كيف تعرض قرارات توصيل البريد الملكي مرضى بريطانيا للخطر

حذر مديرو هيئة خدمات الصحة في بريطانيا من خطط البريد الملكي المتعلقة بإلغاء بعض طلبات التوصيل، وهو ما سيهدد حياة المرضى بحسب ما يرى مسؤولو قطاع الصحة في بريطانيا.

هذا وتنص السياسات الجديدة للبريد الملكي في بريطانيا الذي تديره شركة (International Distribution Services) على إلغاء 9000 طريق من قائمة المناطق التي يسلكها موظفو البريد لإيصال الرسائل والطرود، وسيستغرق تنفيذ الخطة أكثر من عامين، وتساهم بتوفير حوالي 300 مليون باوند سنويًا، ما سيؤدي لتسريح حوالي مئة من موظفي البريد.

كيف ستؤثر سياسات البريد على القطاع الطبي؟

ووفقًا لمسؤولين في هيئة خدمات الصحة البريطانية ومؤسسة (Healthwatched England)، فإن الخطط الجديدة للبريد الملكي ستحول دون تسليم الرسائل الخاصة بالمواعيد الطبية للمرضى في الوقت المطلوب، وهو ما سيساهم في هدر المزيد من الأموال على المواعيد الطبية التي يفوتها المرضى بسبب تأخر البريد.

ووفقًا لمؤسسة (Healthwatched England)، فإن قيمة ما أنفق من أموال على المواعيد الطبية التي فوتها المرضى تتجاوز المليار باوند.

وبحسب ما ورد في البيانات التي حصلت عليها مؤسسة (Healthwatched England) فإن أكثر من مليون مريض فوتوا مواعيدهم الطبية في عام 2022/ 2023 بسبب تأخر موظفي البريد في تسليمهم الرسائل الخاصة بمواعيد العيادات، لكن هذا الرقم سيزداد بشكل كبير في حال طبقت مؤسسة البريد خططها الجديدة.

وأشار مسؤولو القطاع الصحي في بريطانيا إلى ضرورة إيجاد حل لمشكلة التأخر في توصيل الرسائل الخاصة بالمواعيد الطبية إلى المرضى، وذلك للتخفيف من الفوضى التي يواجهها القطاع الطبي بسبب تأخر المرضى عن مواعيدهم، بما في ذلك تغيير المواعيد بشكل مستمر أو التأخر في إصدار نتائج الاختبارات الطبية.

ووفقًا للبيانات الرسمية فإن تأخر وصول الرسائل الخاصة بالمواعيد الطبية للمرضى هو السبب الرئيس وراء تفويت المرضى ل 25 في المئة من المواعيد الطبية المهمة وتأخرهم عن البدء بالعلاج، أو الحصول على نتائج الفحوصات الطبية.

إطالة قوائم انتظار المرضى

كما أن التأخر في إيصال الرسائل من المستشفيات والعيادات إلى المرضى شكل ضغطًا إضافيًا على العيادات، وأطال قوائم أسماء المرضى الذين ينتظرون مواعيدهم الطبية وقد وصل عددهم اليوم إلى 9.7 مليون مريض.

وفي هذا الصدد قال جوليان هارتلي المدير المسؤول عن هيئة خدمات الصحة في بريطانيا:” إن التعديلات المقترحة على عمل موظفي لن تعود بأي فائدة على القطاع الطبي، وعلى العكس من ذلك فقد تؤدي إلى زيادة فترات التأخر عن المواعيد الطبية”.

وأضاف:” من المهم إطلاع المرضى في أقرب وقت ممكن على أي معلومات متعلقة ببرامج رعايتهم”.

وأضاف:” إن الخدمات التي يقدمها موظفو البريد في غاية الأهمية لضمان إبلاغ المرضى بمواعيدهم الطبية، لاسيما في ظل التأخير الطويل الذي يواجهه المرضى، لذلك فإن أي تعديل على آلية عمل خدمات البريد قد يساهم في إطالة فترات الموظفين وتفويتهم لمواعيدهم الطبية”.

بدوره قال جاكوب لانت رئيس منظمة (National Voices):” إن المقترحات الخاصة بتعديل خدمات البريد من شأنها أن تؤخر التواصل مع المرضى، ما يحول دون حصول العديد منهم على الرعاية الصحية المطلوبة في المواعيد المحددة، يجب على البريد الملكي منح الأولوية لتوصيل الرسائل الصادرة عن مؤسسات هيئة خدمات الصحة البريطانية”.

تخفيض خدمات البريد الملكي

وقال المتحدث باسم البريد الملكي:” نقدر أهمية إيصال الرسائل الصادرة عن مؤسسات هيئة خدمات الصحة البريطانية إلى المرضى في الوقت المناسب، ويجب منح الرسائل الصادرة عن المؤسسات الخدمية مثل المستشفيات والعيادات أولوية خاصة، خاصةً بعد انخفاض أعداد الرسائل البريدية من 20 مليار رسالة عام 2004/2005 إلى 7 مليارات رسالة.

وأضاف:” وقد خصصنا وقتًا طويلًا لفهم وجهة نظر مشتركينا فيما يتعلق بالتعديلات التي ستطرأ على آلية عمل خدمات البريد، وتحدثنا في هذا الصدد إلى أكثر من 3500 من المشتركين في خدمات البريد من بينهم شركات صغيرة ومتوسطة الحجم وشركات عملاقة بالإضافة إلى المؤسسات والهيئات الخدمية، مثل هيئة خدمات الصحة البريطانية، ومستشفياتها وعياداتها”.

“تمتلك هيئة خدمات الصحة مئات المستشفيات والعيادات المختلفة، بالإضافة إلى آلاف الأطباء، ولكل منها متطلبات خدمية متنوعة، ونحن ملتزمون بتأمين الخدمات البريدية للمؤسسات الطبية وبأسعار مناسبة”.

“ونعمل بالتعاون مع هيئة خدمات الصحة لمنح الأولوية للرسائل المستعجلة ذات المضمون الطبي، عبر تمييز هذه الرسائل من خلال وضعها في ظروف بريدية ذات أشكال مختلفة”.

وكانت هيئة تنظيم البريد قد اقترحت تعديلات جديدة على آلية عمل خدمات البريد بما في ذلك تقليل أيام العمل من ستة إلى ثلاثة أيام، ورفع الرسوم المدفوعة على خدمات إيصال الرسائل في اليوم التالي، وستناقش هذه التعديلات مع مكاتب البريد الملكي خلال الصيف.

المصدر: الغارديان

اقرأ أيضاً :

• تحذير من رسائل البريد الإلكتروني الاحتيالية المطورة بالذكاء الاصطناعي
• فضيحة مكاتب البريد قد تؤدي إلى تغيير قواعد الدعاوى القضائية في بريطانيا
• البريد الملكي يحقق في ضياع عشرات البطاقات البنكية التي أُرسلت إلى شارع واحد

• #البريد الملكي
• #خدمات البريد
• #رسائل البريد
• #قوائم الانتظار
• #هيئة خدمات الصحة البريطانية