الاحتلال يختطف مخرج “لا أرض أخرى” الحاصل على أوسكار بعد اعتداء مستوطنين عليه

اختطف الاحتلال الإسرائيلي المخرج الفلسطيني الحائز على جائزة الأوسكار، حميدان بلال، بعد تعرضه للضرب على يد مستوطنين إسرائيليين مساء الاثنين في قرية سوسيا، جنوب مدينة الخليل في الضفة الغربية المحتلة.
هجوم وحشي على مخرج فيلم “لا وطن آخر”
وجاء اختفاء المخرج بعد أن اقتحمت قوات الاحتلال سيارة الإسعاف التي تحمله، واقتادته إلى جهة مجهولة.
وبحسب ما أفاد به زميله في الإخراج، الصحفي الإسرائيلي يوڤال أبراهام، فقد تعرض بلال لهجوم وحشي من قِبل مجموعة من المستوطنين الذين اقتحموا القرية واعتدوا عليه بوحشية قبل أن يصل المسعفون لإنقاذه.
ووفقًا لما نشرته صحيفة هآرتس، أكد شهود ونشطاء أجانب تعرض حمدان بلال مخرج فيلم “لا أرض أخرى” الحائز على الأوسكار، للضرب المبرح من قبل مستوطنين في الخليل بالضفة الغربية.
وأضافت الصحيفة أن الجيش والشرطة الإسرائيلية اعتقلا بلال بعد اعتداء المستوطنين عليه.
لكن قوات الاحتلال تدخلت فورًا، واختطفته من سيارة الإسعاف رغم إصابته بنزيف شديد.
ونشر أبراهام مقطع فيديو يوثق لحظات الهجوم، حيث يظهر مستوطنون ملثمون يهاجمون سكان القرية بالحجارة، كما استهدفوا أيضًا ناشطين أمريكيين كانوا في المكان.
وأوضحت منظمة “مركز اللاعنف اليهودي”، في بيان لها، أن خمسة ناشطين يهود أمريكيين تعرضوا للهجوم أثناء مشاركتهم في مشروع تضامني يمتد لثلاثة أشهر في منطقة مسافر يطا، وهي المنطقة التي شكلت محور أحداث فيلم لا وطن آخر.
وأضاف البيان أن الناشطين استجابوا لاستغاثات سكان سوسيا الذين تعرضوا للهجوم، لكن عندما حاولوا العودة إلى سياراتهم للاحتماء، حاصرهم المستوطنون، وأقدموا على تمزيق إطارات المركبة وتحطيم نوافذها بالحجارة.
وأكد باسل عدرا، أحد سكان مسافر يطا، أن بلال اختفى بعد أن اختطفه جنود الاحتلال وهو مصاب وينزف.
وأشار عدرا إلى أن ما يحدث في مسافر يطا هو جزء من مخطط ممنهج لإفراغ المنطقة من سكانها الفلسطينيين.
تصعيد أعمال العنف من قبل المستوطنين
ويبدو أن الهجمات التي ينفذها المستوطنون الإسرائيليون ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية آخذة في التصاعد، وتشمل الاعتداءات الجسدية، وإحراق المنازل، وإتلاف الأراضي الزراعية، وإلحاق الأذى بالمواشي.
وبحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، فقد شهد عام 2025 وحده أكثر من 220 اعتداءً نفذه مستوطنون بحق الفلسطينيين، وسط غياب تام للمساءلة القانونية.
وفي واحدة من أبشع الجرائم، أقدم مستوطنون في عام 2015 على إحراق منزل فلسطيني في قرية دوما، جنوب نابلس، ما أسفر عن استشهاد الرضيع علي دوابشة، البالغ من العمر 18 شهرًا.
وكان الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن قد فرض عقوبات على عدد من المستوطنين المتورطين في هذه الهجمات، إلا أن خلفه، دونالد ترامب، ألغى هذه العقوبات، رغم توثيق الاعتداءات المتكررة.
شهادات مروعة عن العنف الممنهج
وأكد “مركز اللاعنف اليهودي” أن الناشطين يوثقون بشكل مستمر هذه الجرائم، ويطالبون الشرطة الإسرائيلية بالتدخل، لكن نادرًا ما يتم اتخاذ إجراءات ضد المستوطنين.
وعادةً ما تشارك القوات الإسرائيلية في هذه الاعتداءات أو تتغاضى عنها، بينما يواجه الفلسطينيون والأجانب الذين يحاولون الدفاع عن ممتلكات السكان خطر الاعتقال.
وفي هذا السياق، تحدث الناشط الأمريكي أليكس شابوت لموقع ميدل إيست آي عن تجربته الأخيرة، حيث تعرض للاعتقال والترحيل بعد أن حاول توثيق هجوم شنه مستوطنون مسلحون في قرية التواني، شمال مسافر يطا.
وقال شابوت: “هاجم المستوطنون العائلات الفلسطينية بالسكاكين والبنادق الهجومية، وعندما حاولتُ وناشط آخر تصوير الاعتداء، أوقفنا الجنود الإسرائيليون واتهمونا زورًا بحيازة أسلحة.”
وأضاف: “رأيتُ أربعة فلسطينيين ممددين على الأرض وأيديهم مقيدة بأصفاد بلاستيكية مشدودة لدرجة أن أيديهم أصبحت بنفسجية اللون.”
وأكد أن الاحتلال يمنح المستوطنين حرية التصرف دون أي قيود، قائلًا: “يمكنهم اقتحام القرى، وسرقة الممتلكات، وتحطيم الألواح الشمسية، وفي النهاية، إما أن يتم تهجير العائلات قسرًا بأوامر عسكرية، أو يتم هدم منازلهم، أو يختارون الرحيل لأنهم لم يعودوا قادرين على تحمل هذا الواقع.”
ووفقًا لما نشرته صحيفة هآرتس، أكد شهود ونشطاء أجانب تعرض حمدان بلال مخرج فيلم “لا أرض أخرى” الحائز على الأوسكار، للضرب المبرح من قبل مستوطنين في الخليل بالضفة الغربية.
وأضافت الصحيفة أن الجيش والشرطة الإسرائيلية اعتقلا بلال بعد اعتداء المستوطنين عليه.
المصدر: ميدل إيست آي
اقرأ أيضًا :
الرابط المختصر هنا ⬇