كيف تواطأت بريطانيا في العدوان الإسرائيلي على غزة؟
![كيف تواطأت بريطانيا في العدوان الإسرائيلي على غزة؟](https://alarabinuk.com/wp-content/uploads/2023/12/a8d2f7a4-cad2-4baf-b8af-306d1f4b786c.webp)
رغم تنديد أحرار العالم بالعدوان الإسرائيلي على غزة وخروج المتظاهرين في مختلف البلدان حاملين أعلام فلسطين، لم تحرك بريطانيا ساكنًا تجاه دماء الأطفال والمدنيين العزل التي تسفك ظُلمًا.
كان الأسبوع الماضي بعد انتهاء الهدنة من أعنف الأسابيع التي يعيشها الفلسطينيون من موت ودمار، حيث قُتل أكثر من 700 فلسطيني في يوم واحد، وهي أعلى حصيلة شهداء يومية حتى الآن. واستمر القصف الجوي بلا هوادة مع التركيز على الجنوب، خاصة حول مدينة خان يونس، المكان الذي فرّ إليه عشرات الآلاف من المدنيين من الشمال.
لماذا تغض بريطانيا الطرف عن العدوان الإسرائيلي على غزة؟
![مجلس مدينة مانشستر يدعو إلى السلام في غزة](https://alarabinuk.com/wp-content/uploads/2023/11/مدينة-مانشستر-23-.jpg)
يعيش الفلسطينيون جحيمًا لا يوصف. وقد انتقل العديد منهم مرارًا وتكرارًا خلال الشهرين الماضيين هربًا من الخطر ليصبحوا هدفًا للغارات الإسرائيلية كلما حلوا بمنطقة جديدة. ولا ننسى قطاع الصحة الذي انهار تمامًا، فلم تعد المستشفيات قادرة إلا على تقديم المساعدة الأساسية. وقد أفاد أحد الأطباء أن 80% من المرضى يخضعون الآن لعمليات بتر الأطراف. كما أصبحت المرافق الآن مستشفيات ميدانية في منطقة الحرب.
وفي غزة، نزح أكثر من ثمانية أشخاص من كل 10 أشخاص، ودُمر أكثر من 60% من المنازل، فأصبح الناس يعيشون في خيم في الشوارع المحاطة بالأنقاض في ظل نقص الغذاء والمياه الملوثة التي ستجعل المدينة بؤرة وباء لا سيما وأن الجمعيات الخيرية تؤكد أن دخول المساعدات الإنسانية أصبح مستحيلًا. وقد ناشدت منظمة الصحة العالمية بحماية المستشفيين الرئيسين المتبقيين في خان يونس اللذين أصبحا الآن مركزًا لما تبقى من الخدمة الصحية.
الأمر الذي يثير قلق المراقبين هو خطط القوات الإسرائيلية لاجتياح جنوب غزة وتدميره بالكامل، كما هو الحال في الشمال، بحجة قتال حماس التي تعمل من شبكة أنفاق تحت الأرض حسب تصريحاتها.
ولا عجب أن يستنتج الفلسطينيون ومعظم المراقبين أن هدف العمليات العسكرية الإسرائيلية يتعلق إلى حد كبير بجعل غزة غير صالحة للسكن، وتشريد سكانها الفلسطينيين إلى مصر، خاصة وأن هناك الكثير من السياسيين الإسرائيليين الذين صرحوا بذلك، إذ قال آفي ديختر، وزير الزراعة الإسرائيلي والرئيس السابق لوكالة الأمن الإسرائيلية الشاباك: إننا نعمل الآن على نكبة غزة!
ترتكز هذه الآراء على سلسلة من المواقف المعادية للعرب التي تتزايد في المجتمع المدني ووسائل الإعلام الإسرائيلية. ويقدم كريس دويل، مدير مجلس تعزيز التفاهم العربي البريطاني (CAABU) تحليلًا لذلك قائلًا إن هناك اتجاهًا لتصوير الفلسطينيين على أنهم حيوانات، أي نزع الصفة الإنسانية عنهم، ما يبرر تعطش إسرائيل للتطهير العرقي وجرائم الحرب.
![أوين جونز: من يكشف الفظائع في غزة إذا قُتل جميع الصحفيين؟](https://alarabinuk.com/wp-content/uploads/2023/12/WhatsApp-Image-2023-12-01-at-10.18.40.jpeg)
ويشير دويل إلى تاريخ طويل من تعليقات حماس، ولكن الفرق يكمن في تسليط الضوء على تعليقات المقاومة الفلسطينية وإطباق الصمت المطلق على تصريحات قوات الاحتلال بشأن الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين.
ولا تفسر هذه الأيديولوجية التدمير العشوائي لغزة فقط، ولكنها تفسر أيضًا الهجمات المتزايدة على القرى الفلسطينية من جانب المستوطنين المسلحين في الضفة الغربية، حيث وقع الآن أكثر من 300 هجوم مسلح تم توثيقه في المنطقة منذ 7 أكتوبر، وقتل ما يصل إلى 250 شخصًا ونزح آلاف الأشخاص.
لطالما كانت الرواية المعادية للعرب جزءًا من الخطاب السياسي الإسرائيلي، فقط أصبحت اليوم سائدة بوضوح ما أدى إلى حملة قمع ضد المعارضة باسم المقاومة الفلسطينية داخل الأراضي المحتلة حيث اعتُقل أكثر من 1000 فلسطيني، وإسكات أصوات المعارضة الأخرى في إسرائيل نفسها. وتشير التقارير إلى أن هناك أكثر من 17.000 شهيد، منهم 7000 طفل، إضافة إلى عشرات الآلاف من المصابين وأكثر من مليون نازح بصدمات راسخة في الذاكرة.
الجدير بالذكر أن هناك 2.3 مليون فلسطيني في غزة، وأكثر من 3 ملايين في الأراضي الفلسطينية المحتلة في الضفة الغربية والقدس. ويوجد عدد كبير من اللاجئين في البلدان المجاورة الذين لم يذهبوا بعيدًا على أمل العودة إلى ديارهم رغم طموحات اليمين المتطرف الإسرائيلي بتأسيس دولة خالية من الفلسطينيين.
يمكن أن يؤدي وقف إطلاق النار إلى هدنة منظمة ووقف التصعيد مع الترتيبات الدولية لإدارة الأوضاع مؤقتًا والتوسط في محادثات جديدة تهدف إلى حلول على المدى الطويل. ولكن هل سيتحقق ذلك في ظل تواطؤ بريطانيا والولايات المتحدة وصمتهما على جرائم الحرب التي تحدث في غزة؟
وعلى ضوء ذلك قال أوفير فولك مستشار السياسة الخارجية لبنيامين نتنياهو لرويترز الأسبوع الماضي عندما سئل عن الضغط الدولي على إسرائيل: رئيس الوزراء لا يشعر بأي ضغط وسنفعل كل ما يلزم لتحقيق أهدافنا العسكرية.
وختامًا، تستدعي هذه التصريحات مزيدًا من الضغط من المجموعات المناصرة للفلسطينيين الذين يتعرضون للإبادة الجماعية، لهذا السبب يناقش مجلس تعزيز التفاهم العربي البريطاني مبيعات الأسلحة لإسرائيل يوم الثلاثاء في البرلمان البريطاني.
المصدر: The National
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇