العرب في بريطانيا | موقع بريطاني: مصير العدالة في العالم معلق على د...

1446 شعبان 6 | 05 فبراير 2025

موقع بريطاني: مصير العدالة في العالم معلق على دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل

محامٍ بريطاني يدافع عن "إسرائيل" أمام المحكمة الدولية
فريق التحرير January 8, 2024

أثارت دعوى جنوب إفريقيا ضد “إسرائيل” جدلًا واسعًا بعد اتهامها بارتكاب إبادة جماعية في غزة، خصوصًا وأن الدعوى لا تنطوي على أي شيء خطابي أو حزبي مغرض.

وقد صاغ الدعوى المكونة من 84 صفحة بدقة خبراء دوليون في الإبادة الجماعية الذين أرفقوها بالأدلة الداعمة عن الفضائع الوحشية التي يتعرض لها الفلسطينيون.

دعوى جنوب إفريقيا ضد “إسرائيل” تحرك الأوساط القانونية

دعوى جنوب أفريقيا ضد "إسرائيل" في المحكمة الدولية
دعوى جنوب أفريقيا ضد “إسرائيل” في المحكمة الدولية

تعترف الدعوى بأن حماس كانت مسؤولة عن عملية طوفان الأقصى في جنوب “إسرائيل” في 7 تشرين الأول/أكتوبر، لكنها تقول إن ما حدث في ذلك اليوم لا يبرر ما يحدث يوميًا لسكان غزة خلال الأشهر الثلاثة الماضية.

وتشير الدعوى إلى نية “إسرائيل” في الإبادة الجماعية التي أعلن عنها قادتها من خلال العمليات العسكرية الوحشية التي تستهدف الفلسطينيين.

تحشد الدعوى مجموعة من الأدلة على أعمال الإبادة الجماعية المتعمدة في سبع فئات رئيسة، كما يلي:

1. حصيلة الشهداء التي تجاوزت الآن 22 ألف شهيد، 70 بالمئة منهم نساء وأطفال.

2.المعاملة القاسية وغير الإنسانية لأعداد كبيرة من المدنيين، ومن بينهم أطفال، اعتقلوا بتعصيب أعينهم وإجبارهم على خلع ملابسهم والبقاء في الخارج في طقس بارد، قبل نقلهم إلى أماكن مجهولة.

3. التراجع المستمر عن وعود الأمن، حيث تقصف “إسرائيل” المناطق التي نصحت السكان في منشوراتها باللجوء إليها.

4. الحرمان من الغذاء والماء، وهي السياسة التي دفعت سكان غزة إلى حافة المجاعة.

5. الحرمان من المأوى الملائم والملابس والنظافة؛ وقد أسفر الهجوم الإسرائيلي على نظام الرعاية الصحية عن بقاء 13 مستشفى فقط يعمل جزئيًا من أصل 36 مستشفى حيث استهدفت القوات الإسرائيلية مولدات المستشفيات والألواح الشمسية ومحطات الأكسجين وخزانات المياه وسيارات الإسعاف والقوافل الطبية وعمال الصحة.

6. تدمير الحياة في غزة: مدنها ومنازلها ومبانيها السكنية والبنية التحتية والجامعات ومعالمها الثقافية.

7. وأخيرًا وليس آخرًا، تعبير مسؤولي الدولة عن نية الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني، بما في ذلك تلميحات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى القصة التوراتية عن التدمير الكامل لعماليق على يد الإسرائيليين، وبيان الرئيس إسحاق هرتزوغ بأن الأمة بأكملها مسؤولة عن ذلك، وتأكيد وزير الدفاع غيئورا غالانت على أن “إسرائيل” تحارب “حيوانات بشرية”.

مجازر حقيقية

الاحتلال الإسرائيلي يرتكب مجازر في غزة
الاحتلال الإسرائيلي يرتكب مجازر في غزة

يبرز جيورا آيلاند، الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي ومستشار الحكومة، ما تفعله “إسرائيل”.  وفي وصفه لأمر الحكومة الإسرائيلية بقطع المياه والكهرباء عن غزة، كتب آيلاند في مجلة على الإنترنت:

“لقد قطعنا إمدادات الطاقة والمياه والديزل عن القطاع، ولكن هذا ليس كافيًا. ولجعل الحصار خانقًا، علينا أن نمنع الآخرين من تقديم المساعدة لغزة، ويجب أن يدرك الشعب أن أمامه خيارين؛ البقاء والجوع، أو المغادرة. إذا كانت مصر ودول أخرى تفضل أن يموت هؤلاء الأشخاص في غزة، فهذا خيارهم.

ومع ذلك هناك ميزتان لدعوى جنوب إفريقيا يجدر التنبيه لهما.

الأولى هي أنه على عكس السعي إلى التعويض عن الأحداث الأكثر شهرة في التاريخ الحديث – مثل حقول القتل في كمبوديا، أو الإبادة الجماعية في رواندا، أو جرائم الحرب الصربية – فإن الدعوى تتعلق بإبادة جماعية تحدث في الوقت الحالي.

أما النقطة الثانية فتتمثل في أن الدعوى تتحدث عن جرائم تحدث يوميًا وستستمر في الحدوث ما لم تتدخل أي قوة خارجية أو محكمة. أي أن الحاجة الملحة لتقديم هذه الدعوى إلى محكمة العدل الدولية جعلها دعوى مهمة ولا تقل أهمية عن الدولة التي تقدمت بها.

تلتزم كل من جنوب إفريقيا و”إسرائيل” بالنظام الأساسي لمحكمة العدل الدولية، وكلاهما طرف في اتفاقية الإبادة الجماعية. والأهم من ذلك هو أنه لم تفعل أي دولة ما فعلته جنوب إفريقيا لإثبات أن النضال من أجل التحرير ضد نظام الفصل العنصري الاستبدادي يمكن أن ينجح.

ومثلها كمثل إسرائيل اليوم، كانت جنوب إفريقيا في عهد الفصل العنصري قوة كبيرة، وكان لها جيش قوي سحق التمرد المسلح وكانت أيضًا مدعومة من كل القوى الغربية الكبرى. وقد قتل نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا نفسه بسبب أفعاله، فما كان عليها في النهاية إلا أن تستسلم لإرادة الأغلبية من السود.

رد “إسرائيل” على دعوى جنوب إفريقيا

إدراكًا منها بأهمية هذه الدعوى، ردت “إسرائيل” باتهام جنوب إفريقيا بشكل سخيف بالتواطؤ مع حماس المحظورة في المملكة المتحدة ودول أخرى، وهو ادعاء لا أساس له من الصحة.

واتهم المتحدث باسم الحكومة، إيلون ليفي، جنوب إفريقيا بأنها “متواطئة” مع “حملة الإبادة الجماعية” التي تشنها حماس ضد الشعب الإسرائيلي. وقال: ستمثل “إسرائيل” أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي لتبديد ادعاء جنوب إفريقيا الدموية السخيفة. وكم من المأساوي أن دولة قوس قزح التي تفتخر بمحاربة العنصرية ستقاتل مجانًا من أجل العنصريين المناهضين لليهود.

الآن ليفي هو المتحدث باسم الحكومة، ويعمل نيابة عن وزير الأمن القومي إيتامار بن جفير. ورغم تقلص جمهور ليفي يومًا عن يوم، إلا أن ذلك لم يمنع داعمي “إسرائيل” من رفض قضية جنوب إفريقيا، حتى قبل أن الاستماع إليها في لاهاي.

ووصف المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي، قضية جنوب إفريقيا بأن لا أساس لها من الصحة، وتؤدي إلى نتائج عكسية. وأدان رئيس الوزراء البريطاني السابق بوريس جونسون، بشكل منفصل، تحقيق شرطة العاصمة في جرائم الحرب الإسرائيلية، واشتكى من تسييس الشرطة للقضية بشكل مثير للقلق.

ومع ذلك، فإن “إسرائيل” تخفق في إيصال رسالتها، حيث تصطف دول أخرى، مثل ماليزيا وتركيا وغيرهما، خلف جنوب إفريقيا. وقد طالبت معظم الدول الأعضاء في الجمعية العامة للأمم المتحدة إسرائيل بوقف حملتها العسكرية في غزة على الفور.

الطريق إلى الأمام

اغتيال صالح العاروري في بيروت
اغتيال صالح العاروري في بيروت

إن التاريخ لا يدعم سياسة اغتيال قادة المقاومة، وقد قورن اغتيال نائب زعيم حماس صالح العاروري في بيروت بمطاردة الموساد لمخططي المذبحة التي وقعت في أولمبياد ميونيخ عام 1972.

لكن اغتيال القادة الفلسطينيين ليس بالأمر الجديد، وربما لم ينجح بشكل واضح، فقبل ما يقرب من 20 عامًا، استهدفت “إسرائيل” الداعية أحمد ياسين، مؤسس حماس الذي كان مقعدًا على كرسي متحرك، بصواريخ أطلقت من طائرة هليكوبتر، بينما كان يُنقل إلى مسجد لأداء صلاة الفجر.

وبعد عامين فقط من وفاته، فازت حماس بأول انتخابات حرة تُعقد في فلسطين منذ سنوات عديدة. وعلى المستويين السياسي والعسكري، أصبحت حماس اليوم أكبر وأقوى وأكثر شعبية بشكل لا يوصف من المنظمة التي أسسها ياسين.

قبل عشرين عامًا، لم يكن بوسع حماس أن تصمد أمام ثلاثة أشهر من القصف المتواصل وأن تظل قادرة على إطلاق الصواريخ لتصل إلى تل أبيب. ولم يكن بمقدور مقاتليها أبدًا أن يتسببوا في الخسائر التي يعاني منها الجيش الإسرائيلي حاليًا.

إن اغتيال قادة حماس لن يؤدي إلا إلى تشجيع جيل جديد من قادة المقاومة على التقدم إلى الأمام، حيث يكون كل جيل أقوى من الذي سبقه. كما تستهدف “إسرائيل” أيضًا الأشخاص الذين يتعين عليها أن تتفاوض معهم ذات يوم.

قال بيتر هاين، وزير شؤون الشرق الأوسط البريطاني السابق وموطنه جنوب إفريقيا، إن محادثات السلام هي السبيل الوحيد للمضي قدمًا بالنسبة لإسرائيل وحلفائها.

“أكتب هذا من كيب تاون، حيث يحتقر مواطنو جنوب إفريقيا المحترمون من جميع الأجناس والأديان ازدواجية معايير زعماء الشمال الذين يريدون دعم حق تقرير المصير لأوكرانيا، لكنهم يتواطؤون في إنكار حق تقرير المصير للفلسطينيين”.

وكتب في صحيفة الغارديان: إن الخلاف الجيوسياسي مع دول الجنوب يتسع أكثر، وسيكلف واشنطن ولندن وبروكسل غاليًا في عالم مضطرب بشكل متزايد.

تجدر الإشارة إلى أن محكمة العدل الدولية وافقت على عقد جلسة استماع الأسبوع المقبل لمناقشة دعوى جنوب إفريقيا، حيث ستكون جلسة الاستماع في هذه المحكمة أكثر أهمية كون مصير العدالة الدولية مربوطًا بها.

المصدر: Middle East Eye


 

اترك تعليقا

لن يتم نشر بريدك الإلكتروني.

loader-image
london
London, GB
8:40 pm, Feb 5, 2025
temperature icon 6°C
overcast clouds
Humidity 81 %
Pressure 1042 mb
Wind 3 mph
Wind Gust Wind Gust: 10 mph
Clouds Clouds: 100%
Visibility Visibility: 10 km
Sunrise Sunrise: 7:32 am
Sunset Sunset: 4:56 pm