العرب في بريطانيا | الأوبزرفر: هذا ما أحدثته فوضى مجلس العموم !

1447 ربيع الثاني 19 | 12 أكتوبر 2025

الأوبزرفر: هذا ما أحدثته فوضى مجلس العموم !

هجوم من اليمين المتطرف على قناة الإسلام في بريطانيا
محمد علي February 26, 2024

لم يكن يوم الأربعاء الـ21 من شباط/فبراير عاديًّا بالنسبة إلى مجلس العموم البريطاني، الذي شهد واحدة من أكثر الجلسات إثارة للجدل، إذ انقسم نوابه بين مؤيد لوقف إطلاق النار في غزة ومعارض له، وسادت حالة من الفوضى وتبادل الاتهامات بين النواب، وبخاصة بعد أن دعا زعيم حزب العمال كير ستارمر إلى وقف إطلاق النار في غزة.

وسرعان ما تصاعد التوتر بين صفوف النواب، في ظل غليان جزء من الشارع البريطاني المتعاطف مع الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، إذ أصبح الملف الفلسطيني جزءًا لا يتجزأ من أجندات الأحزاب البريطانية التي تشهد منافسة حادة مع اقتراب الانتخابات العامة.

فوضى وتعليقات غير لائقة في مجلس العموم

رئيس مجلس العموم البريطاني ينفي رفع علم فلسطين للترحيب بالسفير
كيف ساهم رئيس البرلمان البريطاني في تأجيج الفوضى خلال الجلسة التي عقدت لمناقشة الحرب على غزة؟

ووصف النائب في حزب العمال باري شيرمان سلوك زملائه النواب بالشائن، مؤكدًا أن الجلسة البرلمانية التي أدارها رئيس مجلس العموم ليندسي هويل بشأن وقف إطلاق النار في غزة، اتسمت بالفوضى والتعليقات غير اللائقة.

وأضاف شيرمان: “من الشائن أن تضطر شبكة بي بي سي إلى حجب بعض المشاهد بسبب اللغة الدنيئة الصادرة عن بعض النواب”.

وعلَّق أحد النواب المحافظين على الجلسة أيضًا: “لقد دخلنا في جدل عقيم، وبدلًا من مناقشة الوضع الخطير في غزة، بتنا نناقش إمكانية طرد رئيس مجلس العموم، إنه أسوأ يوم في حياتي البرلمانية!”.

هذا وأصبح رئيس مجلس العموم ليندسي هويل طرفًا في المشكلة بعد أن تدخّل في اقتراح تعديلات على مشروع القرار المتعلق بوقف إطلاق النار في غزة، الذي قدّمه الحزب الوطني الاسكتلندي، وخالف رئيس مجلس العموم نصائح مستشاريه الذين طلبوا منه الامتناع عن طرح مثل هذه التعديلات التي تُعَد من صلاحيات الحكومة البريطانية وحدها.

وكانت التعديلات التي طرحها رئيس البرلمان ليندسي هويل قد وضعها حزب العمال والحكومة البريطانية لتغيير بعض النقاط الواردة في اقتراح وقف إطلاق النار، الذي قدّمه الحزب الوطني الاسكتلندي. ونص التعديل على الدعوة إلى وقف فوري وإنساني لإطلاق النار، ونوَّه بضرورة أن يكون ملزمًا لجميع الأطراف، إضافة إلى إدانة حماس، والمطالبة بإطلاق سراح الأسرى، ودعوة إسرائيل إلى وقف القصف.

إلا أن التعديل الحكومي لم ينص على الوقف الفوري لإطلاق النار، في اختلاف واضح عن الاقتراح الأصلي الذي قدّمه الحزب الوطني الاسكتلندي، الذي وصف الحرب الإسرائيلية بالعقاب الجماعي الذي تمارسه حكومة نتنياهو.

حملة التضامن مع فلسطين تنظم مظاهرة في لندن

مسيرة احتجاجية
مسيرة احتجاجية في لندن من تنظيم حملة التضامن مع فلسطين (PSC) (أنسبلاش)

وعقب تصويت البرلمان البريطاني على القرار الداعي إلى وقف إطلاق النار في غزة، اجتمع 200 عضو من حملة التضامن مع فلسطين في قاعة كونواب هول في لندن؛ لحضور الاجتماع السنوي للحملة، ولم يُخفِ الأعضاء غضبهم من تصرف بعض النواب رغم قرار المجلس بالتصويت لمصلحة قرار وقف إطلاق النار.

واستغل المحافظون هذه المناسبة لإثارة النعرات ضد الناشطين المتضامنين مع فلسطين بالتذكير بمقتل أحد أعضاء حزب المحافظين في أكتوبر/تشرين الأول 2021 على يد أحد الإسلاميين كما زعم بعض النواب، وهو ما قوبل بسخط في صفوف الناشطين الذي واجهوا حملة اتهامات واسعة النطاق من نواب حزب المحافظين، وبخاصة بعد أن صوّت البرلمان البريطاني على قرار وقف إطلاق النار في غزة للمرة الأولى منذ بداية الحرب على القطاع المحاصر.

هذا ولم تألُ الصحف البريطانية اليمينية جهدًا في تشويه صورة حملة التضامن مع فلسطين، إذ اتهمتها صحيفة التايمز بمحاولة تقويض الديمقراطية في بريطانيا وإجبار البرلمان على الإغلاق.

وقد ردت الناشطة فيونا غودلي من حملة التضامن مع فلسطين على هذه الاتهامات بالقول: “لمجرد أننا ضد الحرب، لا يحق لهم وصفنا بالمتطرفين، ومن الطبيعي أن يدعوا الناس إلى السلام بدلًا من الحرب”.

وأكدت غودلي وغيرها من الناشطين أن استراتيجيات حملة التضامن مع فلسطين وخططها أبعد ما تكون عن التطرف، وهي معتمدة بالكامل على الوسائل السلمية في التعبير عن الرأي.

وأشارت غودلي إلى أن أعضاء الحملة وزّعوا المنشورات في مدينة كارلايل؛ للتوعية بالقضية الفلسطينية، وأكدت تعاطف الناس مع الشعب الفلسطيني، وأن الناس غاضبون من موقف الحكومة البريطانية المتواطئ مع العدوان.

استمرار حملة التحريض ضد المتضامنين مع فلسطين

إقالة برافرمان تقسم الرأي في دائرتها الانتخابية في فارهام
وزيرة الداخلية السابقة سوالا برافرمان تحرض اليمين المتطرف ضد أنصار القضية الفلسطينية

لكن التحريض الذي يمارسه اليمين المحافظ لم ينته هنا، إذ أطلق بعض النواب المعروفين بنزعتهم اليمينية المتطرفة تصريحات وُصِفت بالعنصرية، بدءًا من وزيرة الداخلية المُقالة سوالا برافرمان، التي زعمت أن الإسلاميين إلى جانب تيار اليسار المتطرف سيطروا على الشارع في بريطانيا، على حد وصفها.

وهاجم النائب المتطرف لي أندرسون عمدة لندن صادق خان قائلًا: إن خان مكّن زملاءه الإسلاميين من السيطرة على العاصمة لندن، ما استدعى ردًّا من صادق خان وعدة نواب آخرين وصفوا هذه التصريحات بغير المقبولة والمثيرة للاشمئزاز.

لكن حملة التشويه التي يقودها اليمين المتطرف ضد حملة التضامن مع فلسطين لم تُجدِ نفعًا في تقويض عمل الحملة التي يشكل الأعضاء غير المسلمين وغير العرب جزءًا يسيرًا من قوامها، ولعل خير مثال على ذلك العضوة في حملة التضامن مع فلسطين روشان بيدر الإفريقية الأصل.

فقد شاركت بيدر في الوقفات الاحتجاجية مرتديةً علم المؤتمر الوطني الإفريقي، وعادت بذاكرتها إلى المظاهرات المناهضة لسياسات ريغان وتاتشر الداعمة لنظام الفصل العنصري السابق في جنوب إفريقيا قائلةً: “لقد صمدنا في وجه العقوبات التي فرضتها تاتشر وريغان على جنوب إفريقيا، وفي النهاية أدى الضغط إلى إلغاء العقوبات”.

ورفضت بيدر ما قاله أحد النواب من أنه قلق من تنظيم المظاهرات المتضامنة مع فلسطين بالقرب من مكتبه، وقالت: “لا أرى سببًا يمنع المظاهرات السلمية، ألا يحق للناخبين التعبير عن رأيهم بالنواب في ظل النظام الديمقراطي السائد في بريطانيا؟”.

المصدر: الغارديان


اقرأ أيضاً :

اترك تعليقا

loader-image
london
London, GB
2:35 pm, Oct 12, 2025
temperature icon 15°C
few clouds
66 %
1031 mb
6 mph
Wind Gust 0 mph
Clouds 12%
Visibility 10 km
Sunrise 7:19 am
Sunset 6:14 pm

آخر فيديوهات القناة