طبيبة مسلمة تخسر قضيتها ضد هيئة ال NHS بعد إجبارها على رفع كميّها
خسرت طبيبة مسلمة القضية التي رفعتها ضد هيئة خدمات الصحة البريطانية بعد إجبارها على التشمير عن ساعِدَيها ورفع كُمَّيها أثناء العمل.
وأشارت الطبيبة فرحات بوت إلى أنها واجهت التمييز العنصري والتخويف من مديريها في العمل لإجبارها على رفمع كُمَّيها، ولجأت إلى المحاكم البريطانية، لكنها خسرت القضية، حيث قال القاضي، لا يمكن ربط كل الخلافات مع الموظفين المسلمين في مكان العمل بديانتهم.
مستشفى بريطانية تطالب طبيبة مسلمة برفع كميّها إلى المرفقين
وكانت الدكتورة قد رفضت التشمير عن ساعِدَيها أثناء وقوفها في أحد ممرات المستشفى في السادس من كانون الأول/ديسمبر عام 2022، وظنت أن المكان الذي تقف فيه لا يخضع لسياسات النظافة والتعقيم الخاصة بالأماكن الطبية، ومن هذه السياسات رفع الكُمَّين إلى المرفقَين.
وسرعان ما رصدت إدارة المستشفى الطبيبة التي لم تشمّر عن ساعِدَيها رغم وقوفها ضمن ممر المستشفى، واندلعت مشاجرة بين إدارة المستشفى والطبيبة المسلمة، بحسَب ما ورد في القضية المرفوعة إلى محكمة العدل البريطانية.
ورفعت الطبيبة دعوى بالتمييز الديني والمضايقة ضد هيئة خدمات الصحة البريطانية، علمًا أن الطبيبة المسلمة تعمل في أحد مستشفيات برادفور، إضافة إلى عملها في مستشفى (Airdale X) لطب الأعين في إيستبورن غرب يوركاشاير.
وعلمت المحكمة بالإرشادات الطبية المعتمدة في المستشفى بشأن نظافة الأيدي، والتي تتطلب رفع الكُمَّين إلى المرفقَين؛ لتسهيل عملية تعقيم الأيدي.
ما هو البروتوكول الطبي الخاص برفع الأكمام؟
ووفقًا لما ورد في المبادئ التوجيهية لقواعد العمل الطبي: “نطالب جميع موظفي المستشفيات في أماكن تقديم الرعاية الطبية السريرية بإبقاء الأكمام مرفوعة إلى المرفقين، لكننا نأخذ بعين الاعتبار الخلفيات الثقافية والدينية والأوضاع الصحية المرتبطة بالإعاقة”.
ونتيجة ذلك توفر المستشفيات في بريطانيا أكمامًا بلاستيكية للأطباء يمكن ارتداؤها والتخلص منها، لكن الطبيبة بوت أكدت عدم وجود تعريف واضح، يميز بين أماكن الخدمات الطبية السريرية وغير السريرية.
وكانت أكمام الطبيبة مسدلة بالكامل بعد مغادرتها غرفة العمليات متجهة إلى الحمام عبر الممر الرئيس للمستشفى لإجراء مكالمة هاتفية.
وقد رصدت ماري هيتش مديرة قسم التمريض وغيرها من مسؤولي المستشفى الطبيبة المسلمة أثناء عبورها الممر وهي مسدلة أكمامها بالكامل، وظنوا أن أكمامها كانت مسدلة أيضًا قبل خروجها من غرفة التخدير، وقالت مديرة قسم التمريض للطبيبة المسلمة: اعذريني، ثم أخبرتها بنبرة مرتفعة يجب أن تشمّري عن ساعدَيكِ.
فانزعجت الطبيبة المسلمة من طريقة مخاطبتها، وسرعان ما ردت على رئيسة قسم التمريض، وتحول الأمر إلى مشاجرة بين الطرفين، وسُمِعت أصواتهما في المستشفى.
بروتوكول طبي أم تمييز عنصري؟!
وأشارت الطبيبة المسلمة إلى أنها كانت غاضبة ومنزعجة، مؤكدة أنها تلتزم بسياسات نظافة المستشفى، ولا يوجد سبب لانتقادها.
ووفقًا لما ورد في المحكمة فإن الطبيبة المسلمة بوت أدركت أن ثلاثة من زملائها كانوا يتشاجرون معها دون ارتكابها أي خطأ صريح.
وتقدمت الطبيبة بشكوى رسمية ضد الفريق الطبي الذي تعامل معها بحدة، لكنها لم تتوصل إلى نتيجة، ما جعلها تشعر بأنها مستهدفة، ورأت أن الفِرَق الطبية المسؤولة لم تتعامل معها بطريقة مناسبة.
ورفعت الطبية شكواها إلى المحكمة، ورفضت إجراء وساطة، حيث فُتِح تحقيق مستقل في مزاعم الطبيبة بشأن وجود مشكلات متجذرة مرتبطة بالتمييز العنصري، وذلك في آذار/مارس 2023.
وكان من نتائج التحقيق أن مطالبة رئيسة قسم التمريض الطبيبة المسلمة برفع كُمَّيها لم يكن مرتبطًا بأي دوافع عنصرية، بل كان بدافع الالتزام بالبروتوكول الطبي فقط.
لكن الطبيبة أكدت أن الشجار كان متعبًا لها، وأشارت إلى أن تصاعد نبرة الفِرَق الطبية كان مخيبًا للآمال.
وخلص القاضي إلى أن الانتقاد الذي وجهته رئيسة قسم التمريض إلى الطبيبة المسلمة غير مرتبط بالدين، وليس في عداد التمييز.
المصدر: المترو
اقرأ أيضاً:
الرابط المختصر هنا ⬇
أخبار ذات صلة
7°C