واتساب يعتزم سحب خدماته في بريطانيا حال تمرير قانون أمن الإنترنت!

فريق التحرير March 10, 2023

في خطوة حاسمة، يعتزم واتساب سحب خدماته من بريطانيا بدلًا من تقويض نظام المراسلة المشفرة الخاص به، بموجب مشروع قانون أمن الإنترنت المطروح على البرلمان.

وعلى ضوء ذلك قال رئيس شركة واتساب ويل كاثكارت: إنه سيرفض الامتثال لقانون أمن الإنترنت إذا طُلب منه إضعاف خصوصية الرسائل المشفرة، مؤكدًا أنه سيتوقف عن تقديم الخدمات في بريطانيا إذا تطلَّب القانون مسح الرسائل. في حين قالت الحكومة البريطانية: من الممكن أن يتمتع التطبيق بالخصوصية وسلامة الأطفال عبر الإنترنت بموجب القانون الجديد.

واتساب يسحب خدماته من بريطانيا بسبب قانون أمن الإنترنت!

person holding smartphone — *واتساب يعترض على قانون أمن الإنترنت في بريطانيا (آنسبلاش)*

يُعَد واتساب منصة التواصل الأكثر شعبية في بريطانيا، حيث يستخدمها أكثر من سبعة أشخاص من كل 10 أشخاص بالغين وفقًا لمنظم الاتصالات (Ofcom).

ومن بين خصائص المنصة تشفير الرسائل بين الطرفين؛ حتى لا تتمكن الشركة التي تدير الخدمة من عرض محتوى الرسائل.

من جهة أخرى يرى منتقدو مشروع قانون أمن الإنترنت أن هذا الأخير يمنح (Ofcom) صلاحية مطالبة تطبيقات المراسلة المشفرة الخاصة والخدمات الأخرى بتبني ما يسمى “التكنولوجيا المعتمدة” لتحديد المواد المسيئة للأطفال وإزالتها.

وقال كاثكارت: إن تقويض خصوصية رسائل واتساب في بريطانيا من شأنه أن ينعكس على جميع المستخدمين في شتى أنحاء العالم.

وأضاف موضحًا: يريد مستخدمونا في جميع أنحاء العالم الأمان، و98 في المئة من مستخدمينا هم خارج بريطانيا، ولا يريدون تقليص درجة الأمان لخدماتنا. لهذا يُفضِّل التطبيق حظر خدماته في بريطانيا كما حدث مؤخرًا في إيران.

boy sitting on chair beside table using tablet computer — *واتساب يعترض على قانون أمن الإنترنت في بريطانيا (آنسبلاش)*

وقال ميريديث ويتاكر رئيس شركة (Signal) لبي بي سي نيوز في وقت سابق: إن الشركة ستتوقف عن تقديم خدماتها في بريطانيا الديمقراطية الحرة، إذا اقتضى القانون إضعاف خصوصية نظام تشفير الرسائل. ويرى أن من غير المقبول فحص رسائل المستخدمين بحثًا عن محتوى غير أخلاقي أو غير قانوني؛ لأن هذا سيشجع البلدان التي لديها تعريفات مختلفة للمحتوى غير القانوني على اقتراح الأمر ذاته.

ومن جهة أخرى عارضت الحكومة والجمعيات الخيرية البارزة في حماية الأطفال منذ فترة طويلة سياسة التشفير؛ لأنها تعرقل الجهود المبذولة لمكافحة قضايا الإساءة إلى الأطفال عبر الإنترنت.

أمن الأطفال عبر الإنترنت — *الداخلية البريطانية تدعم تعزيز أمن الإنترنت*

وقالت وزارة الداخلية بهذا الصدد: من المهم أن تبذل شركات التكنولوجيا قصارى جهدها لضمان ألا تصبح منصاتها أرضًا خصبة للمتربصين بالأطفال. في حين قالت الجمعية الوطنية لمنع القسوة على الأطفال (NSPCC): إن الأبحاث تظهر أن جرائم الاستمالة وإساءة معاملة الأطفال المسجلة في بريطانيا قد زادت بشكل كبير، وإن القانون الجديد لا يعني حظر سياسة التشفير.

وأكد ريتشارد كولارد الذي يعمل في الجمعية أن مشروع قانون أمن الإنترنت سيضع شروطًا لعمل منصات التواصل الاجتماعي؛ بهدف تحديد الاعتداءات الجنسية على الأطفال عبر الإنترنت ومنعها، وبخاصة في المنصات التي تشفر الرسائل بين الطرفين.

انتقاد مشروع قانون أمن الإنترنت

person holding black android smartphone — *واتساب يعترض على قانون أمن الإنترنت في بريطانيا (آنسبلاش)*

يقول معارضو مشروع القانون الجديد: إن الطريقة الوحيدة للتحقق من احتواء الرسائل المشفرة على مواد جنسية ضد الأطفال من عدمه هي بمسح الرسائل ضوئيًّا قبل تشفيرها وإرسالها.

وقالت الدكتورة مونيكا هورتن، وهي من ناشطي الحقوق الرقمية في مجموعة الحقوق المفتوحة (Open Rights Group): مع وجود أكثر من 40 مليون مستخدم لخدمة المحادثات المشفرة في بريطانيا، فإن هذا القانون سيحولها إلى أداة مراقبة جماعية، مع عواقب ضارة محتملة على الخصوصية وحرية التعبير.

هذا وقال مكتب مفوض المعلومات الذي يعمل عن كثب مع (Ofcom) لبي بي سي نيوز: إن أي تدخلات لإضعاف التشفير يجب أن تكون متناسبة، حيث تتوفر إجراءات أقل تدخلًا، وذلك بدعم الحلول التقنية التي تسهل اكتشاف المحتوى غير القانوني دون تقويض حماية الخصوصية لجميع المستخدمين.