“هل نعود للحرب؟”.. اليمين المتطرف يهاجم منزل عائلة سورية في بريطانيا
في ظل تصاعد الهجمات من قبل جماعات اليمين المتطرف، يعيش العديد من اللاجئين السوريين في بريطانيا حالة من الرعب والقلق، وصلت إلى حد التفكير في العودة إلى الوطن الذي فروا منه هربًا من الحرب.
هؤلاء اللاجئون، الذين كانوا يأملون في العثور على الأمان والاستقرار في المملكة المتحدة، وجدوا أنفسهم في مواجهة مع عنف متزايد يستهدفهم بشكل مباشر.
عائلة سورية مهددة في بريطانيا
من بين هؤلاء اللاجئين، محمد صوفي بدور، الذي وصل إلى بلفاست مع زوجته وطفليه قبل ثلاث سنوات، باحثًا عن حياة جديدة بعد أن دمرت الحرب حياتهم في سوريا.
ومع ذلك، فإن الشاب البالغ من العمر 29 عامًا، والذي يعيش في شقة بالطابق الأرضي في بلفاست، أصبح خائفًا على سلامة أسرته بعد أن قام مثيرو الشغب من اليمين المتطرف بإلقاء حجر عبر نافذة غرفة المعيشة الخاصة به.
يقول بدور في حديث لصحيفة “آيريش إندبندنت”: “لقد جئنا إلى هنا لنكون في أمان، لكن الآن نشعر أن ليس لدينا مكان يمكننا أن نكون فيه آمنين. زوجتي خائفة جدًا، حتى أنها تفكر في العودة إلى سوريا، على الرغم من أنها ليست مكانًا آمنًا. كيف يمكن أن تكون الأمور بهذا السوء هنا؟”
وفي ليلة الهجوم، لم تجد العائلة أي خيار سوى النوم في سيارتهم، خوفًا من أن يتطور الأمر إلى حرق منزلهم.
تحدث بدور لصحيفة “آيريش إندبندنت” عن مشاعر الخوف التي تعتريه، خاصة عندما يفكر في أطفاله الذين لم يشهدوا مثل هذه الأحداث من قبل.
بالتزامن مع ذلك، شهدت المملكة المتحدة موجة من احتجاجات اليمين المتطرف التي اندلعت عقب انتشار شائعات كاذبة بشأن هوية منفذ حادثة الطعن في ساوثبورت.
وكانت بلفاست إحدى أكثر المدن تأثرًا بهذه الاحتجاجات، حيث اعتُقل 22 شخصًا على خلفية أعمال الشغب، والتي تسببت في تدمير عدد من المنازل والسيارات في عدة مناطق.
تطور الأحداث
دفعت هذه التطورات المقلقة بدور إلى التفكير في مستقبل أطفاله الذين سيعودون إلى المدرسة قريبًا. يقول بدور: “نحن خائفون من تعرض أطفالنا للتنمر بسبب خلفيتهم الإسلامية”.
وأضافت أنه في الأسابيع الأخيرة، كانت الأمور سيئة جدًا بالنسبة لهم، مشيرًا إلى أنه لا يعلم كيف سيتعامل أطفاله مع العودة إلى المدرسة في ظل هذه الظروف.
عندما تدخلت الشرطة لمتابعة حادثة جريمة الكراهية، نصحوا الأسرة بمغادرة المنطقة والبحث عن مكان أكثر أمانًا.
ولكن، في منتصف الليل، كان من الصعب العثور على مكان للذهاب إليه. ورغم أن بدور كان لديه المال لدفع تكاليف فندق، إلا أن جميع الأماكن كانت مغلقة في ذلك الوقت، ما أجبرهم على البقاء في سيارتهم.
يسلط هذا الوضع الضوء على التحديات المتزايدة التي يواجهها اللاجئون السوريون في بريطانيا، حيث يجدون أنفسهم بين مطرقة اليمين المتطرف وسندان عدم الأمان في أماكن لجوئهم، حسبما ذكرت منظمات حقوقية.
ومع استمرار هذه الهجمات، يبقى السؤال: هل ستضطر هذه العائلات إلى العودة إلى سوريا رغم المخاطر؟ وهل يمكن أن يتحقق الأمان الذي كانت تطمح إليه في المملكة المتحدة؟ شاركونا آراءكم.
المصدر: ديلي ميل
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇