لماذا تُتهم بريطانيا بمفاقمة وضع مخيمات اللاجئين التي تعج بالثعابين جنوب السودان؟

نقلت صحيفة آي البريطانية الأوضاع المزرية في مخيمات اللاجئين على الحدود في جنوب السودان، حيث فر أكثر من مئة ألف شخص من اندلاع الحرب في السودان المجاور.
وقالت الصحيفة التي قضت أسبوعًا في المنطقة إن الثعابين غزت مخيم مابان للاجئين، ثعابين تقتات على الجثث المتعفنة تحت أشعة الشمس الحارقة، ليصبح منظر الثعابين التي تزحف بين الخيم مألوفًا، إضافة إلى الجوع واندفاع الأطفال الحفاة في الوحل وانتشار السطو المسلح في المنطقة.
ما وضع اللاجئين في جنوب السودان؟
يوجد نحو 160 ألف شخص في مخيم مابان المترامي الأطراف، والذي يقع في الجزء الشمالي من جنوب السودان. يعيش معظمهم هنا منذ أكثر من عشر سنوات. لكن 1200 شخصًا منهم وصلوا إلى مابان في الأسابيع الستة الماضية بعد اندلاع أعمال العنف الأخيرة، حيث عبروا الحدود إلى بلدة رنك بجنوب السودان قبل أن تعرض عليهم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الانتقال إلى الملجأ المتردي.
يحصل المقيمون في الملجأ على نصف حصص الإعاشة فقط من المفوضية بسبب نقص التمويل لبرامج الغذاء التابعة للأمم المتحدة من قبل الحكومات الدولية.
وبهذا الصدد تقول المفوضية إنها “قلقة للغاية” بشأن الظروف في مابان، كما أنها تتلقى أعدادًا متزايدة من التقارير عن ثعابين يعتقد أنها خرجت بسبب الأمطار الغزيرة والفيضانات في الأسابيع الأخيرة. ونتيجة لذلك، تجري الهيئة محادثات للعثور على أرض جديدة ببنية تحتية جيدة لنقل اللاجئين رغم أن هذه المخططات تأخذ وقتًا طويلًا.
لماذا تفاقم بريطانيا الأوضاع؟
في ظل الأوضاع المزرية وانتشار الأمراض لنقص الغذاء والماء الصالح للشرب وغياب النظافة، تعكس المخيمات الموحلة في جنوب السودان أزمة يتجاهلها المجتمع الدولي إلى حد كبير، مع قطع المساعدات وإحجام وسائل الإعلام عن تغطية الوضع بالشكل المناسب.
ووفقًا لإحصاءات التنمية الدولية للحكومة، خفضت بريطانيا مساعداتها الإجمالية لجنوب السودان بنسبة 69 في المئة من عام 2019 إلى عام 2022.
هذا وقد تعهدت الحكومة البريطانية بتقديم 18.9 مليون باوند العام المقبل كمساعدات إنسانية لجنوب السودان. في حين إن هذا الرقم أعلى من الرقم المعلن في ميزانيتها العام الماضي إلا أنه يمثل 21 في المئة فقط من ميزانيتها في عام 2017.
كانت بريطانيا مانحًا رئيسًا لعمليات مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان في جنوب السودان، لكنها توقفت عن التمويل منذ عام 2015 باستثناء التبرع مرة واحدة خلال جائحة كورونا. وقد انخفضت مساهمات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بشكل عام، من 135 مليون دولار في عام 2020 إلى 99 مليون دولار العام الماضي، و 37 مليون دولار فقط هذا العام حتى الآن.
وخصصت الهيئة مؤخرًا مبلغ 1.5 مليون باوند إضافي لتعزيز الأمن الغذائي في جنوب السودان من خلال برنامج الغذاء العالمي، لكن تأثير هذه التخفيضات طويلة المدى محسوس للغاية في المخيمات، حيث يقول المتحدث باسم المفوضية في البلاد: يعاني جنوب السودان من نقص حاد في التمويل وللأسف فهي واحدة من القضايا التي لم يسلط عليها الإعلام الضوء رغم احتياجات الأشخاص المحاصرين هناك.
وأضاف: قبل إعلان حالة الطوارئ في السودان ، كان ثلاثة أرباع سكان جنوب السودان بحاجة إلى مساعدات إنسانية ، ولا يزال جنوب السودان أكبر أزمة لاجئين في إفريقيا وربما تزداد الأمور سوءًا يومًا بعد يوم، فقد نضطر إلى إغلاق البرامج أو تقليصها إذا لم نتلق المساعدة المطلوبة.
وأكد متحدث باسم الحكومة البريطانية على أن البلاد لا تزال واحدة من أكبر الجهات المانحة للمساعدات الإنسانية في جميع أنحاء العالم، حيث أنفقت ما مجموعه 12.8 مليار باوند العام الماضي على مستوى العالم، وأن الحكومة ستعيد التزامها السابق بالمساعدات البالغ 0.7 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي بمجرد انتعاش الاقتصاد الوطني.
اقرأ أيضًا:
أمسية خيرية لدعم متضرري الحرب في السودان
نزاع السودان يقضي على حياة بريطانية بالجوع ويملأ جسد زوجها بالرصاص
الرابط المختصر هنا ⬇