عائلات تعاني من الفقر في دائرة كير ستارمر في لندن
تحت أشعة شمس الصيف في لندن، يشارك أطفال أسرة كات في مشروع حياكة ممتع لدى مؤسسة (HvH Arts)؛ هربًا من واقع مادي قاسٍ. فبينما ينشغل الأطفال بأعمالهم اليدوية، تشعر كات بالارتياح لمعرفتها أنهم يتناولون وجبة دافئة، وهي وجبة يضمنها لهم برنامج صيفي يسعى إلى تخفيف الأعباء المالية عن الأسر.
وجبات دافئة وقوائم انتظار طويلة!
يُعَد الطعام جزءًا أساسيًّا من هذا البرنامج الصيفي، فإلى جانب تعلم التصوير والرسم والموسيقى، يحصل الأطفال على وجبات غذائية تساعد أسرهم على توفير ميزانية الطعام. وتؤكد ديبي كلارك، الرئيسة التنفيذية لمؤسسة (HvH Arts)، أن الطلب على هذه البرامج يفوق العرض بكثير، ما يُبرِز الحاجة الماسة لهذه الخدمات في المجتمع.
سياسات حكومية وتضخم متواصل وإعانات غير كافية!
وتكشف هذه الحالة عن أزمة كبيرة تواجه العديد من الأسر في لندن، وبخاصة في دائرة رئيس الوزراء كير ستارمر التي تشمل مناطق غنية وفقيرة. فالتضخم المتصاعد، وتطبيق الائتمان الشامل، والسياسات الحكومية التي قللت من الإنفاق على الرعاية الاجتماعية، دفعت مئات الآلاف من الأطفال إلى الفقر في السنوات الأخيرة.
أرقام صادمة!
وتُظهِر الإحصاءات الرسمية أن عددًا كبيرًا من الأطفال في بعض مناطق الدائرة يعيشون فقرًا مدقعًا أو نسبيًّا، وهي نسبة تفوق المتوسط الوطني. ويعني هذا أن هؤلاء الأطفال يعيشون في ظروف مأساوية، ويفتقرون إلى ضروريات الحياة.
وفي هذا السياق يؤكد آش رحمان، المؤسس المشارك لأكاديمية كرة القدم (Pro Touch SA)، أن فصل الصيف هو الأصعب على الأسر الفقيرة، إذ يعتمد العديد من الأطفال على البرامج الصيفية لتوفير وجبات غذائية لهم.
وتتعهد الحكومة البريطانية بوضع استراتيجية لمكافحة فقر الأطفال، ولكن المنظمات العاملة في هذا المجال تطالب باتخاذ إجراءات عاجلة؛ لتخفيف المعاناة، وبخاصة قبل حلول فصل الشتاء. وتؤكد هذه المنظمات أن خفض الإنفاق على الرعاية الاجتماعية هو أحد الأسباب الرئيسة لزيادة الفقر بين الأطفال.
بنوك الطعام والائتمان الشامل
هذا وتوزع بنوك الطعام كميات هائلة من المواد الغذائية على الأسر المحتاجة، ولكن هذا الحل لا يُعَد جذريًّا. وتطالب المنظمات المعنية بزيادة حد الائتمان الشامل، الذي يمكن اقتطاعه من الإعانات، ما يؤثر سلبًا على دخل الأسر الفقيرة.
إن مواجهة مشكلة فقر الأطفال تتطلب توحيد جهود الحكومة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني. فمن الضروري توفير برامج دعم شاملة للأسر، وتعزيز شبكات الأمان الاجتماعي، وتغيير السياسات التي تؤدي إلى تفاقم المشكلة.
المصدر الغارديان
إقرأ أيّضا
الرابط المختصر هنا ⬇