وفاة الناشطة البريطانية كلير لوماس بعد حادث في الأردن

في حادث مأساوي، فقدت بريطانيا واحدة من أبرز النشطاء الخيريين، كلير لوماس، التي توفيت عن عمر يناهز 44 عامًا بعد تعرضها لحادث في الأردن.

كانت لوماس رمزًا للإرادة والقوة، إذ تمكنت من جمع ما يقرب من مليون باوند لدعم الأبحاث الطبية ومساعدة الآخرين، رغم إصابتها بالشلل إثر حادث ركوب خيل.

رحلة التحدي والإصرار

بدأت قصة لوماس المؤثرة في عام 2007 عندما تعرضت لحادث مروع خلال مشاركتها في تجارب أوسبرتون للخيول في نوتنغهامشير، حيث سقطت من على حصانها مما تسبب في إصابتها بكسور في الرقبة والظهر والأضلاع، بالإضافة إلى ثقب في الرئة.

أُُصيبت إثر هذا الحادث بالشلل، لكنها لم تستسلم، وبدأت في تحويل محنتها إلى دافع لجمع التبرعات لصالح الأعمال الخيرية.

أصبحت لوماس معروفة على نطاق واسع عندما أكملت ماراثون لندن 2012 في 17 يومًا، وهي ترتدي بدلة إلكترونية ساعدتها في التحرك.

لقد جسدت بهذا الإنجاز غير المسبوق روح العزيمة والتحدي، وسلطت الضوء على أهمية دعم الأبحاث المتعلقة بإصابات العمود الفقري.

واختيرت لاحقًا في نفس العام لإضاءة الشعلة البارالمبية في ميدان الطرف الأغر، حيث حضر الاحتفال شخصيات بارزة مثل ديفيد كاميرون وبوريس جونسون.

مساهمات استثنائية وتكريم

استمرت لوماس في تحقيق إنجازات ملهمة، حيث شاركت في عام 2016 في سباق (Great North Run) أثناء فترة حملها، مستخدمةً بدلتها الإلكترونية مرة أخرى.

ورغم أن مشاركتها استغرقت خمسة أيام، إلا أنها أكملت السباق بعزيمة لا تلين، متغلبة على جميع التحديات التي واجهتها.

وفي العام 2017، حصلت على وسام الإمبراطورية البريطانية (MBE) تكريمًا لخدماتها الخيرية والتطوعية، كما تمكنت من التغلب على “أصعب تحدٍ لها حتى الآن” عندما سارت مسافة 10 أميال في (Great South Run) خلال 24 ساعة.

ردود الفعل

أعرب العديد من الشخصيات والمؤسسات عن حزنهم العميق لوفاة لوماس، وقالت تارا ستيوارت، رئيسة جمعية أبحاث العمود الفقري الخيرية: “نشعر بصدمة وحزن عميقين لسماع وفاة كلير. لقد كانت داعمة لنا وللجمعيات الخيرية الأخرى، وكانت مصدر إلهام للمجتمع بأسره، هذه خسارة كبيرة وقلوبنا مع عائلتها”.

من جانبه، وصف متحدث باسم مؤسسة نيكولز لإصابات العمود الفقري لوماس بأنها “بطلة حقيقية للأشخاص المشلولين ومتحدثة تحفيزية استثنائية”.

وأشاد تيم ويبستر، عمدة ميلتون، بدورها الكبير في تغيير حياة العديد من المصابين بإصابات العمود الفقري، وقال: “سنفتقدها بشدة، تعازينا الصادقة لعائلتها وأصدقائها في هذا الوقت الحزين”.

تداعيات الحادث ودعم العائلة

وفي ظل الحزن الكبير على فقدان لوماس، طلبت عائلتها من وسائل الإعلام احترام خصوصيتهم خلال هذه الفترة العصيبة.

كما أعربت وزارة الخارجية البريطانية عن دعمها للعائلة، مؤكدةً أنها تقدم المساعدة اللازمة بعد الحادث الأليم الذي وقع في الأردن.

رحلت كلير لوماس، لكنها ستظل في ذاكرة الجميع كرمز للتحدي والإرادة، وكناشطة خيريّة كرست حياتها لخدمة الآخرين والتأثير الإيجابي في حياتهم.

المصدر: الغارديان

اقرأ أيضًا:

• مسيرة ضخمة في لندن تطالب الحكومة البريطانية الجديدة بالتحرك دعمًا لفلسطين
• الشرطة البريطانية تعتذر لناشطة مسيحية بعد القبض عليها وهي تصلي
• تقارير: البنوك البريطانية تغلق أكثر من ألف حساب مصرفي يوميًّا!