هل ينبغي القلق من متحور كورونا “ستراتوس”؟ الصحة العالمية تكشف التفاصيل

يشهد الشارع البريطاني حديثًا متزايدًا حول ظهور متحور جديد من فيروس كورونا يُعرف باسم “ستراتوس” (Stratus)، بعدما سجل انتشارًا ملحوظًا في إنجلترا خلال الأسابيع الماضية. ويُرجّح الخبراء أن هذا المتحور مسؤول عن نسبة كبيرة من الإصابات الجديدة، إلا أن السلطات الصحية تؤكد أنه لا يدعو إلى القلق في الوقت الراهن.
متحور “ستراتوس” وسلالتاه الفرعيتان XFG وXFG.3
يضم المتحور الجديد سلالتين فرعيتين هما XFG وXFG.3، ويُعرف عن المصابين بهما عرض مميز يتمثل في خشونة الصوت أو بُحّته.
ورغم انتشاره السريع، يؤكد العلماء أن تحوّر الفيروسات وتغيرها مع الوقت أمر طبيعي، ولا يعني بالضرورة زيادة في خطورة المرض.
وقال الدكتور أليكس ألين، استشاري علم الأوبئة في وكالة الأمن الصحي البريطانية (UKHSA): “من الطبيعي أن تتحور الفيروسات وتتغير بمرور الوقت”،
مضيفًا أن الوكالة تواصل مراقبة جميع السلالات المنتشرة في المملكة المتحدة عن كثب.
وبحلول 10 سبتمبر، رصدت وكالة الأمن الصحي زيادة بنسبة 7.6% في إصابات كورونا عبر إنجلترا مقارنة بالأسبوع السابق، إلا أنه لم يُعرف بدقة عدد الحالات المرتبطة بمتحور XFG.
تصنيف منظمة الصحة العالمية: “تحت المراقبة وبخطر منخفض”
أدرجت منظمة الصحة العالمية (WHO) سلالة XFG ضمن فئة “المتحورات قيد المراقبة”، مشيرة إلى أن الخطر الصحي العام المرتبط بها منخفض على المستوى العالمي.
وتُظهر البيانات أن XFG يمتلك أعلى معدل نمو نسبي مقارنة بالسلالات الأخرى المنتشرة حاليًا، مثل متحور “نيمبوس” NB.1.8.1.
لكن المنظمة أكدت أنه لا توجد أدلة على أن هذه السلالة تسبب أمراضًا أشد خطورة أو وفيات أعلى مقارنة بالسلالات الحالية.
أبرز أعراض متحور “ستراتوس”
تشير الأدلة إلى ارتفاع نسبة الإصابات بالسلالة XFG، إلا أن منظمة الصحة العالمية لم تسجل أي مؤشرات على زيادة في شدة الأعراض.
وأكد الدكتور ألين من UKHSA أنه: “لا يوجد دليل حتى الآن يشير إلى أن سلالتي XFG وXFG.3 تسببان مرضًا أشد من المتحورات السابقة، كما لا توجد دلائل على أن اللقاحات الحالية أقل فعالية ضدهما.”
ويُذكر أن متحور “نيمبوس” الذي انتشر الشهر الماضي تسبّب في التهاب حلق حاد شبيه بآلام شفرات الحلاقة، بينما أشار بعض الخبراء إلى أن “ستراتوس” يسبب بُحّة واضحة في الصوت كعرض مميز له.
تقييم المخاطر: انتشار سريع لكن دون خطورة إضافية
وصنّفت منظمة الصحة العالمية سلالة XFG على أنها “منخفضة الخطورة” عالميًا.
وجاء في بيانها: “رغم النمو السريع لمتحور XFG مقارنة بالسلالات الأخرى، فإنه يُظهر قدرًا طفيفًا فقط من القدرة الإضافية على التهرب المناعي، ولا توجد مؤشرات على ارتفاع في شدة المرض أو معدلات الدخول إلى المستشفيات.”
وأوضحت المنظمة أن الأدلة المتاحة لا تشير إلى أي مخاطر صحية إضافية مقارنة بسلالات أوميكرون المنتشرة حاليًا.
في ضوء البيانات الحالية، يتفق الخبراء ومنظمة الصحة العالمية على أن متحور “ستراتوس” لا يمثل خطرًا إضافيًا في الوقت الحالي، رغم انتشاره السريع في بعض المناطق. ومع ذلك، يستمر رصد السلالة عن قرب للتأكد من عدم حدوث تطورات جديدة.
وترى منصة العرب في بريطانيا (AUK) أن انتشار المتحورات الجديدة مثل “ستراتوس” يجب أن يُفهم في سياقه العلمي الطبيعي، إذ تُعدّ التحورات جزءًا من دورة حياة الفيروسات وليست بالضرورة مؤشرًا على خطر جديد.
وتؤكد المنصة أهمية الاعتماد على المعلومات الرسمية من منظمة الصحة العالمية والهيئات الصحية البريطانية، بدلًا من الانجرار وراء القلق أو الشائعات.
كما تدعو المنصة إلى مواصلة الالتزام بالإجراءات الوقائية المعقولة، ومتابعة التحديثات العلمية من المصادر الموثوقة، دون تهويل أو استهانة، لضمان التوازن بين الوعي الصحي والهدوء المجتمعي.
المصدر: independent
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇