هل باتت عودة بريطانيا إلى أوروبا أقرب في ظل حكومة ستارمر؟
منح البريطانيون حزب العمال غالبية مطلقة بـ412 مقعدًا في الانتخابات العامة التي جرت يوم الخميس الماضي، وطوت بريطانيا صفحة حزب المحافظين بعد 14 سنة من السلطة تخللتها لحظات تاريخية بارزة، أهمها الانسحاب من الاتحاد الأوروبي أو بريكست.
ورغم الثمن الباهظ الذي دفعته بريطانيا من مكانتها السياسية والاقتصادية بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي، فإن زعيم حزب العمال كير ستارمر تعهد بألّا تنضم بريطانيا مجددًا في عهده إلى الاتحاد.
هل تعود بريطانيا إلى أحضان الاتحاد الأوروبي؟
ولكن وزير الخارجية ديفيد لامي انتهز الفرصة في جولته الخارجية الأولى؛ لاستعادة دفء العلاقات مع الدول الأوروبية، والتعاون معها مستقبلًا على حل المشكلات المشتركة.
وبعد لقائه نظيرته الألمانية أنالينا بيربوك، انتقل لامي إلى المناطق الريفية البولندية للقاء وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي. وبعد بضع ساعات من المحادثات، اتجه شمالًا إلى السويد التي انضمت حديثًا لحلف شمال الأطلسي أو الناتو.
وكانت أوكرانيا الموضوع الأبرز في المحادثات، إذ تعهد لامي بأن تستمر بريطانيا في التعاون مع ألمانيا والسويد وبولندا لتقديم الدعم العسكري لأوكرانيا. ويأتي ذلك بالتزامن مع لقاء وزير الدفاع البريطاني الجديد جون هيلي بزيلينسكي ووزير الدفاع الأوكراني، الذي أكد فيه التزام حكومة السير كير ستارمر بمساعدة أوكرانيا عسكريًّا.
وفي الاجتماع تعهد هيلي بأن تزوّد بريطانيا أوكرانيا خلال المئة يوم القادمة بحزمة مساعدات جديدة، تتضمن نحو مئة صاروخ (Brimstone)، وقطعَ مدفعية، وذخيرة ومركبات لإزالة الألغام.
ولم تكن فرنسا ضمن جدول زيارات لامي؛ لكونها منشغلة في الجولة الثانية من الانتخابات البرلمانية، التي تشير استطلاعات الرأي فيها إلى فوز اليسار بما يتراوح بين 180 إلى 215 مقعدًا في البرلمان.
وقال لامي: إن بريطانيا تريد إعادة تمتين علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي، في إشارة إلى تعهد حزب العمال الذي لا يزال غامضًا إلى حد ما بإبرام اتفاق أمني جديد مع الاتحاد الأوروبي.
يُشار إلى أن رئيس الوزراء السير كير ستارمر قال: إن حزب العمال يمكن أن يُنشئ علاقات تجارية أفضل مع الاتحاد الأوروبي في بعض الصناعات، وإن حكومته تريد إبرام صفقة أفضل من الصفقة الفاشلة التي أُبرمت في عهد بوريس جونسون في مجال البحث والتطوير والأمن.
وقد أعرب لامي أيضًا عن مخاوفه من رؤية الطائرات الإيرانية المُسيّرة في سماء أوكرانيا، ومن استخدام قذائف كوريا الشمالية على الأراضي الأوروبية، ومن شراكة روسيا مع إيران وكوريا الشمالية التي وصفها بـ”الدول الاستبدادية”!
وأكد لامي أهمية التوصل إلى “نهج أكثر توازنًا” تجاه العدوان الإسرائيلي على غزة، وبحسَب “بي بي سي” فإنه كان يشير إلى استئناف المحادثات؛ لإنهاء الحرب وإحياء عملية السلام التي قد تكون محور لقاءاته الدبلوماسية في الأشهر المقبلة.
المصدر: بي بي سي
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇