عريضة انتخابات مبكرة تحطم الرقم القياسي كأسرع استجابة شعبية
حققت عريضة تطالب بإجراء انتخابات عامة مبكرة في بريطانيا رقمًا قياسيًا غير مسبوق، لتصبح الأسرع وصولاً إلى 100 ألف توقيع ، متجاوزة الرقم القياسي السابق لعريضة “العدالة لجورج فلويد” على منصة (Change Org).
وقد تجاوز عدد الموقعين حتى صباح الأحد أكثر من ربع مليون توقيع، الأمر الذي يعكس حالة متصاعدة من السخط الشعبي تجاه حكومة كير ستارمر، التي تواجه انتقادات حادة بسبب سياساتها الأخيرة.
خيبة أمل من حكومة ستارمر بعد الآمال الكبيرة
جاءت هذه العريضة في وقت حرج، حيث يشعر المواطنون البريطانيون بخيبة أمل كبيرة بعد انتخاب حكومة حزب العمال برئاسة كير ستارمر. كان ستارمر قد وعد خلال حملته الانتخابية بإحداث تغيير جوهري في المشهد السياسي والاقتصادي، مع التركيز على إصلاح الخدمات العامة، ودعم الأسر ذات الدخل المنخفض، ورفع الأجور، ومعالجة أزمة الإسكان.
ولكن بعد مرور خمسة شهور على توليه السلطة، يعتقد الكثيرون أن حكومته قد تراجعت عن العديد من هذه الوعود، مما أثار استياء واسع النطاق.
أبرز قرارات حكومة ستارمر المثيرة للجدل
- تقليص ميزانية الخدمات العامة:
بدلاً من زيادة الدعم للخدمات الصحية والتعليمية، اتخذت الحكومة قرارات بتخفيض الميزانية، مما أدى إلى تفاقم أزمة NHS (الخدمات الصحية الوطنية) وتزايد أوقات الانتظار للعلاج.
- الإخفاق في مواجهة أزمة المعيشة:
وعد حزب العمال بتحقيق الاستقرار الاقتصادي ومساعدة الأسر التي تعاني من ارتفاع تكاليف المعيشة، إلا أن العديد من القرارات الاقتصادية الأخيرة، مثل رفع الضرائب على الطبقة الوسطى دون تقديم دعم كافٍ للأسر الفقيرة، أثارت غضبا واسعا.
- التراجه عن خطط معالجة أزمة الإسكان:
على الرغم من تعهد ستارمر بحل أزمة السكن، فشلت الحكومة في تسريع بناء المساكن الميسورة، مما جعل الوصول إلى السكن أكثر صعوبة للشباب والأسر ذات الدخل المنخفض.
- الافتقار إلى الشفافية في إدارة الملفات البيئية:
تراجعت حكومة ستارمر عن بعض الالتزامات المتعلقة بخفض الانبعاثات الكربونية وتحقيق أهداف المناخ، مما أغضب الناشطين البيئيين والعديد من المواطنين الذين دعموا الحزب على أساس وعوده في هذا المجال.
أبرز المستفيدين من هذه الدعوة لانتخابات عامة
إذا استجابت الحكومة لهذه الضغوط وتمت الدعوة إلى انتخابات عامة جديدة، فسيكون حزب المحافظين أحد أبرز المستفيدين، حيث سيحاول أعضاؤه العودة إلى السلطة مستغلين الاستياء الشعبي من أداء حزب العمال.
كما قد تستفيد الأحزاب الصغيرة مثل حزب الديمقراطيين الليبراليين وحزب الخضر من هذه التطورات، إذ يمكنها استقطاب الناخبين الذين يبحثون عن بديل لكلا الحزبين الرئيسيين.
ردود الفعل الشعبية والسياسية
شهدت العريضة دعما واسعا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث اجتاح وسم الدعوة لانتخابات مبكرة المنصات الرقمية. وكتب أحد الموقعين: “لقد سئمنا من حكومة لا تفي بوعودها. نحن بحاجة إلى قيادة جديدة تمثل إرادة الشعب”.
من جهته، التزم كير ستارمر بالصمت حيال العريضة حتى الآن، بينما يرى مراقبون أن الحكومة قد تضطر إلى تقديم تنازلات أو اتخاذ إجراءات لتهدئة الغضب الشعبي.
هل تستجيب الحكومة؟
العريضة التي تجاوزت حاجز 100 ألف توقيع ستتم مناقشتها في البرلمان البريطاني، ولكن لا يوجد ما يلزم الحكومة بالدعوة إلى انتخابات عامة.
ومع ذلك، فإن الضغط الشعبي المتزايد قد يجعل هذا الخيار مطروحا، خصوصا إذا استمر التراجع في شعبية حزب العمال في استطلاعات الرأي.
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
أخبار ذات صلة
7°C