5 أشياء يجب أخذها بعين الاعتبار بعد إلغاء قيود كورونا في إنجلترا
مع إلغاء قيود جائحة كورونا التي سيطرت على حياة البريطانيين خلال العامين الماضيين، تنتقل إنجلترا و العديد من الدول الأخرى من مرحلة ” تهديد الفيروس و ضغطه” إلى مرحلة “التعايش” معه.
و لا يعني مصطلح “التعايش” انتهاء الجائحة، بل لا يزال فيروس كورونا موجودًا على المدى الطويل كما يعتقد بعض العلماء أنَّنا دخلنا مرحلة التعايش هذه في وقت مبكرٍ جدًا.
إذن ما الذي يجب مراقبته في الأشهر والسنوات المقبلة؟
متحورات جديدة
تدعو طبيعة الفيروس سريعة التحور إلى مزيد من القلق والخوف من ظهور متحورات أخرى بعد متحور ألفا و دلتا و أوميكرون التي تسببت في موجات كبيرة من المرض و وفيات في المملكة المتحدة. كما يجب إدراك حقيقة أنَّ الفيروس سيستمر في التحور و الظهور على شكل متحورات جديدة في المستقبل.
من جهة أخرى، لا ينبغي الشعور بالخوف من كلِّ متحور مستقبليّ، بل يجب التركيز على تعزيز المناعة الطبيعية و المكتسبة لواجهة أشكال المرض الجديدة إن ظهرت. و يجب التنبيه أيضًا إلى أنَّ اللقاحات المطورة ضد الشكل الأوّل من الفيروس لا تزال فعالة ضد المتحورات الجديدة ، و لكنَّ هذا لا يكفي و لا يضمن الحماية الكاملة من المتغيرات الأكثر انتشارًا و فتكًا.
ما الذي يجب فعله حيال ذلك؟
توجد طريقتان للتعامل مع المتحورات الجديدة: تقليل الطفرات من خلال تقليل العدوى، أو تركيز الاهتمام و مراقبة المتغيرات و التفاعل معها حسب ما يتطلبه الوضع كتطوير لقاحات جديدة.
ضعف المناعة
لقد أصبح واضحًا جدًا أنَّ المناعة تتضاءل مع مرور الوقت، و ذلك لتكرر إصابة الناس بفيروس كورونا أكثر من مرة، أو إصابتهم بالفيروس رغمَ تطعيمهم بالجرعة الثالثة من اللقاح. و مثلما تتراجع نسبة الحماية من الإصابة بالفيروس تتراجع أيضًا نسبة الحماية من التعرض لأمراض أخرى خطيرة و مميتة . (Valium)
و من المهم أنْ نعرف أنَّ المناعة و التحصين شكّلا وسيلةً ناجعةً لدرء خطر الجائحة تدريجيًّا و جعل الفيروس أقلّ فتكًا . إلا أنْ تراجع المناعة يحتمل ظهور موجات جديدة من المرض و ضغط جديد على المستشفيات بما يسميه المختصون بـ”هجوع الفيروس” قبل أنْ يعاود الظهور بقوة.
ما الذي يجب فعله حيال ذلك؟
يجب مراقبة مقدار الحماية التي نوفرها ضد الفيروس باستمرار، ما يحدّد المخولة للحصول على جرعات إضافية و عدد تلك الجرعات، حيث توجد خطط لإعطاء جرعة معززة أخرى هذا الربيع لمن تزيد أعمارهم عن 75 عامًا وللأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بالفيروس أيضًا بينما ستكون هناك حملة تعزيز أوسع تحسبًا للشتاء المقبل. وعلى المدى الطويل ، يجري العمل على الجيل التالي من لقاح كورونا لمعرفة ما إذا كان سيتمكن من توفير حماية طويلة.
مقاومة الأدوية المضادة للفيروسات
تُستخدم العقاقير التي تقضي على الفيروس لإبقاء الناس خارج المستشفيات، ولكن سوء استخدامها يشكل يمكن أن يساهم في ارتفاع مخاطر تطور الفيروس و جعل تلك الأدوية غير فعالة.
و يعتقد بعض العلماء أنَّ هذه القضية ستكون القضية الأكثر أهمية في الأشهر المقبلة. و بحسب علمنا بالجراثيم الخطيرة التي يصعب علاجها ، مثل المكورات العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيلين، والتي تظهر من سوء استخدام المضادات الحيوية، فيمكن أنْ يحدث الأمر ذاته مع الأدوية المضادة للفيروسات. تلعب هذه الأدوية ، مثل Paxlovid و Molnupiravir ، حاليًا دورًا حيويًّا في إنقاذ حياة الكثيرين وهي أحد أسباب تخفيف القيود.
ما الذي يجب فعله حيال ذلك؟
كلما زاد استخدامك للأدوية المضادة للفيروسات كلما تراجعت مقاومة الجسم للفيروس ، ما يستدعي استخدامها بعناية. و قد يؤدي استخدام مضادات الفيروس بإفراط إلى قرارات صعبة حول علاج المرضى مستقبلًا. بينما يكمن أحد الحلول في استخدام العديد من مضادات الفيروسات مجتمعة ، ما يقلل خطر مقاومة الفيروس بشكل كبير.
هل سنعود إلى الحياة الطبيعية؟
لا يزال سيناريو العودة إلى الحياة الطبيعية بعيدًا، و لا أحد يعرف على وجه اليقين كيف سيتمُّ التفاعل مع التغييرات في القيود و الاختبارات، ما يؤدي إلى حالة من البلبلة في الأسابيع و الأشهر القادمة.
و قد ارتبط انتشار الفيروس بالتجمعات فكلّما كانت التجمعات كبيرة زادت فرص العدوى. و يطرح السؤال نفسه في هذا الصدد: هل سنعود إلى الدوام في العمل كالسابق؟ أو هل سيظلّ الدوام من المنزل؟ هل ستبقى الاختبارات مجانية؟ و في حال إصابتنا بالفيروس هل سنطبق إجراءات العزل و الحجر الصحي؟ و ماذا سيفعل الأشخاص ذوو المناعة الضعيفة؟ و إلى متى سيستمر الناس في ارتداء الكمامات في الأمكان المزدحمة؟
و من المحتمل أنْ يكون تأثير سلوكنا المتغير أكبرَ من أيِّ تأثير آخر على الفيروس، حيثُ تعني حالة البلبلة التي نختبرها الآنَ أنَّه يمكننا التعايش مع عدد إصابات منخفض و يمكن أنْ يتراجع عدد المرضى في المستشفى ، كما أنَّ المستويات العالية من المناعة تعني تخفيف الضغط على خدمة الصحة الوطنية.
ما الذي يجب فعله حيال ذلك؟
لا يمكننا فعل الكثير لأنَّ القرارات قد اتخذت و الارشادات و النصائح حول ما يجب القيام به في المستقبل قد سُطرت. يقول كبير المسؤولين الطبيين في إنجلترا ، البروفيسور السير كريس ويتي ، إنَّه يجب على الأشخاص الاستمرار في العزل الذاتي إذا ثبتت إصابتهم على الرغم من عدم الزامهم قانونا بذلك.
بطء التعافي من كورونا
لا يتعافى الجميع بسرعة من عدوى الفيروس و يعاني البعض من بطء التعافي من المرض. و يمكن أنْ تزيد الإصابات المتكررة من أعداد المصابين الذين يصعب شفاءهم.
و يمكن أنْ يكون بطء التعافي من كورونا منهكاُ تمامًا و من أعراضه الشائعة التعب المستمر و تشوش التركيز وضيق التنفس وآلام العضلات. و يقول أكثر من شخص من بين كل 50 شخصًا في المملكة المتحدة إنَّهم يعانون من أعراض كورونا لفترات طويلة ، بينما استمرت أعراض الفيروس عند نصف مليون شخص لأكثر من عام. و لما يتضح بعدُ ما الذي سيحدث في المستقبل – هل سيصبح بطء التعافي من كورونا سمة من سمات هذا الفيروس، أم أنّها ستتلاشى مع تحسن مناعتنا؟ توكد الدراسات أنَّ التطعيم يقلل من خطر الإصابة بكورونا لكنَّه لا يقضي عليها.
ما الذي يجب فعله حيال ذلك؟
سنحتاج إلى مراقبة حثيثة لحالات كورونا البطيئة الشفاء ، مع ضرورة فهم آلية عمل الفيروس وما أفضل العلاجات التي تسرع من تعافي الناس.
اقرأ المزيد :
جونسون يعلن إنهاء قيود كورونا اعتبارًا من الخميس والقرار ينتظر مصادقة البرلمان
اسكتلندا ترفع جميع قيود كورونا اعتبارا من 21 مارس
ما الذي تغير في قيود كورونا وما ضريبة التعايش مع الفايروس ؟
الرابط المختصر هنا ⬇