اليمين المتطرف يحرق متجرًا سوريًّا في بلفاست والسلطات تتخاذل!
في حادثة أثارت الرأي العام، تعرض سوبر ماركت سوري في مدينة بلفاست البريطانية لثلاث هجمات بالقنابل الحارقة نفذتها مجموعات يمينية متطرفة معادية للمهاجرين والمسلمين.
وانتقد بشير، أحد العاملين في المتجر، السلطات المحلية لعدم تعاملها بشكل حازم مع الاعتداءات، مشيرًا إلى أن المجتمع المسلم يعيش في حالة من الخوف المستمر منذ أعمال الشغب العنصرية، ما يثير تساؤلات بشأن قدرة الشرطة على توفير الحماية اللازمة.
لماذا حرق اليمين المتطرف متجرًا سوريًّا؟
في اجتماع خاص لمجلس مدينة بلفاست يوم الإثنين، أوضح بشير، الذي لم يكشف عن اسمه الأخير، أن سوبر ماركت الشام تعرض للهجوم ثلاث مرات من قبل حشود يمينية متطرفة. وقال: “حوالي الساعة 11 مساءً، اتصل بي أحد أصدقائي وقال إن متجرك يحترق”.
وأضاف: “بعد دقيقة، هاجمني ستة رجال مقنعين وحاولوا طعني. كدت أقتل. ومن أجل ماذا؟ لا شيء”.
وتأتي هذه الهجمات في أعقاب أسبوع من أعمال الشغب التي اجتاحت المملكة المتحدة بعد انتشار حملة معلومات مضللة معادية للمهاجرين والمسلمين على وسائل التواصل الاجتماعي، عقب هجوم طعن أودى بحياة ثلاثة أطفال في بلدة ساوثبورت شمال إنجلترا.
ووجهت تهمة القتل إلى أكسل روداكوبانا، شاب يبلغ من العمر 17 عامًا وُلِد لأبوين روانديين مسيحيين.
وأوضح بشير أن الإساءة كانت موجهة بشكل خاص ضد “المجتمع المسلم” بعد حادثة الطعن. وذكر أن مالك المتجر، عبد القادر علّوش، الذي جاء إلى أيرلندا الشمالية في عام 2016 بعد فراره من الحرب في سوريا، اضطر للوقوف لساعات وهو يشاهد المبنى يحترق قبل أن يتمكن من الدخول.
وقال: “لم يتبق شيء من المتجر. كل ما في داخله تحول إلى رماد.”
وأضاف: “نستطيع إعادة بناء المتجر، ولكن هل سنتمكن من العيش في البلاد بأمان وسلام ؟ هل سنتمكن من العودة للعمل في المتجر دون الشعور بالخوف؟”
كما قال: “يجب على الشرطة أن تحمينا… نحن نعيش في خوف دائم. أعيش في خوف عندما أمشي في الشارع.”
يُعدُّ العنف الذي أدى إلى العديد من الاعتقالات ووضع المجتمع المسلم في بريطانيا في حالة من القلق، تحديًا كبيرًا لرئاسة الوزراء الجديدة ولزعيم حزب العمال كير ستارمر.
وتعهد ستارمر بأن من يرتكب أعمال العنف سيواجه ” قوة القانون”. ومع ذلك، تعرضت إدارته للانتقاد لعدم التواصل مع قادة ومجموعات المجتمع المسلم البريطاني.
ويوم الإثنين، نشر عضو البرلمان العمالي أفضل خان رسالة دعا فيها ستارمر للتواصل مع المجلس الإسلامي البريطاني (MCB). وذكر في الرسالة أن الهجمات على المساجد و”هتافات مثيري الشغب اليمينيين المتطرفين المعادية للإسلام”، جعلت المسلمون البريطانيون يشعرون بالقلق وعدم الأمان.
وقال إنه بناءً على ذلك، يجب على قادة حزب العمال الاجتماع مع المنظمات المسلمة الوطنية، بما في ذلك المجلس الإسلامي البريطاني، “لإظهار دعمكم القاطع للمجتمعات المسلمة”.
وفي أعقاب الاضطرابات، تبادل ستارمر الانتقادات مع إيلون ماسك بعد أن زعم الملياردير التقني أن موجة العنف اليميني المتطرف التي تجتاح المملكة المتحدة “ستنتهي بحرب أهلية”. وردّ المتحدث باسم ستارمر على منشور ماسك يوم الإثنين قائلًا إنه “لا يوجد تبرير لتصريحات كهذه”.
ثم ردّ الملياردير، بعد ساعات، على مقطع فيديو نشره ستارمر على منصة X، يدين فيه الهجمات على المساجد والمسلمين. وصف ماسك رئيس الوزراء بـ”كير ذي الوجهين”، في إشارة إلى نظرية المؤامرة التي تدعي أن الشرطة تعامل “المحتجين” البيض من اليمين المتطرف بقسوة أكبر من المجموعات الأقلية.
اقرأ أيضًا
الرابط المختصر هنا ⬇