ستارمر: الإسرائيليون ذُبحوا والفلسطينيون خسروا أرواحهم
تعرض رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر لسيل من الانتقادات؛ بسبب بيان أصدره بشأن وقف إطلاق النار في غزة. البيان، الذي رحب بالهدنة، أثار الجدل بسبب اللغة المستخدمة فيه، حيث وصف مقتل الإسرائيليين بـ”المجزرة”، في حين اكتفى بالإشارة إلى أن الفلسطينيين “فقدوا حياتهم”، دون ذكر الجهة المسؤولة عن مقتلهم.
وقد أثار البيان استياء ناشطين وصحفيين اعتبروا أن ستارمر لجأ إلى لغة مزدوجة عند الحديث عن ضحايا الجانبين. فقد استخدم عبارات قوية لوصف مقتل الإسرائيليين على يد حركة حماس، واصفًا الهجوم بأنه “أعنف مجزرة لليهود منذ الهولوكوست”، في حين أشار إلى الفلسطينيين الذين استشهدوا بأنهم “فقدوا حياتهم”، دون الإشارة إلى إسرائيل بوصفها جهة مسؤولة عن قتلهم.
بيان ستارمر.. تصريحات متناقضة
وفي بيانه أشاد ستارمر بـ”البريطانيين الذين قتلوا على يد حماس”، لكنه لم يذكر البريطانيين الذين قضوا على يد القوات الإسرائيلية، ومن بينهم ثلاثة عمال إغاثة قُتلوا في غزة خلال شهر إبريل. وقد وصفت إسرائيل الحادثة آنذاك بأنها “خطأ جسيم”.
وواجه البيان أيضًا انتقادات حادة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أشار صحفيون وناشطون إلى التناقض الواضح في اللغة المستخدمة. كما أعربت النائبة العمالية زارا سلطانة عن استيائها، مشيرة إلى تجاهل دور مبيعات الأسلحة البريطانية في “تمكين الإبادة الجماعية في غزة”.
بيان ستارمر أثار أسئلة عن موقف بريطانيا من الحرب على غزة، ولا سيما في ظل تصريحات وزير الخارجية السابق ديفيد كاميرون، الذي زعم أن حكومته كانت تعتزم فرض عقوبات على إسرائيل لكنها لم تنفذها. وفي هذا السياق، دعت منظمات حقوقية وسياسيون إلى إنهاء “تواطؤ” بريطانيا مع إسرائيل واتخاذ خطوات جادة لتحقيق العدالة للفلسطينيين.
منظمات حقوقية تطالب بالتحرك
هذا وأصدر تحالف من 18 منظمة غير حكومية، من بينها أوكسفام وأمنستي إنترناشونال والإغاثة الإسلامية في بريطانيا، بيانًا مشتركًا طالب فيه الحكومة البريطانية باتخاذ خطوات فورية لضمان العدالة للفلسطينيين. ودعت المنظمات إلى تعليق جميع مبيعات الأسلحة لإسرائيل، ويشمل ذلك مكونات طائرات (F-35)، ودعم المحكمة الجنائية الدولية في ملاحقة مرتكبي جرائم الحرب.
وكشفت تقارير صحفية أن حكومة حزب العمال كانت تخطط لفرض عقوبات على وزراء إسرائيليين يمينيين متطرفين، مثل إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش؛ بسبب تصريحات وصفت بأنها “مروعة”، لكنها تراجعت عن ذلك بعد فوز دونالد ترامب في الانتخابات الأمريكية.
يُشار إلى أن العدوان الإسرائيلي على غزة أسفر عن استشهاد أكثر من 46 ألف فلسطيني، وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية. ويُرجح أن يكون العدد الفعلي أعلى بكثير؛ بسبب تدمير النظام الصحي في القطاع، ما صعّب عمليات التوثيق. ولا يزال عدد كبير من الجثث مدفونًا تحت الأنقاض في المناطق التي تعرضت للقصف.
المصدر: ميدل إيست آي
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇