لماذا حظرت بريطانيا 6 إعلانات لمنصة استثمار إسلامية؟

قررت هيئة معايير الإعلان في بريطانيا (ASA) حظر ستة إعلانات لمنصة الاستثمار الإسلامية “واحد إنفست”، بعدما أثارت جدلًا واسع النطاق بشأن محتواها الذي وُصف بأنه مسيء. الإعلانات، التي ظهرت على شبكة النقل في لندن (TfL) خلال شهرَي سبتمبر وأكتوبر الماضيين، تضمنت صورًا لعملتَي الدولار الأمريكي واليورو وهما تحترقان، ما أثار ردود فعل متباينة.
وتُظهر الإعلانات شخصيات بارزة مثل الداعية الإسلامي إسماعيل بن موسى منك وبطل الفنون القتالية الروسي المعتزل حبيب نورمحمدوف. وحملت الإعلانات شعارات مثل “انضم إلى ثورة المال”، وصوّرت الداعية منك يحمل حقيبة ملأى بأوراق نقدية مشتعلة، إلى جانب عبارات مثل “ضع حدًّا للاستغلال” و”ابتعد عن الربا”.
ونصّ أحد الإعلانات على أن: “فرض رسوم على اقتراض المال كان يُعَد استغلالًا في الماضي. لكن الفوائد البنكية اليوم تسببت في فجوة هائلة في الثروة، حيث يزداد الأغنياء غنى في حين يزداد الفقراء فقرًا. انضم إلى النظام العادل الذي يخدمك وحمّل تطبيق (Wahed) الآن”.
بريطانيا تحظر الإعلانات!
أثارت الإعلانات موجة من الشكاوى، حيث تلقت هيئة (ASA) نحو 75 شكوى من أفراد اعتبروا أن الصور المسيئة تمثل إهانة ثقافية. وردت منصة “واحد إنفست” على الانتقادات موضحة أن الهدف من الإعلانات كان تسليط الضوء على الأضرار الاقتصادية الناتجة عن التضخم والفوائد البنكية، مشيرة إلى أن حرق العملات يرمز إلى تآكل قيمة المال.
كما أكدت المنصة أن استخدام مصطلح “الربا” -الذي يعني الفائدة المحرّمة في الشريعة الإسلامية- جزء من رسالتها الموجهة إلى جمهورها المستهدف من المسلمين. لكنها نبهت إلى أن تصوير العملات المحترقة لم يكن يسعى إلى الإساءة لأي ثقافة أو رمز وطني.
تعليق هيئة النقل في لندن
في ضوء الانتقادات، علّقت هيئة النقل في لندن جميع الحملات الإعلانية الخاصة بـ”واحد إنفست”؛ انتظارًا لنتائج التحقيق. وأوضحت الهيئة أنها راجعت الإعلانات وفقًا لسياستها، لكنها أيدت قرار هيئة (ASA) بعد انتهاء التحقيق.
ولكن هيئة (ASA) أعلنت رسميًّا في ديسمبر الماضي حظر الإعلانات، مشيرة إلى أن صور حرق العملات الوطنية مثل الدولار واليورو قد تتسبب في إساءة لبعض الناس، ولا سيما القادمين من الولايات المتحدة ومنطقة اليورو.
وجاء في بيانها: “مع أن الرسالة الموجهة تتعلق بتأثير التضخم على قيمة المال، فإن الرموز النقدية الوطنية تحمل دلالات ثقافية مهمة، واستخدامها بهذه الطريقة قد يُعَد إساءة لبعض الجماهير”.
يُشار إلى أن “واحد إنفست”، التي أُسِّست عام 2019 في الولايات المتحدة بدعم من شركة “أرامكو” السعودية، لم تصدر تعليقًا رسميًّا على قرار الحظر حتى الآن. وفي المقابل، أكدت هيئة النقل في لندن أنها ستأخذ نتائج التحقيق بعين الاعتبار عند مراجعة أي حملات مستقبلية للمنصة أو غيرها.
المصدر: The Standard
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇