هل تساهم عمليات الإسقاط الجوي في حل كارثة التجويع في غزة؟
تُعد عمليات الإسقاط الجوي للمساعدات الغذائية في قطاع غزة محطًا للجدل الدولي، خاصة في ظل الإبادة الجماعية التي يعاني منها سكان القطاع. وفي الوقت الذي تسعى فيه الأمم المتحدة والدول المختلفة إلى تقديم المساعدة للملايين من السكان، تشير بعض التقارير إلى أن هذه العمليات قد تُفاقم المشكلة بدلاً من حلها. فما هي حقيقة هذه العمليات، وهل تساهم في تخفيف معاناة الفلسطينيين في غزة أم أن هناك سلبيات قد تضر أكثر مما تنفع؟
الأمم المتحدة تُدين عمليات الإسقاط الجوي
في خطوة لافتة، أدانت الأمم المتحدة عمليات الإسقاط الجوي التي جرت في غزة، محذرة من أن هذه العمليات قد تساهم في استشهاد الفلسطينيين المجوعين بدلاً من مساعدتهم. وجاء هذا التحذير بعد أن قامت كل من الأردن والإمارات العربية المتحدة بإسقاط مساعدات غذائية بالمظلات إلى غزة لأول مرة منذ عدة أشهر. هذا بينما تفيد التقارير بأن ثلث سكان القطاع لم يتناولوا الطعام لعدة أيام.
في هذا السياق، صرح فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، بأن الإسقاطات الجوية “لن تفيد القطاع” بل قد تكون ضارة في كثير من الأحيان. وأضاف أنها “عمليات باهظة الثمن، غير فعالة، وقد تقتل المدنيين المجوعين.”
ما هي عمليات الإسقاط الجوي؟ ولماذا تُعد خطيرة؟
تُعتبر عمليات الإسقاط الجوي وسيلة لتوصيل المساعدات إلى المناطق المنكوبة، خاصة في حالات النزاعات أو الكوارث الطبيعية حيث يصعب الوصول إليها عبر الطرق التقليدية. ورغم أن إسقاط الطرود من الطائرات قد يبدو حلاً سريعًا، إلا أن هذه العمليات تُعد “مليئة بالمشاكل”، وفقًا للمراسلة سالي لوكوود من قناة سكاي في الأردن، التي أكدت أن هذه العمليات غالبًا ما تُستخدم كـ”خيار أخير يائس”.
وتضيف لوكوود أن “الدول الأجنبية تدرك تمامًا أن الإسقاط الجوي وسيلة غير فعالة لإيصال المساعدات”، وأن المساعدات التي تم إسقاطها حتى الآن لا تصل إلى الأكثر حاجة. كما أن هذا النوع من المساعدات لا يُلبّي احتياجات القطاع بشكل كامل، حيث تتطلب غزة ما يقارب 500 شاحنة من المساعدات يوميًا، بينما لا توفر الطائرات سوى 0.2٪ من هذه الكمية.
ويحذر المحلل العسكري شون بيل من أن الطائرات التي تحلق على ارتفاع منخفض وسرعة بطيئة فوق مناطق الحرب تشكل خطرًا كبيرًا على المدنيين. كما أن هذه العمليات قد تعرض المساعدات للتخريب أو السرقة من قبل عصابات وتجار السوق السوداء.
الإبادة الجماعية في غزة
منذ بداية شهر مارس، قطعت إسرائيل جميع الإمدادات عن قطاع غزة، وتُعتبر إسرائيل الجهة المسيطرة على المعابر الثلاثة الوحيدة المؤدية إلى غزة: كرم أبو سالم في الجنوب، معبر 147 في الوسط، ومعبر إيرز شمالًا.
وعلى الرغم من محاولات الأمم المتحدة إرسال مساعدات إلى غزة، إلا أن الوضع الإنساني تفاقم بشكل كبير في الآونة الأخيرة، حيث أفادت وزارة الصحة التابعة لحماس بأن 133 فلسطينيًا قد استشهدوا نتيجة لسوء التغذية، من بينهم 87 طفلًا. في الوقت ذاته، أعلنت منظمة أطباء بلا حدود أن 25% من الأطفال الصغار والنساء الحوامل في غزة يعانون من سوء التغذية.
الجهود الدولية: من المسؤول عن الإسقاطات الجوية؟
في إطار محاولة إيصال المساعدات إلى غزة، يتم تنفيذ عمليات الإسقاط الجوي بواسطة طائرات C-130. الأردن يستخدم 10 طائرات، بينما تستخدم الإمارات 8 طائرات، وتقوم كل طائرة بحمل ثماني منصات من البضائع تزن نحو 8 أطنان إجمالًا. وبحسب تقارير سالي لوكوود، لا تحتوي الطرود على مستلزمات طبية، بل تشمل مواد غذائية مجففة مثل الأرز والطحين وحليب الأطفال.
وفي الوقت الذي أبدت فيه المملكة المتحدة استعدادها للمشاركة في عمليات الإسقاط، لم تُشاهد أي طائرات بريطانية في الأردن حتى الآن. من جانبه، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن استعداد الولايات المتحدة للمساعدة في تقديم المساعدات، مشيرًا إلى أن بلاده ستُساعد في إنشاء مراكز غذائية وتوفير الأموال اللازمة.
وفي هذا السياق ذكرت منصة العرب في بريطانيا AUK، إن عمليات الإسقاط الجوي هي خطوة غير كافية لحل أزمة التجويع في غزة. بينما تُعد هذه العمليات وسيلة لمد يد العون بشكل سريع في لحظات الأزمة، فإن المنصة ترى أن هذه الحلول غير فعّالة في المدى الطويل. حيث يجب أن تُركز الجهود على إيصال المساعدات عبر طرق أكثر أمانًا وكفاءة، إضافة إلى العمل على فتح المعابر بطرق آمنة ومنظمة لضمان وصول المساعدات إلى قطاع في غزة.
المصدر: سكاي نيوز
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
17°C 
