وقع أكثر من 700 يهودي بريطاني، بينهم شخصيات قانونية وثقافية بارزة وناجون من الهولوكوست، على بيان يطالب شرطة العاصمة البريطانية بالتراجع عن قرارها بحظر مسيرة مؤيدة لفلسطين كان من المقرر أن تنطلق من مقر هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) إلى وايتهول في لندن يوم السبت المقبل.
وجاء في البيان أن القيود المفروضة على المسيرة، التي كانت تهدف للمطالبة بوقف إطلاق النار في غزة، تشكل اعتداءً على الحريات السياسية. وأكد الموقعون أن هذه القيود فُرضت تحت ضغط سياسي من مجموعات مؤيدة لإسرائيل.
ضغوط سياسية
كانت شرطة العاصمة قد وافقت مبدئيًا على المسار الذي اقترحه ائتلاف داعم لفلسطين في نوفمبر الماضي، إلا أنها تراجعت عن القرار الأسبوع الماضي بعد أن صرحت بأن المسار يمر بالقرب من معبدين يهوديين. وذكرت تقارير إعلامية أن مجموعات مؤيدة لإسرائيل، إلى جانب نواب وأعضاء في مجلس اللوردات، ضغطوا على مفوض الشرطة مارك رولي لإعادة توجيه المسيرة.
من جانبه، كان الحاخام الأكبر إفرايم ميرفيس قد وجه ملاحظات للشرطة في ديسمبر الماضي، اتهم فيها شرطة العاصمة بالفشل في حماية المجتمع اليهودي قبل تغيير القرار.
لكن الموقعين على البيان المفتوح من اليهود البريطانيين، والذين تجاوز عددهم 700 شخص، أكدوا أن هذه الاتهامات لا تعكس موقفهم، وطالبوا بالسماح بإقامة المسيرة وفق المسار الأصلي.
الموقعون على البيان
حملة تضامنية مع مهندس فصل من عمله لدعمه غزة
من بين الموقعين على البيان شخصيات بارزة، من بينهم الممثلة مريم مارغوليس، والكوميدي أليكسي سايل، والمغني وكاتب الأغاني ليون روسيلسون، إضافة إلى محامين مرموقين مثل السير جيفري بيندمان KC والسير ستيفن سيدلي KC. كما شمل البيان توقيع العديد من الناجين من الهولوكوست.
وأشار الموقعون إلى أن المسيرة تعرضت “لحملة منظمة لتصويرها على أنها تهديد للمصلين والمعابد اليهودية”، مؤكدين أنه “لا توجد حالات موثقة لاستهداف معابد أو مصلين من قبل المشاركين في المسيرة”. وأضاف البيان: “المشاركون اليهود، خاصة في الكتلة اليهودية التي تضم المئات وربما الآلاف، لم يشعروا بالتهديد، بل قوبلوا بترحيب حار من المتظاهرين الآخرين”.
وكان ائتلاف يضم منظمات عدة، منها حملة التضامن مع فلسطين ورابطة المسلمين في بريطانيا والمنتدى الفلسطيني في بريطانيا وأصدقاء الأقصى، قد أعلن في 30 نوفمبر عن المسار الأصلي للمسيرة. وأوضح الائتلاف أن المسيرة ستبدأ من أمام مقر BBC احتجاجًا على ما وصفوه بـ”انحيازها في تغطية الصراع لصالح إسرائيل”.
وأشار الائتلاف في بيان أصدره الأسبوع الماضي إلى أن الشرطة كانت قد وافقت على المسار مسبقًا، لكن القرار الجديد يُبرر بأنه يهدف لتجنب “إزعاج معبد قريب”.
استنكار واسع
مؤسسة يهودية في بريطانيا تخضع للتدقيق بسبب تبرعات للجنود الإسرائيليين
وفي سياق متصل، وقع نواب من عدة أحزاب، إلى جانب شخصيات ثقافية ونشطاء، على بيان يطالب الشرطة بالسماح بإقامة المسيرة وفق المسار المتفق عليه سابقًا. ومن بين الموقعين على البيان، كارلا دينير زعيمة حزب الخضر، وجيريمي كوربين زعيم حزب العمال السابق، وستيف نورث رئيس أكبر نقابة عمالية في بريطانيا “يونيون”.
ودعا الموقعون إلى حماية الحقوق السياسية، معتبرين أن التراجع عن المسار المتفق عليه يهدد الحريات الديمقراطية في البلاد.