هل يمكن أن يخضع الملك تشارلز الثالث لاستجواب الشرطة بفضيحة المال مقابل التكريم؟

يواجه الملك تشارلز الثالث أول تحدٍّ له بوصفه ملكًا بعد تكثيف التحقيقات الجنائية في فضيحة “المال مقابل التكريم” التي تورط فيها مع أقرب مستشاريه.
كشفت شرطة العاصمة يوم الجمعة أن عددًا من محققي قضية “فضيحة بارتيغايت” التي وقعت في مقر الحكومة أجروا تحقيقات حذرة مع رجلين، أحدهما في الأربعينيات من عمره والآخر في الخمسينيات، حيث بدأت التحقيقات مع المشتبه بهما في 6 سبتمبر قبل يومين من وفاة الملكة حول جرائم محتملة بموجب قانون التكريم الصادر عام 1925 تصل عقوبتها إلى السجن مدة عامين.
وعلى ضوء ذلك قالت الشرطة في فبراير الماضي: إنها فتحت تحقيقًا جنائيًّا في مزاعم تكريم رجل الأعمال السعودي محفوظ مرعي مبارك بوسام قائد في الإمبراطورية البريطانية مقابل تقديمه 1.5 مليون باوند لتشارلز أمير ويلز آنذاك. وأشارت الشرطة إلى أن تكريم محفوظ مرعي مبارك عام 2016 كان بمساعدة مايكل فوسيت ذراع تشارلز اليمنى في حفل لم يُدرَج ضمن الارتباطات الرسمية للأمير.
استقال فوسيت في نوفمبر، لكن تحقيقات الشرطة المكثفة حاليًّا ستمنع ابتعاده عن الأضواء. كما سيؤدي مضي هذه التحقيقات قُدمًا إلى حدوث مشكلات جديدة للملك البالغ من العمر 73 عامًا، ما يعني خضوعه -وهو الذي يُقسِم له ضباط الشرطة بالولاء- للتحقيقات عدة أشهر.
ويتمثل تحدي الشرطة الأكبر الآن في توكيل من سيتحدث إليه خلال الاستجوابات.
الملك تشارلز الثالث وفضيحة “المال مقابل التكريم”!

التقى الملك تشارلز الثالث بصفته أمير ويلز بمحفوظ عدة مرات: في كلارنس هاوس، ودومفريز هاوس، وقصره الاسكتلندي، وسفارة بريطانيا في الرياض، وفي حفل قصر باكنغهام الذي لم يُكشَف عنه. ورفض أمير ويلز حينها الكشف عن سبب هذه الاجتماعات.
وبهذا الصدد يقول قصر باكنغهام: إن الملك لم يتحدث ولم يقدم ردًّا مكتوبًا على أي أسئلة رسمية من شرطة العاصمة. كما قال ممثلو الملك: إنهم لن يقدموا أي تعليق حول القضية، ما يطرح سؤالًا حساسًا وهو: هل لدى شرطة العاصمة صلاحيات لاستجواب الملك بوصفه شاهدًا أو حتى مشتبهًا به إذا تطلب الأمر؟
يمكن للملك تقديم معلومات أو بيان للشرطة، تمامًا كما فعلت الملكة الراحلة أثناء محاكمة بول بوريل -خادمها السابق- في عام 2002. ومع ذلك وفي إطار مفهوم “حصانة السيادة”، لا يمكن إجبار الملك على الإدلاء بشهادته في المحكمة. وذكر نذير أفضل المدعي العام السابق لشمال غرب إنجلترا أن أي دليل قدمه تشارلز قد يكون غير مقبول ما يخاطر بصحة أي محاكمة.
إضافة إلى فوسيت فقد كان لوليام بورتريك -ذي الـ49 عامًا- عالم الأنساب وناشر كتاب (Burke’s Peerage) دليل الطبقة الأرستقراطية البريطانية، دور الوسيط بين محفوظ ومؤسسة تشارلز الخيرية. كما ساعد بوسيف لملوم -وهو ليبي المولد مقيم في تشيلسي غرب لندن ويبلغ من العمر 60 عامًا- رجل الأعمال السعودي في كل خطوة، بدءًا من تأمين مكان لأطفاله في مدرسة داخلية إنجليزية إلى الحصول على الأوسمة والسيوف والجوائز المرموقة التي كان يرغب فيها.
من محفوظ مرعي مبارك بن محفوظ؟
أمضى محفوظ البالغ من العمر 52 عامًا سنوات وأنفق عشرات ملايين الباوندات ليستقر ويثبت نفسه في بريطانيا. وامتلك عقارات كثيرة في لندن تبرع بها لمؤسسة الأمير الخيرية، واشترى كذلك وسام الشرف!
في دومفريز هاوس في أيرشاير جنوب غرب اسكتلندا توجد نافورة وحديقة محفوظ. وفي قلعة مي (Castle of Mey) التي تعود إلى القرن الخامس عشر يوجد خشب محفوظ.
هذا وتشير المعطيات الحالية إلى اختفاء رجل الأعمال السعودي الحاصل على وسام القائد في الإمبراطورية البريطانية وألقاب أخرى، كما أنه لا يملك ممثلًا قانونيًّا معروفًا. ولم تعلق السفارة السعودية على القضية، كما لم تذكر شرطة العاصمة ما إذا كانت قد تعاونت مع نظيرتها السعودية على إجراء هذه التحقيقات. (teledentistry.com)
اقرأ المزيد:
كيف أصبح تشارلز الثالث أكثر الملوك انفتاحا على الإسلام في تاريخ بريطانيا ؟
لماذا رفض الأمير هاري تناول العشاء مع والده الملك تشارلز وأخيه ويليام ولي العهد؟
مزاعم حول ضغط الأمير أندرو على الملكة لمنع تشارلز من أن يصبح ملكا
الرابط المختصر هنا ⬇