وزير عمالي سابق ينتقد حكومة ستارمر ويصفها بـ”الوجوه المكررة”
وصف تشارلي فالكونر، وزير العدل البريطاني السابق، حكومة كير ستارمر بأنها “مجموعة متعبة من السياسيين الذين يعيدون نفس الأفكار”، وأكد ضرورة أن تستعيد الحكومة حماستها وإيقاعها الإصلاحي. وقال فالكونر، الذي شغل عدة مناصب رفيعة في حكومة توني بلير، إن الحكومة تفتقر إلى “الطاقة” وأن هذا العامل يعد أكثر أهمية من السعي وراء سرد أوسع أو قصة شاملة، وهي إحدى الانتقادات الشائعة ضد الحكومة.
الإنجازات في خطر بسبب غياب الطاقة
أشار فالكونر إلى أن غياب الطاقة في الحكومة قد يؤدي إلى فقدان حزب العمال لرصيده من الإنجازات الكبيرة التي حققها مثل حقوق العمال والمستأجرين، والطاقة الخضراء، والاستثمارات الكبيرة في البنية التحتية. وأضاف أن هذا الأمر يشكل تهديدًا للإنجازات التي حققتها الحكومة في مجالات متعددة.
وقال فالكونر إن الأخطاء التي ارتكبها حزب العمال في عامه الأول أدت إلى انخفاض كبير في ثقة الوزراء، مما يستدعي جهودًا لاستعادة تلك الثقة. وأكد أن كير ستارمر لا يزال القائد الصحيح للحزب رغم هذه التحديات.
دور الوزراء المدفوعين بالأجندات
طالب فالكونر الحكومة بالتعلم من وزراء مثل أنجيلا رينر، إد ميليباند، وشابانا محمود، الذين يقودون أجنداتهم بشكل قوي وبدون اعتذار. وأضاف أنه على الحكومة أن تحرص على دفع التغيير الإيديولوجي في مجالات الإسكان والطاقة ونظام العدالة.
وأشار فالكونر إلى أن بعض الإنجازات الكبرى لحكومة ستارمر، مثل خطة الصحة العامة الممتدة لعشر سنوات، يتم تجاهلها أو التغطية عليها في وسائل الإعلام. ورغم أن هذه الخطة كانت “رائعة في كل جوانبها”، فإن تأثيرها على الوعي العام ظل محدودًا.
أهمية الهوية السياسية لحزب العمال
(Anadolu Agency)
فيما يتعلق بالهوية السياسية، أشار فالكونر إلى أن الشعب يبحث عن حركة سياسية ذات هوية واضحة. وقال إن ظهور حزب جيريمي كوربن “حزبك” وحزب نايجل فاراج “إصلاح المملكة المتحدة” يظهر أن الناس يريدون شخصية سياسية ملموسة ومعروفة، وهو أمر يجب أن يعزز حزب العمال.
وقال فالكونر إن حزب العمال يجب أن يتحلى بـ”القدرة على الفعل”، مشيرًا إلى أن حكومة توني بلير كانت تتمتع بحماسة تقدمية وأجندة واضحة، في حين أن الحكومة الحالية يتم تصنيفها في بعض الأحيان على أنها حكومة بلا “قدرة على الفعل”.
الانتقادات توجه لبعض الوزراء
على الرغم من الانتقادات التي توجه لبعض الوزراء مثل ميليباند ورينر، إلا أن فالكونر أشار إلى أنهم يعملون بشكل جاد ولديهم القدرة على دفع أجنداتهم بقوة، مما يعكس “حركة نشطة” في السياسة.
وأوضح فالكونر أن الحكومة تتعرض لضغوط كبيرة، بما في ذلك الإشراف المستمر من الأسواق المالية، وهو ما قد يحد من قدرتها على اتخاذ قرارات مستقلة. ومع ذلك، أضاف أن الانضباط المالي ضروري لتجنب الشلل السياسي.
أهمية الثقة في الحكومة
أشار فالكونر إلى أن فقدان الشعبية في البداية قد يؤثر سلبًا على الروح المعنوية للحكومة. وقال إن الانخفاض في الثقة السياسية قد يؤدي إلى حالة من الجمود، وهو ما قد يزيد من صعوبة معالجة القضايا المهمة.
ومن خلال تحليلنا للأوضاع السياسية الراهنة في المملكة المتحدة، نرى أن انتقادات تشارلي فالكونر حول حكومة كير ستارمر تعكس حالة من الإحباط لدى جزء من قيادات حزب العمال. فقد قدم فالكونر وجهة نظر نقدية تشير إلى نقص الطاقة والحيوية في الحكومة الحالية، وهو ما قد يؤدي إلى فقدان الشعب البريطاني لثقته في الحكومة وحزب العمال على وجه الخصوص. ولكن من المهم أن نلاحظ أن الشعب البريطاني يتطلع إلى حكومة تتسم بالقدرة على الإبداع والتنفيذ الفعّال للأجندات السياسية. وفي هذا السياق، تؤكد منصة العرب في بريطانيا AUK على أهمية أن تستعيد الحكومة قدرتها على التحرك بوضوح وبأجندة موجهة نحو المستقبل مع تعزيز التواصل مع المواطنين.
المصدر: الغارديان
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
15°C
