هل جيرانك من غير العرب سعداء بجيرتك ؟
بقلم: عدنان حميدان
نحتاج إلى جيراننا بقدر حاجتهم لنا وربما أكثر، و في قيم العرب والمسلمين هناك حث ديني واجتماعي على العناية بالجار حتى لو كان بعيدا! فكيف بالجار القريب ؟
ونحن نعيش في دول غربية معنيون بالاهتمام بهذه المسألة بشكل أكبر في ظل الصورة السلبية لنا عبر كثير من وسائل الإعلام وما تشير له الأرقام والإحصائيات حول الأفكار المغلوطة عنا.
وفقا لدراسة كريس دويل في 2017 فإن 63 بالمئة من البريطانيين يرون أن العرب فشلوا في الاندماج في المجتمع الغربي وكنتيجة لذلك يعيشون في مجتمعات منعزلة.
وردا على سؤال حول ما إذا كانت الهجرة من العالم العربي مفيدة للمملكة المتحدة، وافقت نسبة 23 بالمئة من المصوتين، بينما رأى 41 بالمئة منهم أن هجرة العرب إلى بريطانيا لم تكن مفيدة.
اعتقد أن العامل الأول في تغيير هذه النظرة مرتبط بطريقة التعامل مع الجيران حولنا وإبداء حسن الجوار لهم، وهذا مرتبط بعدة أمور منها :
1. الوقوف معهم عند حدوث أي أمر معهم خصوصا في الأوضاع الحزينة.
2. التسامح معهم فيما تفرضه علاقات الجوار من قضايا مرتبطة بأماكن اصطفاف السيارات وما شابه.
3. الانتباه لممتلكاتهم و الحرص على حمايتها وتبيلغهم حال حدوث شيء، أذكر مرة كنت أسير في الشارع القريب مني ليلا ووجدت إن هناك سيارة قد تركت إحدى نوافذها مفتوحة، وبقيت أبحث عن أصحابها حتى وجدتهم وأخبرتهم بالأمر فقدّروا ذلك واستحسنوه.
4. إهداء الطعام الذي يمكن أن يقبلوه ولا يعارض قضايا لديهم؛ وعليه لا تقوم بإرسال طعام فيه لحوم لجيران نباتيين فنخسرهم بدلا من أن نكسبهم.
5. العناية بالمظهر العام لمحل السكن حتى لو كان مستأجرا من حيث النظافة وعدم ترك المخلفات و محاولة زراعة ورود وما شابه من أمور تضفي لمسة جمالية ضمن الإمكانيات، وما أجمل أن يسألك أحدهم لماذا تهتمون بالمنزل وهو ليس ملكا لكم فيكون الرد : نحن مستأمنون عليه وديننا يأمرنا بالحفاظ على الأمانة.
6. بناء العلاقة بهدوء مع الجيران خصوصا الإنجليز منهم وعدم الاستعجال بذلك فهم يحبون التأني كثيرا، يقول المثل النرويجي ” أحب جارك ولكن لا تهدم الجدار الفاصل بينكما ” .
7. عدم المبالغة في بناء توقعات مرتبطة بالعلاقة مع الجيران، أو توقع تساهلهم معك في أي مخالفات قانونية قد ترتكبها بالمنزل – بناء مخالف في الحديقة أو ما شابه – لأنك تعرفهم فهم يفصلون تماما بين المعرفة الشخصية وهذه الأمور، وعليه فقد يشرب معك الشاي من هنا ويذهب للشكوى عليك بعد ذلك ولا يجد غضاضة في ذلك؛ يقول جين أوستن : ” كل شخص فينا محاط بمجموعة من الجواسيس الطوعيين ” !
المطلوب من العلاقة الجيدة مع الجيران تقديم صورة حسنة عنا وعن ديننا و أخلاقنا وعاداتنا وتقاليدنا، وليس لتحقيق مكتسبات خاطئة من هذا الجوار.
اقرأ المزيد:
متى يجب ألا نهاجر إلى بريطانيا ؟
الرابط المختصر هنا ⬇