تفاقم فضيحة عزومة جونسون في الإغلاق الماضي بتسريب جديد
تفاقم فضيحة عزومة جونسون في الإغلاق الماضي بتسريب جديد(المصدر: الجزيرة)
دُعي ما يقرب من مئة شخص إلى حفل للشرب في حديقة داونينغ ستريت خلال الإغلاق الماضي. وعلمت البي بي سي أن رئيس الوزراء وزوجته من بين حوالي 30 شخصًا حضروا هذا التجمع في 20 أيار عام 2020، وذلك وفق ما ذكره بعض الشهود.
وذكرت شرطة العاصمة بأنها على اتصال بالحكومة بشأن “تقارير تتعلق بالانتهاكات المزعومة واسعة النطاق” لقواعد الكورونا. في حين كشفت شبكة (itv news) عن بريد إلكترونيّ يتضمّن دعوة الناس؛ “ليتناولوا المشروبات وفق قواعد التباعد الاجتماعيّ” في الحديقة رقم 10 هذا المساء.
هذا وقد تم إرسال البريد أثناء سريان قواعد الإغلاق. وبينما تمّ تخفيف هذه القواعد في إنجلترا عبر السماح لمجموعات تصل إلى ستة أشخاص بالالتقاء في الخارج، وذلك في الأول من حزيران/ يونيو، أي: بعد اثني عشر يومًا من تاريخ ذلك التجمّع.
وقال وزير الصحة إدوارد أرغار لبي بي سي بريكفاست بأنه يتفهم “الغضب والحزن والاستياء الذي سيشعر به الكثيرون إزاء هذه المزاعم”. ولكنه ذكر أيضًا أنه من “المهم” السماح بإجراء تحقيق حول هذه التجمّعات في داونينج ستريت قبل التوصّل إلى أيّة استنتاجات.
إلا أن زعيمة المحافظين الاسكتلنديّة السابقة روث ديفيدسون غرّدت قائلةً: “لا أحد يحتاج إلى مسؤول ليخبرهم إذا ما كانوا في حفل راقص في حديقة خاصة بهم”.
وقالت أيضًا: إن الناس كانوا “غاضبين بحقّ” بعد التضحيات التي قدّموها، مضيفة: “ما الذي دها هؤلاء الناس؟!”
وقال حزب العمال: إن رئيس الوزراء سيواجه “مساءلة جدّية” إذا تبيّن أنه حضر.
وقال الوزير المعنيّ بتغيّر المناخ في حكومة إد ميليباند لإذاعة بي بي سي في برنامج اليوم الرابع: إن رئيس الوزراء “لا يستطيع أن يتهرّب أو أن يتوارى” بعيدًا عن هذه الادّعاءات.
وأضاف قائلًا: “هذا يدلّ على ثقافة متعفّنة في قلب هذه الحكومة، والثقافة الفاسدة تبدأ من الشخص المسؤول”.
ويوم الإثنين رفض مقرّ رئيس الوزراء في داونينج ستريت التعليق، وقال: إن هذا التجمّع – كغيره من التجمّعات التي ورد أنها حدثت تحت قيود فيروس كورونا خلال عام 2020 – سيُنظر فيه كجزء من تحقيق جارٍ و مستقلٍّ من قبل الموظف المدنيّ الكبير سو جراي.
هذا وقد دعا الليبراليّون الديمقراطيّون إلى إجراء تحقيق من قبل الشرطة، وقال المتحدث باسم شرطة العاصمة: إن القوات كانت “على علم بالتقارير المنتشرة والمتعلقة بالانتهاكات المزعومة لقواعد الحماية الصحية في داونينج ستريت في 20 أيار عام 2020، وهي على اتّصال بمكتب مجلس الوزراء” الذي يُشرف على سياسة الحكومة.
وقد ذكر تجمّع يوم الأربعاء لأول مرة الأسبوع الماضي عبر مدونة للمستشار السابق لرئيس الوزراء دومينيك كامينغز.
وقد نشرت شبكة (itv) ما يبدو أنه البريد الكامل للدعوة التي أُرسلت نيابة عن المعاون الخاص (السكرتير) الرئيسي لجونسون مارتن رينولدز. وكان موضوعها الأساسيّ “الشرب ضمن قواعد التباعد الاجتماعيّ.
ويقول البريد الإلكتروني: “بعد أن كانت فترة مزدحمة بشكل لا يصدق، اعتقدنا أنه سيكون من الجميل الاستفادة من الطقس الجميل، وأن نحظى ببعض المشروبات ضمن قواعد التباعد الاجتماعيّ في الحديقة رقم 10 هذا المساء”. “الرجاء الانضمام إلينا من الساعة السادسة مساء وجلب المشروب الخاص بك”.
وأخبر شهود عيان البي بي سي أنهم رأوا السيد جونسون وزوجته كاري أثناء الحدث في الحديقة.
وقالت مصادر أخرى: إن العديد من موظفي داونينج ستريت أعربوا عن مخاوفهم بشأن حفلة المشروبات؛ حيث ادّعى أحدهم أن “المحادثات في البريد الإلكتروني لم تكن حكيمة حقًّا”.
وأضاف آخر قائلًا: “أتذكر أن الناس كانوا يقولون: “ماذا بحق الجحيم؟”
بينما قال آخرون بأنه تم إعداد طاولة كبيرة في الحديقة للتجمّع من أجل الحدث.
وعرضت إحدى رسائل موظفي داونينج ستريت في ذلك الوقت على البي بي سي، والتي تضمّنت: “لماذا يشجع مارتن (رينولدز) على هذا التجمّع الجماهيري في الحديقة؟” وسأل آخر: “هل هذا حقيقيّ؟!”
وفي تغريدة على تويتر تزامنت مع يوم التجمّع، عندما كانت درجة الحرارة في لندن 25 ذكّرت شرطة العاصمة الناس بأنهم لا يستطيعون فقط الاسترخاء أو التمرين في الخارج بمفردهم، أو مع أسرهم الخاصة أو شخص واحد من أسرة أخرى.
وقدم وزير الثقافة أوليفر دودن في داونينج ستريت في نفس يوم التجمع ملخصًا حول فيروس كورونا مؤكدًا وفاة 363 شخصًا آخر في المملكة المتحدة؛ بسبب كورونا خلال الـ 24 ساعة الماضية.
ومما قاله للجمهور أثناء قراءته للملخص: “يمكنك أن تلتقي بشخص واحد خارج منزلك في مكان عامّ في الهواء الطلق شريطة البقاء على بعد مترين”.
هل هذا حقيقي فعلاً؟
قد يكون هذا ردّ فعلك لما سنقوله الآن؛ حيث راسل أحد كبار مساعدي بوريس جونسون نحو 100 موظف في داوننج ستريت داعيًا إياهم لحفل المشروبات خلال شهر أيار عام 2020 أثناء حالة الطوارئ الشديدة في وقت مبكر من الإغلاق.
وقد دعا مارتن رينولدز المعاون (السكرتير) الخاصّ والعشرات من الموظفين إلى حفل الشرب في الحديقة ضمن قواعد التباعد الاجتماعيّ، وذلك ما يناقض التوجيهات العامة الصارمة والواضحة للغاية بالنسبة للجمهور في ذلك الوقت، حيث تحققت كل أشكال الاختلاط الاجتماعيّ.
وحينها كان الركض مع أحد الأصدقاء في الحديقة، أو المشي الانفرادي بجانب القناة هو الشيء الوحيد المسموح به.
“هل هذا حقيقيّ؟” هكذا كانت ردّ أحد الموظفين الذي دُهش لتلقي البريد الإلكتروني مكتوبًا بالأبيض والأسود في رسالة إلى مسؤول آخر تمت مشاركتها في ذلك الوقت.
وقال موظف آخر في رسالة عُرضت لل بي بي سي: “لماذا يشجع مارتن على التجمّع الجماهيريّ في الحديقة؟”
وهذه الرسائل المتبادلة توضح المخاوف في ذلك الوقت، إلا أن الحدث مضى قدمًا، وحضر حوالي 30 شخصًا.
وقالت هانا برادي المتحدثة باسم الأُسر المتضررة من الكورونا التابعة لمجموعة ” من أجل العدالة” بأن والدها قد توفي قبل أربعة أيام من إرسال البريد الإلكترونيّ.
وتساءلت “في ذلك الوقت قائلةً: كان الجميع يعلمون أن الذهاب إلى حفلة أمر خاطئ، فكيف يمكن للمسؤولين أن يسمحوا بذلك؟”.
“ومما يزيد الطين بلة أنني جلست في أيلول/ سبتمبر من العام الماضي في نفس الحديقة، ونظرت إلى عينَي رئيس الوزراء وأخبرته كيف مات والدي”.
“أخبرني أنه فعل كل ما في وسعه لحماية والدي، مع العلم أنه قد احتفل في نفس المكان و بنفس اليوم الذي وُقّعت فيه شهادة وفاة والدي، وهذا مايشعرني بالاستياء حقًّا”.
وفي الشهر الماضي نشرت الغارديان صورة فوتوغرافية التقطت في 15 أيار/ مايو عام 2020 – قبل خمسة أيام من حفل المشروبات – تظهر رئيس الوزراء وزوجته و17 موظفًا في حديقة داونينغ ستريت.
وقال جونسون: إن هذه ليست حفلة، وأن الحاضرين كانوا “أشخاصًا يتحدثون عن العمل”.
وفي كانون الثاني/ ديسمبر طلب رئيس الوزراء من سايمون كيس كبير موظفي الخدمات المدنيّة في المملكة المتحدة التحقيق في سلسلة من الادّعاءات حول الأحداث التي تجري في المباني الحكومية في عام 2020، على الرغم من القيود المفروضة على فيروس كورونا.
هذا وقد استقال السيد كيس من منصبه بعد اقتراحات تشير بأن أحد الاحتفالات حدث في مكتبه، وتولى التحقيق موظفة حكومية في منصب مهم (سو جراي).
وردًّا على سؤال خلال زيارته لمركز التلقيح في غرب لندن عما إذا كان قد حضر حفل المشروبات في 20 أيار قال رئيس الوزراء: “هذا كما تعلم هو موضوع مناسب للتحقيق الذي تجريه سو جراي”.
وكرر وزيره السيد أرغار ذلك يوم الثلاثاء قائلًا: إنه سيُسمح للسيدة جراي بالنظر في المزاعم “دون خوف أو محاباة”، وإنها “تريد التصرف بسرعة”.
وأضاف قائلًا: “وأيًّا كانت نتيجة التحقيق فإنه من الصواب اتخاذ الإجراءات التأديبية المناسبة… إذا ثبت أن الناس قد خالفوا القواعد”.
وأضاف الناطق الرسمي باسم رئيس الوزراء: “هناك عملية مستقلة جارية للنظر في هذا الأمر بقيادة سو غراي، ولا أستطيع أن أعلّق أكثر من ذلك بينما يأخذ التحقيق مجراه”.
ودافع مايكل فابريكانت النائب عن حزب المحافظين عن التجمّع مغردًا أن الاجتماع في الهواء الطلق “لن يزيد من خطر العدوى”، وأن الأشخاص المدعوين “عملوا بجد وبالنيابة عنا جميعًا”.
ولكن نائبة زعيمة حزب العمال أنجيلا راينر قالت: “لقد أثبت بوريس جونسون باستمرار أنه لا يراعي القواعد التي يضعها ويطبقها علينا فقط”.
“إنه يحاول إقناع المسؤولين بتحمل مسؤولية أخطائه، ويحدّد طريقة عمل داونينج ستريت وبقية الحكومة”.
100 people were understood to have been invited to a drinks event in the Downing Street garden during the first lockdown.
Political editor @nicholaswatt reports that Martin Reynolds was strongly advised to cancel the party 👇#Newsnight https://t.co/zma8aZFS3W pic.twitter.com/Q819znSya3
— BBC Newsnight (@BBCNewsnight) January 10, 2022
اقرأ المزيد:
تسريب صورة لجونسون وهو يخرق قواعد الإغلاق في مايو من العام الماضي
جونسون يستجدي المال بشكل مهين لصيانة شقته
تسعة أسباب تجعل بوريس جونسون يعاني للحفاظ على شعبيته في 2022
الرابط المختصر هنا ⬇
أخبار ذات صلة
6°C