العرب في بريطانيا | هل يتعمّد اللصوص في بريطانيا استهداف منازل العر...

1447 جمادى الأولى 29 | 20 نوفمبر 2025

هل يتعمّد اللصوص في بريطانيا استهداف منازل العرب والمهاجرين؟

عرب
فريق التحرير November 19, 2025

تشهد المدن البريطانية ارتفاعًا ملحوظًا في جرائم السطو على المنازل خلال العامين الماضيين، وهو ما يثير قلق السكان عمومًا، والمجتمع العربي خصوصًا، مع تزايد تداول قصص ومحاولات سرقة عبر مجموعات التواصل. 

 لكن السؤال الذي يتكرر: أثَمَّة استهداف متعمّد للمهاجرين والعرب؟ أم أن الأمر جزء من ظاهرة عامة؟ 

 البيانات الرسمية وتقارير الشرطة والصحافة البريطانية تعطي صورة أكثر وضوحًا.

أولًا: ما الذي تقوله الإحصاءات البريطانية عن سرقة المنازل؟

  1. انخفاض محدود تاريخيًّا… لكن الارتفاع يعود

إحصاءات مكتب الأمن القومي البريطاني (ONS) تشير إلى أن السطو على المنازل شهد انخفاضًا طويل الأمد منذ عام 2010، لكنه عاد للارتفاع تدريجيًّا بعد وباء كورونا، ولا سيما في المناطق الحضرية الكبرى مثل لندن ومانشستر وبرمنغهام.

  1. تراجع نسبة “كشف الجرائم”
  • تشير بيانات وزارة الداخلية البريطانية إلى أن إجمالي نسبة توجيه الاتهام في جرائم السطو المنزلي أقل من 6 في المئة خلال السنوات الأخيرة.
  • وهذا يعني أن 94 في المئة من القضايا لا يصل فيها التحقيق إلى مرحلة تحديد الجناة واتهامهم، وهو ما يفسّر شعور الضحايا -خصوصًا المهاجرين- بغياب الردع. 
  1. لندن في صدارة أكثر المناطق عرضة للسطو

تقارير صادرة عن شرطة العاصمة (Met Police) ومراكز تحليل الجريمة تشير إلى أن:

بعض أحياء لندن تشهد معدلات سطو تفوق المعدل الوطني بنسبة تصل إلى 40 في المئة.

المنازل ذات المداخل الخلفية المكشوفة أو النوافذ التي يسهل الوصول إليها تُعد أهدافًا مفضّلة.

  1. عصابات متخصصة ونشاط عابر للمناطق

تقارير إعلامية نشرتها (BBC) و(Evening Standard) و(The Guardian) كشفت عن نشاط منظم لبعض العصابات في لندن وضواحيها، ويشمل:

  • تنفيذ السطو خلال دقائق
  • استهداف جواهر ذات قيمة عالية
  • الانتقال السريع بين مناطق مختلفة لتفادي الملاحقة

ومن أبرز الأمثلة الموثقة -والتي تعكس خطورة الظاهرة- ما نشرته صحيفة (The Guardian) عن سرقة جواهر بقيمة 10.4 مليون باوند من منزل في سانت جونز وود عام 2024، في واحدة من أكبر السرقات المنزلية في تاريخ بريطانيا.

ثانيًا: هل توجد أدلة على استهداف العرب أو المهاجرين؟

الجواب وفق البيانات الرسمية: لا توجد أي إحصاءات تشير إلى أن العرب أو المهاجرين هم هدف مباشر لعمليات السطو.

لكن هناك عوامل واقعية تجعل بعض المنازل التي يسكنها مهاجرون -ومن ضمنهم العرب- أكثر عرضة مقارنة بغيرها، ليس بسبب الهُوية، بل بسبب العوامل السلوكية والمكانية:

  1. سمعة الاحتفاظ بالنقود والذهب في المنازل

تشير تقارير الشرطة ومكاتب التحقيق في لندن إلى أن العصابات تعتمد على “الخبرة السابقة” في استهداف المنازل التي يُعتقد أنها تحتوي: 

  • ذهبًا شرقيًّا (عيارات مرتفعة).
  • نقودًا.
  • هدايا ومقتنيات عائلية ثمينة.

وهذه السمعة ليست خاصة بالعرب فقط، بل تشمل مجتمعات آسيوية وشرق أوروبية أيضًا.

  1. طبيعة السكن في الأحياء الحضرية

الكثير من العائلات الجديدة تستقر في مناطق:

  • ذات كثافة سكانية عالية
  • وشقق صغيرة
  • ومداخل خلفية مكشوفة

وهي نفس المناطق التي تُسجّل فيها أعلى معدلات السطو على المستوى الوطني بحسَب خريطة الجريمة البريطانية.

  1. أوقات الخروج الثابتة

العمل بدوام كامل خارج المنزل لساعات محددة يجعل المنزل “هدفًا قابلًا للتوقع”، وهو ما تستغله العصابات.

  1. ضعف الأنظمة الأمنية المنزلية

تقارير شركات التأمين تؤكد أن المنازل التي بِلا:

  • كاميرات.
  • إنذار داخلي.
  • إضاءة خارجية استشعارية.

تتعرض للسرقة أكثر بنسبة قد تصل إلى 70 في المئة.

ثالثًا: أين يبحث اللصوص داخل المنازل؟ (معلومات موثقة من تقارير الشرطة البريطانية)

كل المصادر الأمنية تشير إلى أن اللص المحترف يقضي 4 إلى 8 دقائق فقط داخل المنزل، ويتحرك وفق “نمط تفتيش” معروف:

  1. غرفة النوم الرئيسة — أول محطة
  • الأدراج الجانبية.
  • خزانة الملابس.
  • الحقائب.
  • صندوق الجواهر.
  1. المطبخ

اللصوص يفتشون بسرعة:

  • علب التخزين
  • الأدراج الخلفية
  • صناديق صغيرة توضع داخل خزائن المطبخ
  1. الحمامات
  • خلف المرايا.
  • خزائن المناشف.
  • الأدراج الصغيرة.
  1. حقائب اليد والملابس الثقيلة

في الغالب تحتوي على محافظ أو مغلفات نقدية.

  1. “الخزنة الصغيرة”

الشرطة تؤكد أنها من أكثر النقاط التي يفكّكها اللص بسهولة إذا لم تكن مثبتة بقوة.

رابعًا: كيف نحمي منازلنا من السطو؟ (خطوات مدعومة بتوصيات الشرطة)

عرب

  1. تقوية أمن المنزل
  • تركيب كاميرات أمامية وخلفية
  • إنذار صوتي
  • مصابيح حسّاسة للحركة
  • قفل إضافي للباب الخلفي
  1. إخفاء المقتنيات بطريقة ذكية

بدلًا من الأماكن التقليدية، توصي الشرطة بـ:

  • تقسيم المقتنيات وعدم الاحتفاظ بها في مكان واحد.
  • استخدام خزنة ثقيلة مثبتة في الأرض.
  • وضع الجواهر داخل أماكن “مموهة” لا تُظهر قيمة.
  1. تغيير الروتين اليومي
  • عدم إبراز أن المنزل فارغ لفترة طويلة
  • تشغيل إضاءة عبر أجهزة توقيت
  • تجنب الإعلانات الرقمية عن السفر
  1. التعاون المجتمعي
  • مجموعات واتساب للجيران
  • مراقبة المتغيرات في الحي
  • الإبلاغ الفوري عن أي شخص غريب يراقب المنازل

البيانات البريطانية تؤكد أن سرقة المنازل ظاهرة عامة، وأنها ترتفع في المدن المزدحمة بصرف النظر عن الهُوية أو الخلفية.

ولا توجد دلائل على استهداف المهاجرين تحديدًا.

لكن نمط السكن، ووجود مقتنيات ثمينة في المنازل، وضعف التدابير الأمنية، كلها عوامل تجعل المهاجرين -ومن بينهم العرب- أكثر عرضة مقارنة بغيرهم.

إن رفع مستوى الوعي، وتطبيق إجراءات الحماية الأساسية، مع تعزيز التواصل بين السكان، كلها خطوات كفيلة بخفض مخاطر السطو إلى حد كبير.

 


اقرأ أيضًا:

اترك تعليقا

آخر فيديوهات القناة