هل جواز السفر البريطاني من بين الأغلى عالميًا؟ مقارنة مفاجئة

أعلنت الحكومة البريطانية عن زيادة مرتقبة في رسوم إصدار جواز السفر اعتبارًا من أبريل المقبل، ما أثار تساؤلات حول مدى غلاء الجواز البريطاني مقارنة بغيره من جوازات عالمية. ووفقًا للمقترح الحكومي، سترتفع تكلفة الجواز القياسي للبالغين من 88.50 باوند إلى 94.50 باوند، وهي الزيادة الثالثة في غضون عامين، بعد ارتفاع بنسبة 9٪ في عام 2023، و7٪ في أبريل الماضي.
رسوم متزايدة لجوازات السفر البريطانية

تعتمد تكلفة جواز السفر في المملكة المتحدة على نوع الوثيقة المطلوبة، إذ سيبلغ سعر الجواز القياسي للأطفال 61.50 باوند، بينما سيكلف جواز السفر المخصص للبالغين مع صفحات إضافية 100.50 باوند. أما من يختار التقديم عبر استمارة ورقية بدلًا من الإنترنت، أو يطلب خدمة مستعجلة، فسيتعين عليه دفع رسوم أعلى.
هل بريطانيا من بين الدول الأغلى؟
رغم أن الزيادة الجديدة تضع بريطانيا ضمن قائمة الدول التي تفرض رسومًا مرتفعة على إصدار جوازات السفر، إلا أن هناك دولًا أخرى تفوقها في التكلفة. في الولايات المتحدة، مثلًا، تبلغ تكلفة الجواز نحو 165 دولارًا (127 باوند)، بينما يدفع المواطن السويسري 145 فرنكًا سويسريًا، أي ما يعادل 127 باوند أيضًا.
أما بالنسبة للمتقدمين من خارج بلادهم، فقد تتضاعف التكاليف. فعلى سبيل المثال، يمكن أن تصل تكلفة جواز السفر البوسني عند التقديم عبر السفارات إلى 165 يورو (138 باوند)، مقارنة بـ 25 يورو (21 باوند) فقط عند التقديم داخل البوسنة. وينطبق الأمر ذاته على البريطانيين الذين يتقدمون بطلبات إصدار جواز سفر أثناء تواجدهم خارج البلاد.
الجواز السوري: الأعلى تكلفة رغم ضعف تصنيفه

يُعد جواز السفر السوري من بين الأغلى عالميًا، حيث يمكن أن تصل تكلفته إلى 1,000 يورو (837 باوند) لمدة لا تتجاوز عامين، وذلك للمتقدمين في المنفى داخل الدول الأوروبية. في المقابل، يبلغ سعر الجواز داخل سوريا 20 دولارًا (16 باوند).
ويعود هذا التفاوت في الأسعار إلى تغييرات فرضتها الحكومة السورية منذ عام 2015، حيث سُمح للمواطنين داخل البلاد وخارجها بالتقديم دون الخضوع للتدقيق الأمني المعتاد. ورغم أن هذا القرار سهّل حصول اللاجئين على وثائق سفر، إلا أنه أصبح أيضًا مصدرًا هامًا للعملة الصعبة للحكومة، إذ ارتفعت الإيرادات القنصلية من 0.4٪ من إجمالي الدخل الحكومي في عام 2010 إلى 5.4٪ في عام 2023. كما أدى ذلك إلى ازدهار سوق سوداء تتيح الحصول على جوازات مزورة أو “معاد استخدامها” بأسعار مرتفعة.
كما يُصنف الجواز الأسترالي من بين الأعلى تكلفة، حيث تبلغ رسوم الجواز العادي لمدة عشر سنوات 412 دولارًا أستراليًا (200 باوند)، في حين تصل تكلفة الخدمة العاجلة إلى 300 دولار أسترالي (147 باوند). وقد أثارت هذه الزيادات انتقادات واسعة، حيث وصفها البعض بأنها “ضريبة غير مباشرة”، لكن الحكومة الأسترالية بررت ذلك بكون الجواز “يحظى بتقدير دولي كوثيقة سفر عالية الجودة”.
أما في تركيا، فتبلغ تكلفة الجواز العادي 12,409 ليرة تركية، أي ما يعادل 253 باوند، مع صلاحية تصل إلى عشر سنوات أو خمس سنوات للأطفال. في المقابل، تبدأ أسعار الجوازات في المكسيك من 46 دولارًا (35 باوند) لصلاحية عام واحد، وترتفع إلى 201 دولار (155 باوند) لعشر سنوات.
هل تكلفة الجواز تعكس قيمته الحقيقية؟
لا تقتصر أهمية جواز السفر على تكلفته، بل تمتد إلى مدى قوة الوثيقة في منح حاملها حرية التنقل دون الحاجة إلى تأشيرات مسبقة. فمثلًا، يحتل الجواز الإماراتي، الذي لا تتجاوز تكلفته 10.55 باوند، صدارة تصنيف مؤشر جوازات السفر كأقوى وثيقة سفر عالميًا. إذ يسمح لحامله بدخول 133 دولة دون تأشيرة، بينما تتطلب 46 دولة تأشيرة عند الوصول، و19 دولة فقط تفرض التأشيرة المسبقة.
ويحتل الجواز البريطاني المرتبة الثامنة عالميًا، إلى جانب الولايات المتحدة وقبرص، حيث يتيح دخول 125 دولة دون تأشيرة، فيما تتطلب 45 دولة تأشيرة عند الوصول، و28 دولة تأشيرة مسبقة، ما يجعله أقل قيمة مقارنة ببعض الجوازات الأعلى تصنيفًا.
المصدر: التلغراف
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇