هل تورط حزب العمال في معركة إعلامية ضد “بال أكشن”؟
كشفت مجلة برايفت آي البريطانية أن مديرة شركة العلاقات العامة (CMS Strategic)، جورجيا بيكرينغ، قد تكون ادّعت دورًا في نشر تقرير بصحيفة ذي تايمز يشير إلى أن إيران تموّل حركة “بال أكشن” (Palestine Action)، وهي الحركة التي حُظر نشاطها لاحقًا بقرار من حكومة حزب العمال.
بيكرينغ، التي تشغل في الوقت ذاته منصب عضو مجلس محلي عن حزب العمال، نفت الاتهامات بشدة، وكذلك شركتها، في حين أثار التقرير تساؤلات عن تضارب محتمل بين دورها الحزبي ومصالح شركتها التي تمثل “إلبيت”، أكبر شركة أسلحة في إسرائيل وأحد الأهداف الكبرى لحركة “بال أكشن” .
تقرير “ذا تايمز” وسياق الحظر الحكومي

نشرت صحيفة ذي تايمز في الـ23 من حزيران/يونيو 2025 تقريرًا يفيد بأن وزارة الداخلية تحقق في احتمال تمويل إيراني للحركة “عبر وسطاء”، وجاء ذلك في اليوم نفسه الذي أعلنت فيه وزيرة الداخلية آنذاك إيفيت كوبر نيتها حظر ” بال أكشن”.
بعد أيام قليلة، أعلنت الحكومة رسميًّا تصنيف الحركة منظمة إرهابية، مبررة القرار بحادث اقتحام ناشطين من الحركة قاعدة لسلاح الجو الملكي البريطاني، حيث رشّوا طلاءً أحمر يرمز إلى الدم على طائرتين للنقل العسكري. وفي العام السابق، كانت الحركة قد استهدفت مكتب (CMS Strategic) نفسه برشه بالطلاء الأحمر في احتجاج رمزي على تعاون الشركة مع «إلبيت».

وزارة الداخلية رفضت آنذاك التعليق على مزاعم التمويل الإيراني، في حين وصفت “بال أكشن” التقرير بأنه “ادعاء عبثي لا أساس له”.
تضارب مصالح محتمل

تتولى بيكرينغ إدارة (CMS Strategic) منذ سنوات، وهي أيضًا عضو منتخب في مجلس بركنل فورست منذ أيار/مايو 2023، وتشغل حاليًّا رئاسة لجنة المراجعة والتدقيق في المجلس، إلى جانب كونها “منسقة شؤون المجتمع العسكري” (Armed Forces Community Champion) منذ حزيران/يونيو 2023. كما تشارك في رئاسة شبكة سياسات الدفاع والطيران في منظمة (Labour in Communications) التابعة لحزب العمال.
رئيسة المجلس المحلي سوزان هاليويل قالت لموقع ميدل إيست آي: إن معظم أعضاء المجلس لديهم وظائف أخرى، وإن “أي أنشطة مهنية يمارسونها بصفة خاصة تبقى منفصلة عن مهماتهم العامة”.
نفي رسمي من الحزب والشركة
نفى حزب العمال وجود أي علاقة بين بيكرينغ وتقرير ذي تايمز، مؤكّدًا أن “أي ادعاء بأنها شاركت في إعداد أو مناقشة التقرير غير صحيح إطلاقًا، وجميع الإفصاحات قُدّمت للمجلس وفق القواعد المعمول بها”.
من جانبها أكدت شركة (CMS 𝖲𝗍𝗋𝖺𝗍𝖾𝗀𝗂𝖼) أن ما ورد في برايفت آي “عارٍ عن الصحة”.
الشركة تقدّم نفسها على موقعها بأنها تملك “علاقات ممتازة مع وسائل الإعلام الدفاعية ووزارة الدفاع البريطانية والقوات المسلحة”، وتقول إنها تساعد زبائنها على “ضمان تغطية إعلامية في أبرز المنافذ مثل (The Sunday Times) و(The Financial Times)”.
تحركات موازية واستهداف متبادل

تزامن الجدل مع تصاعد المواجهة بين “بال أكشن” وشركات كبرى متعاونة مع الصناعات العسكرية الإسرائيلية، من بينها إلبيت وشركة التأمين (Allianz UK) -أكبر شركة تأمين في العالم- التي تتهمها الحركة بارتباطات مالية مع «إلبيت».
وفي الثالث من حزيران/يونيو الماضي، التقى وزير في وزارة الداخلية بممثلين عن (Allianz)، قبل أسابيع من صدور قرار الحظر.
في الوقت نفسه، أعلنت مجموعة “سجناء من أجل فلسطين” أن ثلاثة من ناشطي الحركة المُضربين عن الطعام في السجون البريطانية يحتجون على “انتهاكات منهجية” بحقهم منذ تصنيف الحركة منظمة إرهابية، إذ يواجهون قيودًا على الزيارات والمكالمات والمراسلات.
شبكة مصالح معقدة
تشير منصة العرب في بريطانيا (AUK) إلى أن تداخل السياسة والإعلام في هذه القضية يكشف عن شبكة معقدة تربط بين مصالح شركات العلاقات العامة، وصناعة الأسلحة، والأحزاب السياسية في بريطانيا.
وترى المنصة أن الجدل بشأن دور (CMS Strategic) وعلاقتها بحزب العمال يسلّط الضوء على هشاشة الفصل بين المصالح التجارية والسياسية في ملف حساس كالعلاقات البريطانية الإسرائيلية، ولا سيما في ظل تصاعد الغضب الشعبي من سياسات القمع ضد النشاط المؤيد لفلسطين.
المصدر: ميدل إيست آي
اقرأ أيضا
الرابط المختصر هنا ⬇
