تحقيق يكشف تخطيط أعضاء في اليمين المتطرف لقتل المهاجرين

كشف تحقيق سري أجرته هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) عن خطط خطيرة لأعضاء في منظمة اليمين المتطرف “باتريوتيك ألترنيتف” تشمل الدعوة إلى استخدام العنف ضد المهاجرين.
وفي هذا السياق أكدت سارة خان، المفوضة السابقة لمكافحة التطرف، ضرورة أن تُجري الحكومة البريطانية تغييرات تشريعية عاجلة لحظر جماعات مثل “باتريوتيك ألترنيتف”، ووصفت نشاطهم بأنه يُوجِد “بيئة مواتية للإرهاب”. من جهتها قالت المحامية راميا ناجيش: إن الأدلة التي قُدمت في التحقيق كافية لكي تُجرِي الشرطة تحقيقًا وتُحيل القضية إلى النيابة العامة.
تفاصيل التحقيق
أمضى صحفي من (BBC) عامًا كاملًا متخفيًا داخل الجماعة، حيث سجل لقاءات لأعضاء يستخدمون عبارات عنصرية ويدعون إلى العنف. وكشف التحقيق أن أحد أعضاء المجموعة قال إن “حربًا عرقية” أمر لا مفر منه، ودعا إلى استخدام أساليب مشابهة لما فعله الحزب النازي للوصول إلى السلطة.
تروج المنظمة التي تضم نحو 500 عضو وآلاف المتابعين عبر الإنترنت لمواقفها من خلال مظاهرات سلمية، رافعة شعارات مثل “التوعية بقضايا الهجرة” و”تعزيز قيم الأسرة”. إلا أن التحقيق كشف عن تناقض بين هذه الصورة العلنية والخطابات المتطرفة التي تُنقل خلف الأبواب المغلقة.
وفي إحدى التظاهرات في جنوب ويلز، صرح أحد المشاركين، روجر فيليبس، أن المجموعة كانت “تُسلح نفسها”. وقال في تصريحات للصحفي المتخفي: “أنا بصدد شراء بندقية مضخية، فمن تعتقد سيواجه هؤلاء المهاجرين؟ نحن فقط”. وعند مواجهته ادعى فيليبس أنه كان ينقل معلومات مضللة للصحفي لأنه اشتبه في هُويته.
صلات بالنازية الجديدة

خلال اجتماع سري في ديربيشاير، قال عضو يدعى باتريك، وهو مدرس تاريخ سابق من بريستول: إن المجموعة يجب أن تتبنى أساليب الحزب النازي في عشرينيات القرن الماضي. وأضاف: “إذا لم يغادر المهاجرون، فالطريقة الوحيدة للتعامل معهم ستكون بقتلهم جميعًا”.
وعندما سُئل عن تعليقاته لاحقًا، اتهم باتريك (BBC) بالتحيز ضد البيض، وادعى أن “البريطانيين العاديين الذين يهتمون بسلامة الشعب الأصلي يتعرضون للاضطهاد”.
وترى سارة خان أن هذه الجماعات تسعى إلى “إشاعة التطرف” في بريطانيا. وقالت: “لا يمكن السماح لهم بالعمل دون رادع. لقد رأينا كيف أسهمت أنشطتهم في تأجيج الاضطرابات التي شهدتها البلاد في صيف 2024”.
وأعربت المحامية راميا ناجيش عن رأي مماثل، مشيرة إلى أن الرسائل التي قُدمت في التحقيق تتجاوز في خطورتها المنشورات التي أُدين أفراد بسببها بعد أعمال الشغب في ساوثبورت. ودعت الحكومة إلى تشديد التشريعات لحظر مثل هذه الجماعات المتطرفة.
موقف الحكومة

وبهذا الصدد قال متحدث باسم وزارة الداخلية: إن التطرف “ليس له مكان في المجتمع”، مؤكدًا أن الحكومة تعمل مع الشرطة والمجتمعات المحلية والشركاء الدوليين للتصدي للجماعات التي تروج للكراهية والانقسام. وأكد المتحدث أن العمل جارٍ لتقييم الخيارات المناسبة لمعالجة هذه القضية.
من جهته نفى مارك كوليت، زعيم “باتريوتيك ألترنيتف”، أن تكون المجموعة تروج للعنف أو العنصرية، مشيرًا إلى أن أعضاءها يدافعون عن “حقوق البريطانيين الأصليين”. وأكد أن أي تعليقات عنصرية تصدر من الأعضاء وتخالف ميثاق سلوك المجموعة سيجري التعامل معها.
إقرأ أيّضا
الرابط المختصر هنا ⬇