وقفة تأبينية أمام داونينغ ستريت تكريمًا لأكثر من 200 صحفي استُشهدوا في غزة
تستعد العاصمة البريطانية لندن يوم الأربعاء القادم الـ27 من آب/أغسطس لاحتضان وقفة تأبينية أمام مقر الحكومة داونينغ ستريت، ينظمها فرع الصحفيين المستقلين في لندن التابع لاتحاد الصحفيين الوطني (NUJ)، بمشاركة عدد من فروع النقابة الأخرى. وتسعى الوقفة إلى تأبين أكثر من 200 صحفي فلسطيني استُشهدوا في غزة جراء الهجمات الإسرائيلية منذ الـ7 من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
ومن المقرر أن تبدأ الفعالية عند الساعة الرابعة عصرًا بتسليم رسالة موجهة إلى رئيس الوزراء كير ستارمر، تتضمن مطالب عاجلة للحكومة البريطانية بالتحرك لحماية الصحفيين الفلسطينيين وضمان استقلاليتهم، ووقف الاستهداف المتعمّد لهم. وقد وقّع على الرسالة حتى الآن كل من فرع مجلات النقابة، وفرع الإعلام الرقمي، والفرع المركزي في لندن، إضافة إلى ممثلين عن نقابة صحيفة فاينانشال تايمز.
برنامج الوقفة
عقب تسليم الرسالة، سيُنظّم المشاركون وقفة صامتة ابتداءً من الساعة الخامسة والنصف مساءً، حيث سيُكرَّم الشهداء الصحفيون عبر حمل بطاقات بأسمائهم وقراءتها بصوت مرتفع؛ تخليدًا لذكراهم.
كما سيتخلل الوقفة رسالة مسجلة من مراسل الجزيرة في غزة وائل الدحدوح، إلى جانب كلمة يلقيها أحمد الناعوق مدير مشروع “لسنا أرقامًا” في غزة.
وتشمل أبرز مطالب النقابة من الحكومة البريطانية:
• ضمان وصول آمن وفوري للغذاء والمياه والمعدات الأساسية للصحفيين الفلسطينيين وسكان غزة.
• السماح للصحفيين الدوليين بدخول غزة والعمل بحرية إلى جانب زملائهم الفلسطينيين دون قيود أو إشراف عسكري.
• دعم تحقيق من المحكمة الجنائية الدولية بشأن استهداف الجيش الإسرائيلي للصحفيين ووسائل الإعلام.
• الدفع نحو إقرار اتفاقية دولية ملزمة عبر الأمم المتحدة تضمن سلامة الصحفيين واستقلاليتهم حول العالم.
خلفية دموية
وتأتي هذه التحركات في ظل استمرار الجرائم ضد الصحفيين في غزة. ففي الـ10 من آب/أغسطس استُشهد مصوِّرا الجزيرة إبراهيم زاهر ومؤمن عليوة، ومساعدهما محمد نوفل، إضافة إلى المراسلين محمد قريقع وأنس الشريف، في غارة إسرائيلية استهدفت خيمة قرب مستشفى الشفاء. كما استُشهد المصور المستقل محمد الخالدي في الغارة ذاتها.
وكانت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحرية التعبير إيرين خان قد أعربت في الـ31 من تموز/يوليو عن “قلق عميق” إزاء اتهامات الجيش الإسرائيلي لأنس الشريف وغيره من الصحفيين الفلسطينيين دون أي دليل، قبل أن يعلن الجيش الإسرائيلي صراحة استهدافه للشريف.
موقف النقابة
وقالت الأمينة العامة لاتحاد الصحافيين الوطني لورا دافيسون: “إن اعتراف الجيش الإسرائيلي الصريح بهذه الجرائم يعكس بوضوح الحاجة إلى تحرك دولي فوري لإنهاء هذه الانتهاكات. ومن غير المقبول أن تلتزم الحكومة البريطانية الصمت بينما تُستباح أرواح الصحفيين. نطالبها بممارسة ضغط حقيقي لحماية الصحفيين، واحترام القانون الدولي، ودعم تحقيق المحكمة الجنائية الدولية”.
النقابة أكدت أنها ستواصل توثيق الانتهاكات بحق الصحفيين، مشيرة إلى أنها تحتفظ بقائمة بأسماء الصحفيين الذين استُشهدوا منذ الـ7 من تشرين الأول/أكتوبر 2023 في غزة والضفة الغربية ولبنان وسوريا وإيران عبر موقعها الإلكتروني.
ترى منصة العرب في بريطانيا أن هذه الوقفة تمثل خطوة بالغة الأهمية لإبراز حجم الجرائم التي يتعرض لها الصحفيون في غزة، ورسالة واضحة للحكومة البريطانية بضرورة التحرك العاجل بدل الاكتفاء بالصمت. إن استمرار استهداف الصحفيين هو جريمة بحق الحقيقة وحرية الإعلام، ويضع بريطانيا أمام اختبار لمصداقيتها في الدفاع عن حقوق الإنسان وحرية الصحافة التي طالما تغنّت بها.
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
27°C
