تقرير: التدخل البريطاني في غزة.. الحقيقة أخطر مما يظهر في الإعلام
كشف تقرير جديد صادر عن اللجنة البريطانية لفلسطين (BCP) عن أبعاد غير مسبوقة لتورط بريطانيا في الهجوم الإسرائيلي المستمر على غزة منذ 14 شهرًا. وأشار التقرير إلى أن دور بريطانيا العسكري أكثر بكثير من ما يظهر في وسائل الإعلام، مؤكدًا أن المملكة المتحدة لعبت دورًا رئيسيًا في دعم العمليات العسكرية الإسرائيلية.
دور حيوي للقوات الجوية الملكية البريطانية
وفقًا للباحث كيم روغالي، الذي عرض أبرز ما جاء في التقرير خلال مؤتمر صحفي في لندن، فإن القوات الجوية الملكية البريطانية (RAF) كانت جزءًا أساسيًا من العمليات العسكرية الإسرائيلية. وأوضح أن قاعدة أكروتيري الجوية البريطانية في قبرص، التي تحدث عنها زعيم حزب العمال البريطاني كير ستارمر خلال زيارته الأخيرة، كانت بمثابة مركز لوجستي هام لنقل الشحنات العسكرية الأمريكية إلى إسرائيل، بالإضافة إلى كونها منصة لإطلاق رحلات استطلاع بريطانية يومية فوق غزة.
وأضاف روغالي أن هذه الرحلات، التي تنطلق ستة أيام في الأسبوع من أكروتيري، تُستخدم لجمع معلومات استخباراتية عن غزة. وعلى الرغم من أن وزارة الدفاع البريطانية تقول إن هذه الرحلات تهدف إلى توفير معلومات عن الرهائن الذين تحتجزهم حماس، إلا أن التقرير يثير تساؤلات بشأن استخدام هذه المعلومات من قبل إسرائيل في عملياتها العسكرية، بما في ذلك مهمة في يونيو الماضي أسفرت عن استشهاد 274 فلسطينيًا أثناء إنقاذ أربعة رهائن إسرائيليين.
دعم مباشر بالأسلحة والمعدات
تضمن التقرير معلومات تفصيلية عن تورط بريطانيا في تصدير مكونات أساسية لطائرات F-35 المقاتلة التي تستخدمها إسرائيل في قصف غزة.
وأوضح روغالي أن المنتجات البريطانية تُشكّل أكثر من 15 في المئة من كل طائرة F-35، ما يجعل هذه المكونات ضرورية لعمليات الصيانة المستمرة للطائرات التي تعتمد عليها إسرائيل في حملتها العسكرية.
ورغم تعليق بريطانيا لبعض صادرات الأسلحة إلى إسرائيل في سبتمبر الماضي، فإن هذا التعليق شمل استثناءً كبيرًا يسمح باستمرار بيع مكونات طائرات F-35. وأكد التقرير أن استمرار هذه الصادرات كان له دور أساسي في تمكين إسرائيل من مواصلة قصف غزة.
نقل الأسلحة عبر قاعدة أكروتيري
أظهر التقرير أيضًا دور قاعدة أكروتيري في نقل الأسلحة والعتاد العسكري إلى إسرائيل، مشيرًا إلى أن بيانات تتبع الطيران كشفت عن رحلات متكررة لطائرات نقل عسكرية ثقيلة مثل Atlas C1 وC130 Hercules بين أكروتيري وإسرائيل خلال الأشهر الـ14 الماضية. وأفادت صحيفة هآرتس الإسرائيلية بأن القاعدة استقبلت نحو 60 طائرة نقل عسكرية أمريكية وبريطانية للمشاركة في جسر جوي لتوريد الأسلحة إلى إسرائيل في أعقاب هجمات أكتوبر.
ووصف التقرير الدور البريطاني في الحرب بأنه “تواطؤ مباشر في جرائم الحرب”، مشيرًا إلى أن تورط بريطانيا لا يقتصر على تراخيص تصدير الأسلحة، وهو ما يُعد الرواية الشائعة في وسائل الإعلام. ووفقًا للباحث روغالي، فإن بريطانيا لا تفي بالتزاماتها الدولية كطرف ثالث وفقًا للقانون الدولي، بل إنها تلعب دورًا نشطًا في العمليات العسكرية الإسرائيلية التي وصفها بأنها ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية بموجب اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية.
دعوات للمحاسبة
يؤكد التقرير أن الحكومة البريطانية يجب أن تواجه أسئلة حاسمة بشأن دورها في دعم العمليات الإسرائيلية ضد غزة، سواء من خلال توفير الأسلحة أو المعلومات الاستخباراتية. ويثير التقرير تساؤلات بشأن كيفية استخدام هذه المعلومات لدعم العمليات العسكرية الإسرائيلية، التي أودت بحياة عشرات الآلاف من المدنيين الفلسطينيين.
المصدر: thenational
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
الغرب بصفة معادي للإسلام فلا استغراب. كلهم نفاق.