العرب في بريطانيا | هل بريطانيا كئيبة؟!

1446 جمادى الأولى 6 | 08 نوفمبر 2024

هل بريطانيا كئيبة؟!

هل بريطانيا كئيبة؟! - مقال بقلم عدنان حميدان
عدنان حميدان June 24, 2023

بلاد كئيبة وأمطارها دائمة وبيروقراطيتها زائدة، وطوابير مستشفياتها طويلة …إلخ من قائمة أعذار، يبرر بها كثيرون إخفاقهم في الاندماج بالمجتمع والتعرف على معالم تلك الجزر البريطانية ذات الأقاليم الأربعة، التي تأسِرك مناظر جبالها في اسكتلندا وبحيراتها في ويلز وغاباتها في إنجلترا وسهولها في إيرلندا الشمالية، وهي في الوقت ذاته متداخلة بكل ذلك الحُسْن والجمال؛ فلا تكاد تسمع بهواية أو رياضة إلا ولها نادٍ ومؤسسات، فضلًا عن حاضنات المشاريع والأعمال، وتمويل برامج العناية باللاجئين والأقليات، وحدائق مفتوحة وأخرى مغطاة بالزجاج، ومدارس حكومية مجانية بمرافق وبرامج تعليمية تفوق أفضل المدارس الخاصة في دول أخرى.

وأما نظامها الصحي فرغم عيوبه وروتينه القاتل فإنك ترى له وجهًا آخر إن كانت الحالة خَطِرة والمرض صعبًا، وهناك تجد العناية على أصولها والتقدم الطبي بأزهى صوره.

وهي -رغم الكساد ومشكلات الاقتصاد- عامرة بالوظائف وفرص العمل والاستثمار، ومن رأى غير ذلك فهو استثناء.

تسأل ذلك الحزين فتجده لا يتحرك في هذا البلد القوي في بِنيته التحتية، المزدحم بمرافقه السياحية، المكتظ بفعالياته وأنشطته الترفيهية إلا ما ندر، ولا يعرف من معالمه شيئًا يُذكَر، فكيف له أن يغادر كآبته؟!

بريطانيا بمنظور مظلم

هل بريطانيا كئيبة؟!
هل لنا أن نرى الجمال ما وراء السحب والأمطار؟ (أنسبلاش)

علمتني الحياة أن صاحب العزيمة والهمة يصنع من الليمون الحامض شرابًا حلو المذاق، فكيف إذا كان بمصنع الحلوى نفسه، ولكنه لا يرى إلا مخلّفاته ولا يعيش إلا مع معامل إنتاجه دون أن يتمتع بمذاق الحلوى اللذيذ ولا يُمتِّع ناظرَيه بشكلها النهائي؟!

وهذا لا يعني خروجًا عن قِيَمه ومبادئه، بل هو إتقان فن الحياة بما يُرضي الله -سبحانه وتعالى- وينسجم مع القِيَم والمبادئ، والاستمتاع في الوقت ذاته بما يحيط بنا من جمال ونعم مختلفة.

هذا لا يعني بحال صكّ براءة لبريطانيا من مسؤوليتها التاريخية عن ضياع فلسطين ولا عن استعمار معظم دول العالم، ولكنه حديث واقع مع أهلي من العرب في بريطانيا المقيمين بها أو الراغبين بزيارتها، الذين لا أسمع من بعضهم إلا حديث الشكوى والتذمُّر والاستياء، معتمدًا على ماضٍ طبقي كان يعيشه هو وأقلية من الناس في بلده من خدمات ورفاهية غير متوفرة إلا لخاصّة الناس، ويستمر بمقارنة ذلك بواقع الخدمات المقدمة لعامّة الناس في بريطانيا، فضلًا عن استغلال شفافية الإعلام والأجهزة الأمنية في الإعلان بوضوح عن المشكلات والجرائم التي تحدث، ويقارن ذلك جزافًا بدول يكذب مسؤولوها حتى في الهواء الذي يتنفّسونه!

بريطانيا مظلمة على من يضع نظارة سوداء على عينَيه، وموحشة على من يرى الجانب الفارغ من الكوب فقط، دعُوا عنكم السلبية ولا تستسلموا، وانزعوا عن أعينكم النظارات السوداء، وتفاعلوا مع المجتمع واندمجوا به دون ذوبان، وتذكّروا قول القائل:

لَعَمْرُكَ مَا ضَاقَتْ بِلادٌ بأهلِها
ولكِنَّ أخْلاقَ الرِّجالِ تَضِيقُ.

 

بقلم عدنان حميدان


اقرأ أيضًا:

اسمي كاتيا والله يشفي مرضى المسلمين!
امنعوا الحديث بغير اللغة العربية في بيوتكم
احتفالية سنوية العرب في بريطانيا 2023 الجمعة بحضور 250 شخصية

اترك تعليقا

لن يتم نشر بريدك الإلكتروني.

loader-image
london
London, GB
10:45 am, Nov 8, 2024
temperature icon 9°C
overcast clouds
Humidity 86 %
Pressure 1025 mb
Wind 7 mph
Wind Gust Wind Gust: 0 mph
Clouds Clouds: 100%
Visibility Visibility: 7 km
Sunrise Sunrise: 7:06 am
Sunset Sunset: 4:21 pm