دانا أبو قمر: وجودي في بريطانيا لا يعني أن أنسى فلسطين
في أول لقاء إعلامي لها بعد أن انتصرت في قضيتها على الداخلية البريطانية، أعربت الناشطة الفلسطينية دانا أبو قمر عن سعادتها بالقرار مع حزنها لاستمرار الجرح النازف في غزة، وذلك خلال بث مباشر عبر منصة العرب في بريطانيا أمس الخميس الموافق الـ31 من أكتوبر 2024.
يشار إلى أن دانا أبو قمر هي طالبة في كلية الحقوق في جامعة مانشستر شمال غربي إنكلترا، وهي ناشطة فلسطينية مؤثرة في الحراك الشعبي في المملكة المتحدة. وكانت دانا قد واجهت سجالًا قانونيًّا لإلغاء تأشيرة إقامتها في بريطانيا إثر إلقائها خطابًا داعمًا لفلسطين طالبت فيه بوقف الحرب على غزة.
دفاع أبو قمر عن فلسطين حق!
أبو قمر استهّلت اللقاء بالتعبير عن شكرها لكل من تضامن معها، ونبّهت إلى أهمية الفوز بالاستئناف؛ لأنه لم يكن قرارًا عابرًا، بل أسهم في أن يكون قاعدة قانونية لأي قضية مشابهة مستقبلًا، إذ إن القضاء البريطاني برّأ دانا أبو قمر استنادًا إلى أن الدفاع عن القضية الفلسطينية حق بموجب القوانين الدولية.
وقالت أبو قمر: “القضاء البريطاني اعتبر أن دفاعي عن فلسطين حق لا جرم، وذلك من منطلق القوانين الدولية التي تقرّ بأن الشعب الفلسطيني يعاني من احتلال ظالم، وأن لديه الحق بالدفاع عن نفسه، أعلم أن هذا أمر طبيعي ولا جديد فيه، لكن التضييق على مناصري غزة مؤخرًا كان هدفه تجريم كل من يتضامن”.
وأضافت أبو قمر: “أثناء هذه السجالات القانونية حظيت بدعم شعبي، كل من يراني في الشارع يعبّر عن دعمه، ولا يخلو الأمر من بعض المثبطين، لكنني أعذرهم؛ فأغلب هؤلاء كان كلامهم خوفًا وليس حقدًا”.
وفي أوائل شهر سبتمبر الماضي، كشفت صحيفة الغارديان عن ضلوع وزير الهجرة السابق في حكومة حزب المحافظين روبرت جينريك في التحريض غير المبرر على إلغاء تأشيرة أبو قمر، حيث اطلعت الصحيفة على رسائل وجهها جينريك إلى المسؤولين في قسم الهجرة عبر سكرتيره الخاص.
“لأكثر من ثلاث ساعات ونصف ومحامي وزارة الداخلية يستجوبني”!
وفي السياق نفسه قالت أبو قمر: “بسبب هذا التحريض تعرضت للضغط الشديد خلال المحاكمة، أحد محامي وزارة الداخلية استجوبني طيلة ثلاث ساعات كاملة، لكنني ملمة بالقوانين بحكم دراستي للحقوق، وهذا ما منع وقوعي في أي مخالفة قانونية أثناء الاستجواب”.
واعتبر القضاء ما حدث مع دانا أبو قمر تضييقًا على حرية التعبير عن الرأي التي يحميها القانون البريطاني. كما أكد القضاة مرة أخرى بعد النطق بالحكم أن القرار الذي صدر عن وزارة الداخلية بسحب تأشيرة أبو قمر قرار غير قانوني، وينتهك حقوق الإنسان. وأكد القضاة أن دعم مقاومة الفلسطينيين للاحتلال هو حق قانوني.
واختتمت دانا اللقاء بتوجيه مجموعة من الرسائل من خلال تجربة كفاحها التي استمرت عامًا تقريبًا، واجهت خلاله موجة من التحريض من اللوبي الصهيوني وبعض الوسائل الإعلامية، حيث نصحت المدافعين عن فلسطين بألا يستسلموا، ودعت الحكومة البريطانية لمراجعة سياستها بخصوص الشعب الفلسطيني.
“ها أنا ذا قد انتصرت، لا تخافوا من التعبير عن دعمكم لفلسطين، في نهاية المطاف لا يصح إلا الصحيح، جميعنا مقصرون، حاولوا الوقوف مع غزة بكل الطرق، في العمل، وفي الجامعة، وفي منازلكم عن طريق التوعية، وبتبرعاتكم ووقوفكم مع إخوتكم في غزة، أخاطب الجميع عمومًا وفئة الشباب خصوصًا، لا تستسلموا”.
يُذكَر أن دانا أبو قمر كانت قد صرّحت خلال مظاهرة داعمة لفلسطين في مانشستر عن فخرها بكفاح الشعب الفلسطيني، وسرعان ما تناقلت وكالات إعلامية بريطانية التصريح ما أثار جدلًا واسع النطاق، تسبب بسحب تأشيرتها الدراسية، لتلتجئ أبو قمر للقضاء الذي أنصفها في نهاية المطاف.
تقرير: صهيب جابر
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
أخبار ذات صلة
12°C
