كيف تؤثر أهم خطط ستارمر على المواطن البريطاني؟
في إطار سعيه لتقديم رؤية واضحة لمستقبل بريطانيا، كشف رئيس الوزراء السير كير ستارمر عن سلسلة من الأهداف المحددة التي تهدف إلى ترجمة وعود حكومته الانتخابية إلى نتائج ملموسة يمكن للناخبين تتبعها. وتتناول هذه الأهداف الاقتصادية، والطاقة، والبنية التحتية، والتعليم، والرعاية الصحية، والقانون والنظام، مما يعكس خطة شاملة لمعالجة القضايا الأساسية التي تؤثر على حياة المواطنين.
الاقتصاد ومستويات المعيشة
في مسعى لجعل التعهد بتحقيق نمو اقتصادي أكثر وضوحًا، أعلن ستارمر عن التزامه بزيادة دخل الأسر الحقيقي المتاح (RHDI)، وهو المؤشر الذي يعكس ما يتبقى للأسر من دخل بعد تغطية تكاليف الضروريات.
ورغم أن هذا التعهد يُمثل خطوة إيجابية نحو تحسين مستويات المعيشة، إلا أنه يُفتقر إلى تفاصيل واضحة حول النسبة المستهدفة للنمو أو الأهداف المحددة. ويشير المحللون إلى أن زيادة هذا المؤشر تُعد أقل ما يمكن توقعه، خاصة بعد تراجع القدرة الشرائية في البرلمان الماضي.
كما أكد ستارمر على هدف تحقيق نمو في الناتج المحلي الإجمالي للفرد في جميع مناطق المملكة المتحدة، وهي خطوة تهدف إلى تقليص التفاوت الإقليمي في مستويات المعيشة.
البنية التحتية
تعهد ستارمر ببناء 1.5 مليون منزل وتسريع التخطيط لـ 150 مشروع بنية تحتية. ويُعد هذا التعهد طموحًا للغاية، لكنه يواجه تحديات تشمل المعارضة المحلية والبيروقراطية.
أكد رئيس الوزراء أنه مستعد لمواجهة المعارضين الذين يعوقون تنفيذ هذه المشاريع. ومن المقرر أن تُعلن إصلاحات التخطيط قريبًا لتسهيل وتسريع إنشاء مشاريع الإسكان والبنية التحتية. وإذا نُفذت بنجاح، يمكن أن تسهم هذه الجهود في تحسين فرص السكن، وتوفير الوظائف، وتعزيز الوصول إلى الطاقة الأرخص.
الطاقة
في قمة COP29 الأخيرة، أعلن ستارمر عن هدفه بخفض انبعاثات الكربون بنسبة 81% بحلول عام 2035 مقارنة بمستويات عام 1990. ويشمل هذا الهدف تحقيق شبكة كهرباء نظيفة بنسبة 95% بحلول عام 2030، مع تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.
لتحقيق هذه الأهداف، يجب استبدال جزء كبير من الطاقة الحالية بمصادر طاقة متجددة مثل الشمس والرياح. ورغم الجهود المبذولة لتسريع بناء مزارع الرياح البرية، يواجه المشروع تحديات تشمل الفترات الطويلة لتطوير المشاريع والقبول المجتمعي.
خصصت الحكومة 22 مليار باوند لمشاريع احتجاز الكربون، إلا أن فعاليتها على نطاق واسع لا تزال غير مؤكدة. وتشمل الخطة أيضًا تشجيع المواطنين على التحول إلى السيارات الكهربائية ومضخات الحرارة، رغم العقبات المتعلقة بالتكاليف ونقص البنية التحتية.
التعليم والسنوات الأولى
وصف ستارمر وضع أن ثلث الأطفال في بريطانيا غير مستعدين للمدرسة بعمر الخامسة بأنه “فضيحة”، ووضع هدفًا لزيادة هذه النسبة إلى 75% بحلول عام 2028. ولتحقيق ذلك، تعهدت الحكومة بتوظيف 6,500 معلم جديد، وتوسيع خدمات رعاية الأطفال، وإنشاء 3,000 حضانة جديدة.
ومع ذلك، يواجه القطاع تحديات تتعلق بالتمويل ونقص الموارد البشرية، مما يثير تساؤلات حول قدرة الحكومة على تحقيق هذا الهدف.
الرعاية الصحية
في ظل أزمة قوائم الانتظار في هيئة الخدمات الصحية (NHS)، أعلن ستارمر عن خطط لزيادة المواعيد والعمليات الجراحية بـ 40,000 أسبوعيًا. ومع ذلك، تشير التقديرات إلى أن هذه الجهود لن تكون كافية لمعالجة التراكم الكبير للحالات خلال السنوات الخمس المقبلة.
القانون والنظام
تعهد ستارمر بتعزيز الأمن من خلال توظيف 13ألف ضابط شرطة إضافي وإعادة الشرطة المجتمعية إلى المستويات التي كانت عليها في عام 2010. وشملت الخطة إنشاء وحدة جديدة في وزارة الداخلية لمتابعة أداء قوات الشرطة.
رغم أن هذه الخطوة قد تساعد في معالجة الجرائم والسلوكيات المنافية للنظام، إلا أن نجاحها يعتمد على معالجة النقص الحاد في مساحات السجون اللازمة لاحتجاز المجرمين المتكررين.
تحديات التنفيذ
تُظهر الخطط الطموحة التي أعلن عنها ستارمر رؤية شاملة لمستقبل بريطانيا، إلا أنها تواجه عقبات تنفيذية ومالية قد تُعيق تحقيقها. يعتمد النجاح على قدرة الحكومة على تجاوز هذه العقبات، وتفعيل الإصلاحات التي تُحسن من حياة المواطنين في جميع أنحاء المملكة المتحدة.
المصدر: آي نيوز
إقرأ أيّضا
الرابط المختصر هنا ⬇