ما نسبة طلبات اللجوء التي ترفضها بريطانيا؟
شهدت ملفات اللجوء في بريطانيا تغيرات كبيرة على مدار العقود الماضية، حيث تفاوتت معدلات قبول اللاجئين ورفضهم بناءً على السياسات التي انتهجتها الحكومات المتعاقبة.
وفي الوقت الذي سعت فيه حكومات حزب المحافظين لتشديد إجراءات الهجرة، كشفت الإحصاءات عن نتائج مخالفة للتوقعات، ما أثار تساؤلات عن فعالية تلك السياسات ومدى تأثيرها على نظام اللجوء.
هذا وأشارت دراسة أجرتها صحيفة ديلي إكسبريس إلى أن سياسة الهجرة الصارمة لم تنجح في الحد من أعداد اللاجئين، لكنها انتهت ببقاء أعداد كبيرة من المهاجرين في بريطانيا.
ووفقا للأرقام الصادرة عن وزارة الداخلية البريطانية فإن نظام اللجوء في بريطانيا شهد زيادةً كبيرة في عدد طلبات اللجوء المقبولة منذ مطلع القرن الحالي.
كيف أثرت حكومة جونسون على نظام اللجوء في بريطانيا؟
وسرعان ما انخفض عدد طلبات اللجوء المرفوضة تدريجيًّا بعد وصول المحافظين لسدة الحكم في بريطانيا ليصل عددها إلى طلبين من أصل عشرة طلبات في عهد حكومة جونسون، علمًا أن حكومة حزب العمال السابقة برئاسة توني بلير كانت تقابل معظم طلبات اللجوء بالرفض، بمعدل ثمانية طلبات مرفوضة من أصل عشرة.
وقال العديد من خبراء الهجرة: إن معدل طلبات اللجوء المرفوضة في بريطانيا ارتفع كثيرًا في عهد حكومة العمال الحالية، مقارنةً بما كان عليه في عهد حكومة حزب المحافظين.
وبهذا الصدد قال الدكتور بيتر ويليام والش، من جامعة أكسفورد: “لم يكن حزب العمال وزعيمه في ذلك الوقت توني بلير منفتحين على خيار قبول مزيد من اللاجئين”.
وأضاف: “شكلت قضايا اللجوء عقبة كبيرة لنظام الهجرة في عهد حكومة بلير؛ لأن العديد من مقدمي طلبات اللجوء في ذلك الوقت لم يستوفوا معايير اللجوء، وهو ما يبرر انخفاض قبول طلبات اللجوء المذكورة ضمن الإحصاءات الصادرة في ذلك الوقت”.
وكانت حكومة الائتلاف التي تولت حكم البلاد قبل فوز المحافظين قد مارست سياسات معادية للهجرة، إلا أن وصول حزب المحافظين لسدة الحكم، أدى إلى ارتفاع عدد طلبات اللجوء المقبولة، والتي وصلت إلى مستويات قياسية في عهد حكومة بوريس جونسون.
هل نجحت سياسة رواندا في الحد من طلبات اللجوء؟
وبهذا الشأن علق الدكتور والش على ذلك بالقول: إنه لا يوجد تفسير واضح لمعدل تضاعف طلبات اللجوء من 40 في المئة إلى 80 في المئة في عهد حكومة حزب المحافظين رغم الإجراءات الصارمة التي طبقتها الحكومة للحد من اللجوء.
وزعم والش أن السياسات التي انتهجتها حكومة المحافظين للحد من الهجرة مثل خطة رواندا لم تكن أكثر من محاولة لتشتيت الانتباه عن الزيادة الكبيرة في عدد طلبات اللجوء المقبولة.
وأضاف: “ولا أستبعد تأثير القرارات الإدراية للحكومة على معدلات قبول طلبات اللجوء في بريطانيا، حيث كشفت البيانات عن انخفاض كبير في معدل قبول طلبات اللجوء في عام 2024؛ نظرًا إلى التوجيهات الوزارية التي تنص على خفض معدلات قبول طلبات اللجوء”.
قوانين مكافحة العبودية
بدورها قدمت المحامية المتخصصة في قضايا الهجرة أنجيلا شارما، تفسيرًا آخر لارتفاع عدد طلبات اللجوء المقبولة في عهد حكومة جونسون.
وأشارت إلى أن حكومة جونسون اتبعت نهجًا أكثر تساهلًا في اتخاذ قرارات الحماية واللجوء بموجب قانون مكافحة العبودية الحديثة والاتجار بالبشر؛ نظرًا إلى تراكم أعداد كبيرة من طلبات اللجوء.
وقالت: “شهد عام 2020 ارتفاعًا في معدلات قبول طلبات اللجوء، ويعزى ذلك بشكل كبير إلى ارتفاع عدد الطلبات المقدمة”.
“هذا وحصل العديد من المهاجرين على الحماية الإنسانية واللجوء بموجب قانون مكافحة العبودية الحديثة، لكن معايير القبول أصبحت اليوم أكثر صعوبة وتعقيدًا”.
وسلطت الإحصاءات الصادرة عن وزارة الداخلية البريطانية الضوء على الأزمة الناتجة عن وصول عدد كبير من المهاجرين غير الشرعيين إلى أوروبا في عام 2015، حين وصل عددهم إلى 1.3 مليون شخص وكان معظم اللاجئين من سوريا وأفغانستان وإريتريا.
المصدر: ديلي إكسبريس
اقرأ أيضاً:
الرابط المختصر هنا ⬇
أخبار ذات صلة
3°C