خطر انقطاع الكهرباء في بريطانيا يصل إلى أدنى مستوى منذ أربع سنوات
انخفضت احتمالات انقطاع التيار الكهربائي خلال فصل الشتاء في بريطانيا العظمى إلى أدنى مستوياتها منذ أربع سنوات، وذلك بفضل الاستثمارات الكبيرة في مصادر الطاقة المنخفضة الكربون، على الرغم من إغلاق آخر محطة توليد كهرباء تعمل بالفحم في البلاد.
ووفقًا لتوقعات مشغل النظام الوطني للطاقة (Neso)، من المرجح أن تفوق إمدادات الكهرباء الطلب خلال فصل الشتاء بنسبة تقارب 9 في المئة، وهو أعلى هامش منذ شتاء 2019-2020. ويُعزى هذا التحسن إلى توسع مشاريع تخزين البطاريات، وزيادة الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة الصغيرة، فضلًا عن استيراد الكهرباء.
استثمار الطاقة النظيفة
وأكدت الشركة المسؤولة عن إدارة شبكة الكهرباء، التي استحوذت عليها الحكومة من شركة “ناشيونال غريد” (National Grid) في بداية الشهر الجاري، أن ارتفاع هامش إمدادات الطاقة لهذا الشتاء يأتي نتيجة هذه الاستثمارات الكبيرة في الطاقة النظيفة. ويُتوقَّع أن تعتمد المملكة المتحدة على مستويات قياسية من الكهرباء المستوردة، وذلك للمرة الأولى منذ أن بدأ أطول كابل كهرباء عالي الجهد في العالم باستيراد الطاقة النظيفة من الدنمارك، بما يكفي لتزويد 2.5 مليون منزل بريطاني.
يشار إلى أن رابط الطاقة “فايكينغ” (Viking)، الذي يمكنه أيضًا تصدير الكهرباء البريطانية إلى الدنمارك، يُعَد ركيزة أساسية في استراتيجية المملكة المتحدة لإنشاء شبكة كهرباء مرنة ومنخفضة الكربون، وذلك ضمن جهودها الرامية لتحقيق الأهداف المناخية الملزمة بحلول عام 2050.
استجابة لأزمة الغاز الأوروبية
ومن المتوقع أن تُسهم هذه الخطوات في تعويض أثر إغلاق محطات توليد الكهرباء القديمة، ويشمل ذلك إغلاق آخر محطة فحم في “راتكليف أون سور”، التي كانت مسؤولة عن توليد 2.3 في المئة من كهرباء البلاد خلال موجة البرد التي ضربت البلاد في يناير الماضي.
وفي ظل أزمة الغاز الأوروبية التي تفاقمت بعد غزو روسيا لأوكرانيا في أوائل عام 2022، أبقت بريطانيا على محطات الفحم القديمة في وضع الاستعداد؛ تحسبًا لنقص الغاز الضروري لتشغيل محطات الطاقة. لكن هذا الشتاء، تضاءلت المخاوف مع امتلاء مخزونات الغاز في الاتحاد الأوروبي إلى 95 في المئة من طاقتها، إضافة إلى التوقعات باستمرار تدفق الغاز إلى المملكة المتحدة عبر خطوط أنابيب النرويج، ومن خلال ناقلات الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة وقطر.
استقرار إمدادات الغاز
وأكد “Neso” أن الصراع في أوكرانيا لا يشكل تهديدًا لإمدادات الغاز في المملكة المتحدة. وبهذا الشأن قال كريغ دايك، وهو مدير في الشركة المملوكة للدولة: “على الرغم من تحسن تقييمات الهامش مقارنة بالشتاء الماضي، فإننا نواصل مراقبة الأخطار والشكوك، وسنتخذ خطوات إضافية إذا لزم الأمر لتعزيز الاستقرار”.
وأضاف دايك: إن الشركة تعمل بالتعاون مع الحكومة، والجهات التنظيمية للطاقة، وشركة “ناشيونال غاز”، التي تدير شبكة الغاز في بريطانيا العظمى، لتقييم أي خطر ناشئ قد يؤثر على استقرار الإمدادات.
ومن التدابير المُتوقَّع استخدامها هذا الشتاء، نظام المرونة في الطلب، الذي يُدفع من خلاله للمستهلكين والشركات مقابل الحد من استهلاكهم للطاقة في أوقات الذروة. وخلال الشتاء الماضي، حصل نحو 2.6 مليون منزل وشركة على مدفوعات مقابل مساعدتهم على الحد من الضغط على شبكة الكهرباء.
واختتم دايك حديثه قائلًا: “نحن وبقية قطاع الطاقة سنواصل الاستعداد لعدد من السيناريوهات المحتملة؛ لضمان جاهزيتنا الكاملة لمواجهة صعوبات الشتاء المقبل”.
المصدر الغارديان
إقرأ أيَّضا
الرابط المختصر هنا ⬇