وزارة الداخلية تستأنف عمليات إخلاء فنادق اللجوء رغم البرد القارس
استأنفت وزارة الداخلية عمليات إخلاء فنادق اللجوء في الأيام الأخيرة رغم تحذيرات بعض الجمعيات الخيرية من الخطر المحدق باللاجئين بسبب موجة البرد القارس التي تضرب بريطانيا.
وزارة الداخلية تُخلي الفنادق من اللاجئين رغم البرد القارس!
وفي ديسمبر قالت وزارة الداخلية في رسالة اطلعت عليها صحيفة الغارديان: إنها ستوقف إخلاء أماكن إقامة اللاجئين لنحو ثلاثة أيام بالتزامن مع تفعيل المجالس المحلية بروتوكول طوارئ الطقس القاسي (SWEP) بسبب انخفاض درجات الحرارة في البلاد إلى ما دون الصفر.
وقد فعّلت معظم المجالس المحلية في بريطانيا بالفعل بروتوكول (SWEP) أكثر من ثلاثة أيام بعد صدور تحذيرات مكتب الأرصاد الجوية من البرد القارس، ومن المتوقع أن يستمر تفعيله حتى نهاية الأسبوع مع استمرار درجات الحرارة بالانخفاض.
وعندما يُفعّل هذا البروتوكول ترسل المجالس المحلية فرقًا لتوعية المواطنين وتفتح مساكن طوارئ إضافية؛ لإيواء الأشخاص الذين ينامون في الشوارع. ولكن وزارة الداخلية لم تنتظر تحديثات مكتب الأرصاد الجوية بشأن الطقس، واستأنفت بعد انتهاء مدة الأيام الثلاثة عمليات الإخلاء، علمًا أن ليلة الثلاثاء الماضي كانت الأبرد في شهر يناير منذ عام 2019.
وبهذا الصدد انتقد عمدة لندن صادق خان تصرفات الحكومة البريطانية، قائلًا: “من المروع أن تُعرّض الحكومة الأشخاص الضعفاء للخطر، وترفض وقف إخلاء طالبي اللجوء من أماكن الإقامة المؤقتة رغم استمرار انخفاض درجات الحرارة”.
وأضاف: “إن مئات الأشخاص الذين يطلبون اللجوء في لندن أصبحوا بلا مأوى أو ينامون في الشوارع بسبب النهج العدائي الذي تتبعه الحكومة مع اللاجئين”.
الحياة بلا مأوى قاسية!
وقال أحد اللاجئين الذي أُخرج من الفندق الذي يقيم فيه إلى الشارع لصحيفة الغارديان: “من الصعب جدًّا البقاء على قيد الحياة عندما تكون بلا مأوى… لا حل لدي، لقد طلبت المساعدة من عدة مجالس محلية ومن عدة جمعيات خيرية، ولكن جميع محاولاتي باءت بالفشل!”.
وقد حذرت بعض الجمعيات الخيرية من أن العديد من اللاجئين الذين أُخرِجوا من مساكن وزارة الداخلية يعانون من أجل الحصول على دعم المجالس المحلية، ما أدى إلى افتراشهم شوارع المدن.
وقد طلب 15 لاجئًا أخرجتهم وزارة الداخلية من الفنادق صباح الأربعاء المساعدة من مؤسسة (New Horizon Youth Centre) الخيرية في كينغز كروس (King’s Cross) شمال لندن، التي تساعد الشباب الذين ينامون في الشوارع ممن تتراوح أعمارهم بين 16 و25 عامًا.
وقد تمكن معظمهم من البقاء في أماكن إقامة طارئة قدّمتها المجالس المحلية، لكن شابين اضطرا إلى النوم في الشارع مع انخفاض درجات الحرارة في العاصمة إلى 3 درجات مئوية دون الصفر.
وفي هذا السياق قالت منظمات غير حكومية أخرى معنية باللاجئين: إن بعض الموظفين الذين يديرون الفنادق نيابة عن وزارة الداخلية لم يكونوا واضحين بشأن سياسة الإخلاء خلال الطقس البارد.
وقالت أليكسيا ميرفي، الرئيسة التنفيذية المؤقتة لجمعية (Depaul UK) المعنية بالمشردين: “إن من غير الأخلاقي أن تطرد وزارة الداخلية اللاجئين إلى الشوارع في الوقت الذي تحاول فيه السلطات المحلية توفير أماكن إقامة طارئة للأشخاص الذين ينامون في العراء. يتعيّن على وزارة الداخلية وقف عمليات الإخلاء فورًا والتعاون معنا ومع السلطات المحلية؛ لإنهاء هذه الأزمة قبل تفاقمها”.
بالمقابل قال متحدث باسم الحكومة: “نحن نأخذ سلامة اللاجئين على محمل الجد، ويمكنهم اللجوء إلى منظمة (Migrant Help)؛ للحصول على المساعدة في الانتقال من فنادق اللجوء إلى أماكن آمنة”.
المصدر: الغارديان
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇