حكم العمال يعيد اهتمام الطلاب الأجانب بالجامعات البريطانية
شهدت الجامعات البريطانية انتعاشًا ملحوظًا في الطلبات المقدمة من الطلاب الدوليين بعد الانتخابات العامة، ما يمثل دفعة إيجابية للوضع المالي المتعثر لقطاع التعليم العالي.
يُعزى هذا الانتعاش إلى تغيير ملحوظ في لهجة حكومة حزب العمال بشأن سياسات الهجرة، الأمر الذي زاد من اهتمام الطلاب الأجانب بالجامعات البريطانية.
الجامعات البريطانية
أشارت الجامعات البريطانية ومسؤولو القبول إلى ارتفاع عدد الاستفسارات بشأن البرامج التعليمية، مع وجود ملاحظات من وكلاء التوظيف في الخارج تفيد أن الطلاب المحتملين وأسرهم قد لاحظوا التغيير في موقف الحكومة بعد الانتخابات التي جرت في 4 تموز/ يوليو.
وقد صرح أحد نواب المستشار في إحدى الجامعات البريطانية لصحيفة “الغارديان” قائلًا: “جاء التغيير في السياسة البريطانية في وقت مناسب لتجنب أسوأ السيناريوهات التي توقعها بعضهم في تموز/ يوليو بشأن انخفاض حاد في عدد الطلاب الدوليين”.
ومع ذلك، حذر بعضهم من أن سياسات حكومة المحافظين السابقة، خاصة تلك المتعلقة بتأشيرات الطلاب، قد تترك تأثيرًا دائمًا على هذا الصعيد.
أهمية الرسوم الدراسية الدولية
يظهر دور الرسوم الدراسية الدولية في دعم الجامعات البريطانية بشكل واضح في دليل جامعة “الغارديان” لعام 2025، الذي نُشر مؤخرًا.
يعتمد الدليل على بيانات بشأن نسبة الموظفين إلى الطلاب ومستوى الإنفاق على كل طالب، وهو مؤشر يوضح أن الجامعات التي تجتذب أعدادًا كبيرة من الطلاب الدوليين تقدم دعمًا أفضل للطلاب المحليين.
يأتي ذلك في وقت تآكلت فيه قيمة الرسوم الجامعية في إنجلترا بسبب التضخم، إذ جُمدت تلك الرسوم منذ عام 2017.
أشاد البروفيسور ماكس لو، نائب رئيس جامعة ساري، بوزيرة التعليم الجديدة بريدجيت فيليبسون، لترحيبها بالطلاب الدوليين في خطاب ألقته بعد أسبوعين من توليها المنصب.
وعلّق لو قائلًا: “لقد تلقيت ردود فعل إيجابية للغاية من وكلائنا في الصين والهند وجنوب شرق آسيا، اُستُقبلت رسائل الترحيب بشكل جيد للغاية، وكانت إيجابية بالنسبة للقطاع الجامعي”.
وأشار أيضًا إلى أن الرسائل التي بعثت بها الحكومة بشأن الترحيب بالطلاب الدوليين قد وصلت إلى الجمهور الدولي، ما ساهم في زيادة معدلات القبول للدراسات العليا في الجامعة.
وأكد أن هذه الرسائل لم تسهم فقط في تحسين الوضع الاقتصادي للجامعات، بل أثرت أيضًا بشكل إيجابي على التنوع الثقافي داخل الحرم الجامعي.
تحذيرات بشأن السرعة في التعافي
ورغم هذه الأخبار الإيجابية، أكد بعض نواب رؤساء الجامعات الذين حضروا المؤتمر السنوي لجامعات المملكة المتحدة أن تأثير التغيير في لهجة الحكومة قد لا يظهر بالسرعة الكافية لإنقاذ عمليات توظيف الدراسات العليا لهذا العام.
وفي هذا الإطار، أوضحت نائبة رئيس جامعة ريدينغ الدولية، الدكتورة كارولين بايلون، أن “اللهجة الأكثر إيجابية من الحكومة تجاه الطلاب الدوليين مفيدة بالتأكيد”.
لكنها أشارت أيضًا إلى أن الطلاب المحتملين يأخذون بعين الاعتبار العديد من العوامل الأخرى، وليس فقط الرسائل الإيجابية الصادرة عن الحكومة.
وأضافت بايلون: “من المفهوم أن الشباب الطموحين يرغبون في الدراسة في بيئات يشعرون فيها بالترحيب، ولكن هناك العديد من الأمور الأخرى التي تؤثر على قراراتهم”.
وأكدت أن الطلاب الدوليين لا يمكن اعتبارهم الحل الوحيد لنقص التمويل الذي يعاني منه قطاع التعليم العالي في المملكة المتحدة.
نظرة مستقبلية غير مؤكدة
من جانبه، أعرب البروفيسور آندي سكوفيلد، نائب رئيس جامعة لانكستر، عن قلقه بشأن الوضع الحالي، مشيرًا إلى أن المؤسسات الأكاديمية التي تركز على البحوث، مثل جامعته، قد تواجه تحديات كبيرة في السوق الدولية للدراسات العليا في الأشهر القادمة.
على الرغم من ذلك، كانت جامعات مثل ساري وريدينغ من بين الجامعات التي حققت تقدمًا ملحوظًا في تصنيف الجامعات البريطانية ضمن دليل جامعة “الغارديان”.
فقد عادت جامعة ساري إلى قائمة أفضل 20 جامعة في المملكة المتحدة بعد غياب دام سبع سنوات، في حين ارتفع ترتيب جامعة ريدينغ من المركز 61 قبل عامين إلى المركز 35 هذا العام.
التغييرات في التصنيفات
في صدارة التصنيف، استعادت جامعة أكسفورد موقعها الأول بعد أن كانت جامعة سانت أندروز تحتل الصدارة العام الماضي.
وتبعت أكسفورد كل من كامبريدج، ولندن كوليدج للاقتصاد، وإمبريال كوليدج لندن، التي حافظت على ترتيبها دون تغيير عن العام السابق.
كما شهدت جامعة إسيكس تقدمًا بارزًا، حيث ارتفعت من المرتبة 85 في عام 2021 إلى المرتبة 23 هذا العام.
وأوضح مات هيلي راينر، الذي يشرف على إعداد جداول الدليل، أن تحسن نسبة الطلاب إلى الموظفين في إسيكس كان عاملًا رئيسًا في صعودها في التصنيف، بالإضافة إلى الزيادة في تحصيل الطلاب خلال فترة الوباء، التي استمرت حتى الآن.
المصدر: الغارديان
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇