العرب في بريطانيا | ديفيد هيرست: فليتجاهل ستارمر الغضب الشعبي بشأن ...

1446 ربيع الثاني 26 | 30 أكتوبر 2024

ديفيد هيرست: فليتجاهل ستارمر الغضب الشعبي بشأن فلسطين على مسؤوليته

ديفيد هيرست: فليتجاهل ستارمر الغضب الشعبي بشأن فلسطين على مسؤوليته
محمد علي July 19, 2024

تناول الكاتب اليهودي البريطاني ديفيد هيرست سياسات رئيس الوزراء الجديد كير ستارمر وحكومته تجاه ما يجري في فلسطين، بعد أسبوعين من توليه رئاسة الوزراء في بريطانيا، حيث تعهَّد ستارمر في بداية حكمه بالالتزام بتطبيق القوانين والمقررات الدولية بشأن ما يجري في قطاع غزة، لكن لم يمضِ وقتًا طويلًا قبل أن يبدأ الأخير بتجاهل الغضب الشعبي من الانتهاكات الإسرائيلية المرتكبة في قطاع غزة.

واستطرد هيرست قائلًا: إن وزير الخارجية العمالي ديفيد لامي كان قد عرض موقفه من القضايا الدولية، عندما كان وزيرًا في حكومة الظل.

وأعلن لامي وقتها اعتماد مبدأ الواقعية التقدمية في السياسات الدولية، ويقصد بها السياسات القائمة على المُثُل الأخلاقية، لكن دون وضع أهداف لا يمكن تحقيقها.

ما السياسات الواقعية التي اعتمدها ستارمر وحكومته؟

رئيس الوزراء كير ستارمر ووزير خارجيته ديفيد لامي
رئيس الوزراء كير ستارمر ووزير خارجيته ديفيد لامي

ويوضِّح هيرست في مقاله أن حكومة العمال أثارت ردَّ فعل إيجابيًّا في الأوساط السياسية الداعمة للقضية الفلسطينية، بعد أن أعلنت حكومة العمال نيتها التخلي عن الطعن القانوني في قرار المحكمة الجنائية الدولية، الذي ينص على اعتقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت، بتهمة ارتكاب جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة.

وتزامنت هذه الخطوة مع تعيين المحامي ريتشارد هيرمر في منصب المدعي العام، علمًا أن هيرمر هو أحد أبرز الموقّعين على رسالة تدعو وزير الخارجية البريطاني السابق جيمس كليفرلي، إلى تقديم استشارات لمحكمة العدل الدولية بشأن التبعات القانونية لسلوك إسرائيل في الأراضي المحتلة وبيت المقدس.

وأشارت هيرست إلى أن ذلك جاء بعد أن اعترضت حكومة المحافظين السابقة على ممارسة المحكمة الجنائية الدولية صلاحياتها القانونية في إسرائيل، وهو قرار اتخذته المحكمة بعد تسع سنوات من النظر فيه، قبل أن يصدر رسميًّا في عام 2021.

وحينها رد رئيس الوزراء الأسبق بوريس جونسون على قرار المحكمة بالقول: “ليس من حق الحكومة البريطانية أن تحدد ما إذا كانت المحكمة الجنائية الدولية تمتلك الحق في ممارسة صلاحياتها في إسرائيل”.

وبهذا الصدد قال وزير الخارجية ديفيد لامي عندما كان وزيرًا في حكومة الظل: “لطالما كانت مواقف حزب العمال واضحة طوال هذه الحرب، ويتمثل ذلك في أنه لا بد من احترام القانون الدولي، واحترام استقلالية عمل المحاكم الدولية، التي يجب أن تُخضِع جميع الأطراف للمساءلة، كما يجب على إسرائيل الامتثال للأوامر الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية”.

أول اختبار أخلاقي لحكومة العمال

هل فشلت حكومة العمال في الوفاء بتعهداتها تجاه ما يجري في قطاع غزة ؟
هل فشلت حكومة العمال في الوفاء بتعهداتها تجاه ما يجري في قطاع غزة ؟

ونقل هيرست عن محامي حقوق الإنسان البارز جيفري روبرتسون قوله: إن حكومة الولايات المتحدة الأمريكية بدأت بممارسة الضغوط على كير ستارمر وحكومته؛ للإبقاء على الطعن القانوني بقرار المحكمة الجنائية الدولية، الذي ينص على محاسبة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزراء حكومته المتورطين في جرائم الحرب.

وقال روبرتسون: “إن هذه الطعون القانونية تُشكِّل أول اختبار أخلاقي لكير ستارمر في منصب رئاسة الوزراء”.

لكن تصرفات حكومة العمال حتى الآن بدأت بإثارة الشكوك في مدى التزامها بالمبادئ الأخلاقية، التي أعلنها رئيس الوزراء كير ستارمر ووزير خارجيته ديفيد لامي، لا سيما بعد حضورهما قمة الناتو، إذ ادّعت بعض المصادر أن واشنطن ستستغل القمة للضغط على كير ستارمر ووزير خارجيته؛ من أجل الإبقاء على الطعن في قرار المحكمة الجنائية الدولية الخاص بمحاسبة نتنياهو ووزير دفاعه.

ووفقًا لهيرست فإن ما أذهل السياسيين هو رحلة وزير الخارجية في حكومة العمال ديفيد لامي إلى إسرائيل، ومصافحته بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي المتهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية!

وجاء اجتماع ديفيد لامي ورئيس الوزراء الإسرائيلي بعد ساعات فقط من إعطاء نتنياهو الموافقة على غارة إسرائيلية، استهدفت حي المواصي ضمن خان يونس في قطاع غزة، مع أن هذا الحي يندرج ضمن المناطق الآمنة التي أعلنتها إسرائيل، وأسفرت الغارة الإسرائيلية عن استشهاد أكثر من 90 فلسطينيًّا وجرح المئات منهم.

وادّعى نتنياهو أن الغرض من الغارة كان استهداف قائد الجناح العسكري لحركة حماس محمد الضيف، وهو ما ثبت عدم صحته.

وأكّد هيرست في مقاله أن لامي لم يُشِر حتى إلى المذبحة التي ارتكبتها إسرائيل في حي المواصي أثناء اجتماعه بنتنياهو، ما أثار استغراب مراقبين، إذ قارنوا هذه الحادثة برد فعل الحكومة البريطانية على غارة روسية استهدفت مستشفى للأطفال في كييف، ومسارعة رئيس الوزراء البريطاني إلى إدانة الغارة.

هذا ونقل هيرست ما ورد في صحيفة معاريف الإسرائيلية التي قال أحد محرريها: إن وزير الخارجية ديفيد لامي قدم ضمانات لإسرائيل، بأن حكومته لن تتراجع عن الطعن في قرار المحكمة الجنائية الدولية، الذي ينص على محاسبة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وردت وزارة الخارجية البريطانية بعدم اتخاذ أي قرار من هذا القبيل!

المصدر: ميدل إيست آي


اقرأ أيضاً :

اترك تعليقا

لن يتم نشر بريدك الإلكتروني.

loader-image
london
London, GB
9:24 pm, Oct 30, 2024
temperature icon 11°C
broken clouds
Humidity 90 %
Pressure 1029 mb
Wind 2 mph
Wind Gust Wind Gust: 0 mph
Clouds Clouds: 75%
Visibility Visibility: 10 km
Sunrise Sunrise: 6:50 am
Sunset Sunset: 4:37 pm