ما تأثير توقف خطة رعاية الأطفال المجانية على الأسر في بريطانيا؟
حذر مسؤولون في بريطانيا من أن الحكومة البريطانية قد لا تستطيع الالتزام ببرامج رعاية الأطفال المجانية، وفق الخطة التي قدمتها الحكومة السابقة، ووصفت هذه المصادر الخطة بأنها صعبة التنفيذ.
وكانت حكومة المحافظين السابقة في بريطانيا قد كشفت عن إصلاحات جديدة في برامج رعاية الأطفال، وقالت: إنها تُجري أكبر توسعة في برامج رعاية الأطفال في تاريخ إنجلترا.
ما التحديات أمام توسيع مخطط رعاية الأطفال المجانية في بريطانيا؟
في حين أعربت المؤسسات المتخصصة برعاية الأطفال مثل دور الحضانة عن قلقها من عدم امتلاك القدرات الكافية لتطبيق برامج رعاية الأطفال المجانية، التي أقرتها الحكومة البريطانية السابقة؛ نظرًا إلى النقص الكبير في عدد الموظفين.
وبهذا الشأن قالت بريدجيت فيليبسون وزيرة التعليم في حكومة حزب العمال: “إن حكومة المحافظين، سارعت إلى إقرار خطط جديدة لرعاية الأطفال، ولم تفكر في كيفية تأمين التمويل الكافي لهذه الخطة، ما فرض أعباءً كبيرة على حكومة حزب العمال التي فازت في الانتخابات”.
وأشارت فيليبسون إلى أن حكومة العمال حريصة على تقديم هذه البرامج للأهالي وفق الخطة الموعودة، رغم وجود كثير من الصعوبات التي قد تعرقل ذلك؛ نظرًا إلى القرارات المتهورة والمتسرعة لحكومة المحافظين.
وأضافت فيليبسون: “لقد أفسدت حكومة المحافظين قطاع التعليم، وينبغي لنا أن نصلح الفوضى التي أحدثها المحافظون في قطاع التعليم”.
وقالت أيضًا: “سنعمل على تغيير أنظمة رعاية الأطفال؛ لضمان تحقيقهم النجاح في مسيرتهم الدراسية، ولتوفير فرص أفضل لجميع الشباب”.
وكانت حكومة المحافظين السابقة قد تعهدت بتقديم 15 ساعة مجانية من خدمات رعاية الأطفال أسبوعيًّا.
لكن وفقًا للبيانات التي اطلعت عليها صحيفة الأوبزرفر البريطانية، فإن المؤسسات التي تقدم خدمات رعاية الأطفال، تعاني من نقص كبير في الكوادر.
وتخشى هذه المؤسسات من أن تؤدي مضاعفة عدد الساعات المجانية الخاصة برعاية الأطفال إلى 30 ساعة إلى انخفاض معايير الرعاية، وبخاصة بالنسبة إلى الأسر الفقيرة.
قطاع رعاية الأطفال يعاني من نقص حاد في الموظفين
ووفقًا لآخر الإحصاءات فإن 78 في المئة من دور الحضانة والمؤسسات المتخصصة بتقديم خدمات رعاية الأطفال، قد لا تستطيع تطبيق برامج الخدمات الجديدة على الوجه المطلوب؛ نظرًا إلى نقص الموظفين.
وأفاد أكثر من ستة من أصل كل عشرة موظفين في قطاع رعاية الأطفال بأنهم استقالوا من عملهم خلال الأشهر الستة الماضية، في حين ترك 8 من أصل كل 10 موظفين عملهم في المؤسسات التي تقدم خدمات رعاية الأطفال قبل عامين من الآن.
وأوضح نحو نصف الموظفين في المؤسسات التي تقدم رعاية الأطفال أنهم اضطروا إلى خفض ساعات الرعاية بمعدل ساعتين من أصل كل خمس ساعات، وأشاروا إلى أن نقص الموظفين سيؤثر على جودة خدمات الرعاية.
ويأتي ذلك بعد مضي ستة أشهر من انطلاق خدمات التوظيف؛ لسد النقص في كوادر العاملين ضمن قطاع رعاية الأطفال، لتجنب انخفاض جودة الخدمات المقدمة، وتمكين الأهالي من الاستفادة من البرامج المجانية لرعاية الأطفال.
وقال 81 في المئة من المشاركين في حملات التوظيف هذه: إنهم لم يشهدوا أي زيادة في أعداد المتقدمين على الوظائف.
مخاوف من فشل الخطط الجديدة لرعاية الأطفال
وقال الموظف الخبير في خدمات رعاية الاطفال نيل ليتش: “لقد أظهرت نتائج استطلاعات الرأي، أن مشكلة نقص أعداد الموظفين دفعت العديد من مؤسسات رعاية الأطفال إلى الحد من خدماتها، ومع اقتراب موعد البدء بزيادة عدد ساعات الخدمات المجانية المقدمة لرعاية الأطفال، تظهر الحاجة لحل أزمة نقص الموظفين في هذا القطاع”.
وأضاف: “لا أعتقد أنه يمكن تنفيذ خطط الحكومة المتمثلة بمضاعفة عدد الساعات المجانية لخدمات رعاية الأطفال، ما لم نشهد إصلاحات لهذا القطاع، ويجب على الحكومة أن تطلب مزيدًا من الاستشارات لحل المشكلة”.
وحذر ليتش من أن استمرار تطبيق برامج خدمات الأطفال المجانية بالشكل الحالي سيؤدي إلى حرمان العائلات الفقيرة من هذه الخدمات؛ نظرًا إلى عدم قدرة دور الحضانة والعناية بالأطفال على تطبيق قرارات الحكومة، في حين ستتمكن العائلات الثرية من تأمين هذه الخدمات بشكل مدفوع.
وأضاف: “يوجد نحو 14000 دار حضانة تحت لواء جمعيتنا، إضافة إلى أننا نتولى إدارة نحو 41 مؤسسة غير ربحية متخصصة بتقديم خدمات رعاية الأطفال في المناطق الفقيرة”.
المصدر: الغارديان
اقرأ أيضاً :
الرابط المختصر هنا ⬇
أخبار ذات صلة
4°C