طبيب بريطاني: إسرائيل تستهدف الأطفال عمدًا في غزة

في ظل استمرار العدوان الوحشي على غزة، أكد جراح بريطاني متقاعد من (NHS)، كان يعمل في مستشفى في القطاع وعاد مؤخرًا، أنه كان يعالج كل يوم الأطفال الذين تستهدفهم طائرات الدرون الإسرائيلية عمدًا.
وفي شهادة مروعة أمام نواب بريطانيين يوم الثلاثاء، قال الجراح ناظم مامودي، الذي عمل في العديد من مناطق الحروب والنزاعات، ويشمل ذلك رواندا التي عانت من أزمة الإبادة الجماعية: إنه وزملاءه الأطباء لم يروا مأساة إنسانية مثل المأساة التي تحدث في غزة.
إسرائيل تستمر في التطهير العرقي في غزة وتستهدف الأطفال عمدًا!
وأكد الطبيب مامودي أنه كان يشهد إصابات جماعية يوميًّا، ما يعني مقتل 10 أشخاص إلى 20 شخصًا وإصابة ما يصل إلى 40 آخرين بجروح خطرة. وقدّر أن 60 في المئة على الأقل من الأشخاص الذين عولجوا في هذه الأوقات كانوا من النساء والأطفال.
وشرح مامودي لأعضاء لجنة التنمية الدولية في جلسة استماع ركزت على الوضع الإنساني في غزة أن طائرات الدرون الإسرائيلية تنزل وتقتل المدنيين والأطفال.
تجدر الإشارة إلى أن مامودي عمل في مستشفى ناصر في جنوب غزة لشهر بين أغسطس وسبتمبر تابعًا للمؤسسة الخيرية للمساعدات الطبية البريطانية لفلسطين (MAP)، وأمضى مدة إقامته في المستشفى ولم يستطع التحرك لاضطراب الوضع، حتى إن إسرائيل تعمدت قصف دار (MAP) للضيافة في جنوب غزة في يناير، حسَب ما أفاد به.
وعزا الهدف نفسه إلى خمس هجمات إسرائيلية على قوافل للأمم المتحدة، من بينها هجوم أثناء وجوده في غزة.
الديدان تملأ الجروح!
انهار الجرّاح البالغ من العمر 62 عامًا ثلاث مرات خلال شهادته أثناء تقديمه لروايات مفصلة عن مرضاه، ويشمل ذلك طفلة تبلغ من العمر 8 سنوات قال إنها بقيت تنزف حتى الموت أثناء العملية الجراحية ذات مساء يوم السبت.
وقال بعد أن بقي عاجزًا عن الكلام للحظات: طلبت مسحة فقالوا لي: لا يوجد!
وعلى ضوء ذلك، أكد مامودي أن نقص الإمدادات الطبية هو نتيجة عدم سماح إسرائيل بإدخال المساعدات إلى غزة، ويشمل ذلك القفازات المعقمة والستائر ومسكنات الألم، وكذلك المواد الأساسية مثل الصابون والشامبو، ما أدى إلى تفاقم الوضع.
وبهذا الصدد أفاد الطبيب وزملاؤه أن هناك نمطًا معينًا من الجروح الناجمة عن هجوم طائرات الدرون الإسرائيلية، حيث تكون الإصابة بثلاث إلى أربع طلقات في الجانب الأيسر والأيمن من الصدر وكذلك في منطقة الفخذ.
وقال مامود: إنه دليل واضح على وجود طائرة ذاتية التشغيل أو شبه ذاتية التشغيل؛ لأن المشغل البشري لن يكون قادرًا على إطلاق النار بهذه الدرجة من الدقة وهذه السرعة، كما أن ما تطلقه هذه الطائرات أكثر إيذاءً من الرصاصات التي تخترق الجسم مباشرة، حيث كانت الطلقات ترتد داخل جسم الضحية.
ومن بين المصابين الذي عالجهم مامودي صبي يبلغ من العمر سبع سنوات تعرّض للقصف واستهدفته طائرة دون طيار عمدًا، ثم أُدخِل المستشفى وبطنه مُتَدلٍّ، إضافة إلى إصابات أخرى في الكبد والطحال والأمعاء والشرايين.
وقال: لقد نجا من ذلك وخرج بعد أسبوع. ولكن ”لا أعرف إن كان لا يزال حيًّا أم لا“.
وقال زملاء مامودي الفلسطينيون: عندما هاجمت القوات الإسرائيلية المستشفى في فبراير، قتلت أفرادًا من العاملين فيه، ووضعتهم في مقبرة جماعية مع المرضى، مع اعتقال العديد من الزملاء الآخرين.
وفي الوقت الذي تؤكد فيه شهادة الجراح البريطاني انتهاك إسرائيل للقانون الدولي الإنساني في غزة، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيدانت باتيل: إن الولايات المتحدة لم تقيِّم بعد مدى التزام إسرائيل بالقانون الأمريكي، في إشارة واضحة إلى استمرار دعم المجازر الجماعية في القطاع على مرأى العالم ومسمعه.
المصدر: Middle East Eye
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇