واجبي وأفعله من أعماق قلبي”.
رحلة عودة محفوفة بالمشقة
ووصفت الدكتورة الفرا رحلتها المرتقبة إلى غزة بأنها “شاقة”، حيث ستسافر من بريطانيا إلى القاهرة، ثم تخوض رحلة طويلة بالسيارة تستغرق بين 12 و14 ساعة عبر نقاط التفتيش المصرية، وصولًا إلى معبر رفح الحدودي.
وأشارت إلى أن صعوبة الرحلة لن تثنيها عن العودة، قائلة: “رغم أنني في السبعين من عمري، وأعلم أن هناك أطباء أصغر سنًّا، إلا أنني أمتلك خبرة في تخصصي، وأريد المساهمة في تخفيف معاناة المدنيين الذين عاشوا ظروفًا قاسية بلا ماء أو كهرباء وانتشار الأمراض”.
غزة بين الحروب والدمار
تقول الدكتورة الفرا، المولودة في غزة عام 1954: إن حياتها لطالما كانت متقطعة بسبب الحروب المتكررة. وأوضحت: “عشت طفولتي ومراهقتي، ثم سنوات شبابي، تحت وطأة الهجوم تِلوَ الآخر. الاحتلال لا إنساني، فهو يحرمك من السيطرة على حياتك. لكنني أأمل أن ينتهي الاحتلال يومًا ما، وأن يحصل الشعب الفلسطيني على حقوقه”.
الحرب الأخيرة تسببت في دمار واسع النطاق في قطاع غزة. وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى تدمير أكثر من 60 ألف مبنى، وتضرر أكثر من 20 ألف مبنى بشكل كبير، ما أدى إلى نزوح نحو 90 في المئة من سكان القطاع.
وقالت الدكتورة الفرا بأسى: “المسجد التاريخي في غزة دُمّر، والكنائس الجميلة لحقها نفس المصير. حتى القلعة في خان يونس، مسقط رأسي، لم تسلم من الدمار”.
ورغم حجم الدمار، عبّرت الدكتورة الفرا عن تفاؤلها بإعادة بناء غزة، لكنها أكدت أن القطاع لن يعود إلى ما كان عليه. واختتمت حديثها قائلة: “غزة ستُبنى من جديد، لكنها لن تكون كما كانت”.
المصدر: shropshirestar
اقرأ أيضًا:
- عائلات فلسطينية تواجه بريتيش بتروليوم قضائيا والسبب إسرائيل
- ديفيد لامي: إقامة دولة فلسطينية مرتبطة بتطبيع السعودية وإسرائيل
- سعيدة وارسي تستقيل من حزب المحافظين بعد دفاعها عن متظاهرة فلسطينية
الرابط المختصر هنا ⬇