أسعار المنازل في بريطانيا تسجل أسرع ارتفاع خلال عامين

في خطوة أثارت صدمة العديد من سكان منازل الكاونسل (المنازل المملوكة من قبل المجالس المحلية) الذين يطمحون إلى تملك منازلهم، أعلنت وزيرة المالية راشيل ريفز نيتها خفض الخصومات الممنوحة ضمن برنامج “الحق في الشراء” في الميزانية القادمة. وتؤكد الحكومة أن هذه الخطوة تهدف إلى “حماية” المخزون الحالي من الإسكان الاجتماعي، ما سيساهم في إبقاء آلاف المنازل متاحة للإيجار للفئات التي تحتاج إليها. ورغم أن هذا القرار يأتي ضمن حزمة واسعة من إصلاحات الإسكان، إلا أنه قد يثير انتقادات لكونه يحد من فرص الأفراد في تملك منازلهم. وتدافع الحكومة عن القرار بأنه يأتي ضمن توجه أشمل لتعزيز الإسكان الاجتماعي وتلبية الاحتياجات المتزايدة للمواطنين. خفض خصومات “الحق في الشراء” لسكان منازل الكاونسل وأشادت نائبة رئيس الوزراء أنجيلا راينر بهذه الإصلاحات، مشيرة إلى أنها استفادت شخصيًا من برنامج “الحق في الشراء” لامتلاك منزلها في ستوكبورت عام 2007، وحققت فيما بعد أرباحًا بلغت 48,500 باوند عند بيعه في 2015. وتتضمن التفاصيل المقترحة في الميزانية خفض الحد الأقصى للخصم المتاح ضمن البرنامج من 70% إلى 25% فقط، وهو ما قد يقلص من حجم الحافز لدى المواطنين الراغبين بشراء منزل. وترى راينر أن هذه الإجراءات تأتي كجزء من خطة طموحة “لإطلاق طفرة في الإسكان الاجتماعي والميسر، ودعم الملايين في جميع أنحاء البلاد للوصول إلى منازل آمنة وميسرة تجعلهم يشعرون بالفخر”. استثمارات لتطوير ليفربول بهدف تعزيز مشاريع الإسكانات ولكن رغم هذا القرار، أعلنت ريفز تخصيص 500 مليون باوند إضافية لبناء آلاف المنازل الميسرة. وأكدت الوزيرة أن هذا الاستثمار ضروري “للتصدي لأزمة الإسكان التي حرمت جيلًا كاملًا من فرص التملك، وزعزعت استقرار المجتمعات، وأثرت على النمو الاقتصادي في البلاد”. وتشمل الخطة السماح للمجالس المحلية بالاحتفاظ بكامل عائدات بيع منازل الكاونسل لزيادة بناء وحدات الإسكان الاجتماعي. كما سيُستثمر 500 مليون باوند إضافية لدعم برنامج الإسكان الميسر، مع تخصيص 128 مليون باوند أخرى لتطوير مشاريع سكنية متعددة في مناطق مثل الأرصفة المركزية في ليفربول، ما سيساهم في بناء 28 ألف منزل جديد. كما خصصت الحكومة 56 مليون باوند للاستثمار في بناء ليفربول، من بين الخطط: بناء مرافق مكتبية وتجارية وترفيهية. وأشادت كيت هندرسون، الرئيسة التنفيذية للاتحاد الوطني للإسكان، بهذه التوجهات، مؤكدة أن القطاع مستعد لدعم خطط الحكومة لبناء 1.5 مليون منزل خلال الدورة البرلمانية الحالية. كما رحبت بمشاورات بشأن سياسة إيجار طويلة الأجل، معتبرة أن هذه الإجراءات ستوفر استقرارًا ماليًا طويل الأجل للمقيمين ومقدمي الإسكان الاجتماعي، معربة عن أملها في أن تتضمن الاستراتيجية القادمة زيادة كبيرة في تمويل الإسكان الاجتماعي لتلبية الاحتياجات المتزايدة في البلاد.

رجاء شعباني October 1, 2024

شهدت أسعار المنازل في بريطانيا ارتفاعًا بنسبة 0.7٪ خلال شهر سبتمبر، ما أدى إلى تسارع النمو السنوي في الأسعار من 2.4٪ في أغسطس إلى 3.2٪ في سبتمبر، وفقًا لتقرير صادر عن جمعية البناء Nationwide. هذا الارتفاع يمثل أسرع معدل منذ نوفمبر 2022، عندما شهدت الأسعار زيادة بنسبة 4.4٪.

وصل متوسط سعر المنزل في بريطانيا خلال سبتمبر إلى 266,094 باوند، مقارنة بـ 265,375 باوند في أغسطس، ما يعكس تحسنًا طفيفًا في السوق العقارية بعد فترة من الركود التي تأثرت بعوامل اقتصادية مثل جمود الأجور وعدم الاستقرار السياسي.

نمو غير متوازن في المناطق المختلفة

أسعار المنازل في بريطانيا تبلغ أعلى مستوياتها منذ عامين

على الرغم من التحسن العام في الأسعار، شهدت المناطق البريطانية تفاوتًا في معدلات النمو. فقد حققت أيرلندا الشمالية أعلى نمو سنوي بنسبة 8.6٪، ما رفع متوسط سعر المنزل هناك إلى 196,197 باوند. على النقيض، كانت منطقة إيست أنغليا الأضعف أداءً حيث تراجعت الأسعار بنسبة 0.8٪ لتصل إلى 270,906 باوند.

شهدت اسكتلندا نموًا ملحوظًا بنسبة 4.3٪، من 1.4٪ في الربع الثاني من العام، في حين سجلت ويلز نموًا متواضعًا بنسبة 2.5٪ مقارنة بـ 1.4٪ في الربع السابق.

وفي إنجلترا، ارتفعت الأسعار بنسبة 1.9٪ مقارنة بالربع الثالث من عام 2023. وأظهرت المناطق الشمالية من إنجلترا، التي تشمل شمال وشمال غرب البلاد ويوركشاير وهمبر والميدلاندز، أداءً أفضل من الجنوب، بزيادة قدرها 3.1٪ على أساس سنوي. وسجلت منطقة شمال غرب إنجلترا أعلى نسبة نمو في الأسعار، حيث ارتفعت بنسبة 5٪.

في المقابل، ارتفعت الأسعار في جنوب إنجلترا بنسبة 1.3٪ فقط. وكانت لندن المنطقة الأكثر تحسنًا في الجنوب، حيث سجلت نموًا بنسبة 2٪ على أساس سنوي.

تحسن القدرة على تحمل التكاليف

أوضح روبرت غاردنر، كبير الاقتصاديين في Nationwide، أن الأسعار الحالية تقل بنحو 2٪ عن أعلى مستوياتها المسجلة في صيف 2022. وأضاف أن “نمو الدخل استمر في التفوق على نمو أسعار المنازل مؤخرًا، في الوقت الذي انخفضت فيه تكاليف الاقتراض مع توقعات بمزيد من التخفيضات في أسعار الفائدة من قبل بنك إنجلترا في الأشهر المقبلة. هذه العوامل ساعدت في تحسين القدرة الشرائية للمشترين.”

التوقعات المستقبلية للسوق العقاري

رغم تحديات الاقتصاد، أثبتت السوق العقارية البريطانية مرونة كبيرة. وعلقت سارة كولز، رئيسة قسم التمويل الشخصي في Hargreaves Lansdown: “الزيادات ليست هائلة، لكنها كافية لتعزيز ثقة المشترين واستمرار النشاط في السوق العقاري.”

وفي الوقت نفسه، ساهم قرار بنك إنجلترا الأخير بالحفاظ على سعر الفائدة عند 5٪ في تعزيز الاستقرار بالسوق العقاري، ما دفع بعض المقرضين إلى تقديم صفقات أكثر تنافسية للرهن العقاري. وعلى سبيل المثال، خفضت Nationwide معدلات الفائدة على بعض خطط شراء المنازل إلى 3.74٪.

مع استقرار الأسعار وتزايد المنافسة بين المقرضين، يتوقع الخبراء أن يستمر التحسن في السوق العقارية. ورغم ذلك، لا يزال هناك بعض التحديات، حيث أشار فيرونا فرانكيش، الرئيس التنفيذي لشركة Yopa، إلى أن “المعاملات العقارية لا تزال دون المستوى الذي كانت عليه في السنوات السابقة.”

من المتوقع أن تشهد الأشهر المقبلة استمرار التحسن، خاصة مع اقتراب مراجعة بنك إنجلترا أسعار الفائدة في نوفمبر، والتي قد تحدد ملامح السوق العقارية في نهاية العام.

المصدر صن

إقرأ أيّضا

الرابط المختصر هنا ⬇