بريطانيا تقايض مواطنًا في غزة بالتجسس لها مقابل إخراجه
عرضت المخابرات البريطانية على مواطن بريطاني إخراجه من قطاع غزة مع عائلته إذا وافق على العمل لصالحها، بحسب ما ورد في موقع ميدل أيست آي.
وأشار الرجل إلى أنه كان قد سجل عائلته في قائمة المواطنين الراغبين بالخروج من غزة بوساطة من وزارة الخارجية البريطانية والتي ساعدت بالفعل عشرات البريطانيين على الخروج عبر معبر رفح.
المخابرات البريطانية تحاول تجنيد بريطاني من العالقين في غزة
ولم يذكر الرجل اسمه لأسباب تتعلق بسلامة عائلته مؤكدًا أنه رفض عرض المخابرات في وقت تعاني فيه ابنته ذات العام الواحد من أوضاع صحية خطيرة، بينما تواجه عائلته النازحة في رفح خطر الهجوم الإسرائيلي على المنطقة المكتظة بالنازحين.
وقال الرجل الذي يقيم في قطاع غزة منذ عشر سنوات: إن أحد عناصر المخابرات البريطانية تواصل معه منذ أسابيع عبر أحد تطبيقات المراسلة الهاتفية، وأشار الرجل إلى ان هوية الشخص الذي راسله ليست وهمية لأنه سبق أن اجتمع مع ضابط في المخابرات البريطانية في أحد مطارات بريطانيا عام 2013.
وأوضح أن الشخص الذي تواصل معه أعرب عن قلقه على سلامة عائلته، وعرض عليه المساعدة، وطلب منه التواصل مرة أخرى.
وطلب الرجل من الشخص الذي راسله إخراج زوجته وأطفاله من قطاع غزة، كما طلب المساعدة في عملية فرز أوراق السفر.
ونصحه عنصر المخابرات البريطانية بالاتصال بوزارة الخارجية البريطانية المسؤولة عن عمليات إخلاء البريطانيين من القطاع، وأكد أنه قادر على مساعدة الأسرة شرط قبول الرجل التجسس لصالح المخابرات البريطانية.
ورفض الرجل التجسس لصالح المخابرات قائلًا :” لقد استغربت كلامه، لكن خاب أملي في الحكومة البريطانية، إذ لطالما ظننت أن بريطانيا بلد قائم على المؤسسات، يبدو أنني كنت مخطئًا في ذلك”.
الخارجية البريطانية تتنصل من إنقاذ أحد مواطنيها في غزة
وما زال الرجل ينتظر تحرك وزارة الخارجية البريطاني لإخراجه وعائلته من مدينة رفح الحدودية وقال في هذا الصدد:” نحن ننتظر منذ شهرين تحرك وزارة الخارجية لإخراجنا من هنا وإنقاذنا من هذه الحرب المجنونة”.
وكان الرجل قد اضطر لمغادرة منزله إلى مخيم برفقة عائلته، بسبب القصف الإسرائيلي في كانون الأول/ ديسمبر، وأوضح أن ابنته تحتاج إلى رعاية طبية خاصة بسبب وضعها الصحي الحرج، لكنها لم تتلق أي علاج منذ بدء العدوان على غزة.
وأشار إلى أنه أرسل التقارير الطبية الخاصة بوضع ابنته الصحي لوزارة الخارجية البريطانية كسبب آخر لإخراج العائلة المحاصرة في رفح، لكنه لم يتلق أي رد.
وأضاف:” سيكون من السخيف أن يسمحوا بمغادرة أبنائي للقطاع دون أن يمنحوني إذن الخروج مع زوجتي”.
“ما زال أبنائي في سن صغيرة، وهم يعتمدون بشكل كبير على أمهم، كما أن ابنتي الصغيرة في طور الرضاعة، من حق أطفالي أن يغادروا غزة بصحبة والدتهم”.
هذا وأوضح الرجل أن بعض أفراد أسرته يقيمون في بريطانيا وقد اتصل كلٌّ من والدته وأخته بوزارة الخارجية البريطانية لطلب المساعدة الفورية له ولأسرته في رفح..
وأكد أن العديد من أفراد أسرة زوجته استشهدوا جراء العدوان الإسرائيلي من بينهم والدتها وأخوها والعديد من أبناء أخيها، وقد دمر منزلهم بالقصف الإسرائيلي..
واقترحت أسرة الرجل في بريطانيا السفر إلى مصر للعناية بأبنائه في حال توسطت الخارجية البريطانية لإدخالهم إلى مصر معبر رفح الحدودي.
لكن وزارة الخارجية البريطانية ردت بالقول إنها عاجزة عن نقلهم عبر المنطقة الحدودية إلى مصر..
وقالت أخت الرجل:” لم نتلق أي مساعدة من الحكومة البريطانية، كما أننا نتوقع الأسوأ، يعيش أخي في أوضاع صعبة للغاية ويواجه ضغوطًا كبيرة”.
بدوره قال غاريث بيرس محامي العائلة المحاصرة في غزة:” حاولنا التواصل مع وزارة الخارجية البريطانية بشتى الطرق، لكن الوزارة تؤكد أنه لا يمكن فعل أي شيء لإخراجه.
“الأسلوب المعتاد للمخابرات البريطانية !”
وتابع:” أعتقد أن وزارة الخارجية قادرة على فعل شيء حيال وضع الرجل وعائلته، ويمكنهم إخراج العائلة عكس ما تزعمه وزارة الخارجية البريطانية، علمًا أن المخابرات عرضت على الرجل إخراج عائلته من قطاع غزة قبل ستة أسابيع.
وفي هذا الصدد قال المدير في منظمة كيج إنترناشيونال الحقوقية: ” إن الرسائل التي تلقها الرجل تحاكي أسلوب المخابرات البريطانية في استغلال ضحايا الحروب من أجل تجنيدهم للعمل لصالحها”.
ورد المتحدث باسم الحكومة البريطانية بالقول: تعمل الحكومة البريطانية على إخراج المواطنين البريطانيين العالقين في قطاع غزة وذلك بالتعاون مع السلطات الإسرائيلية والمصرية”.
المصدر: Middle East Eye
اقرأ أيضًا:
الحكومة البريطانية ترفض فكرة تبني خطة لاستضافة اللاجئين الفلسطينيين
صحفيون بريطانيون وعرب: بي بي سي شريكةٌ في الجرائم المرتكبة في غزة
لثام الوجه وتسلق النصب التذكارية سيمنعان على المتظاهرين في بريطانيا
الرابط المختصر هنا ⬇