كيف غطت الصحافة البريطانية الفوز التاريخيّ للهلال السعودي على مانشستر سيتي

في مفاجأة كروية هزّت الأوساط الرياضية، انتزع نادي الهلال السعودي فوزًا تاريخيًّا على مانشستر سيتي، بطل أوروبا، في مواجهة ودية أثارت اهتمام الصحافة البريطانية والعالمية على حدّ سواء. وبينما أشادت بعض الصحف بأداء الهلال ووصفته بـ”المنظم والمبهر”، تساءلت أخرى عن جاهزية السيتي مع انطلاق الموسم الجديد. فكيف تناول الإعلام البريطاني هذه الهزيمة النادرة لأحد أقوى أندية العالم؟
التلغراف
في تقريرها حول هزيمة مانشستر سيتي أمام نادي الهلال السعودي، اعتبرت صحيفة التلغراف أن البطولة قد شهدت “يومها المليء بالصدمات”، في إشارة إلى الخروج المدوي لبطل أوروبا على يد الفريق الآسيوي، واصفة الخسارة بأنها “من النوع الذي سيمنح بيب جوارديولا سببا كبيرا للقلق”.
وركزت الصحيفة على هشاشة دفاع مانشستر سيتي خلال المباراة، مشيرة إلى أن الفريق، الذي اعتاد السيطرة، تعرض لهجمات مضادة متكررة كشفت عن ضعف كبير في المنظومة الدفاعية. ووصفت هدف الفوز الذي أحرزه البرازيلي ماركوس ليوناردو في الوقت الإضافي بأنه “مجرد مثال آخر” على سوء التنظيم الدفاعي للفريق الإنجليزي.
ورغم أن الصحيفة لم تقلل من قيمة الهلال، إلا أنها أبرزت الزاوية التي تُظهر مدى صدمة السيتي من الهزيمة، خاصة أن الفريق ضحى بعطلته الصيفية من أجل المشاركة في البطولة. وذكرت أن هذه الخسارة المبكرة في ربع النهائي، أمام نادٍ آسيوي، ستثير قلق الجهاز الفني، خاصة أن فريقًا أوروبيًّا آخر، إنتر ميلان، قد خسر في نفس اليوم.
ونقلت الصحيفة تصريحًا لبيب جوارديولا عبّر فيه عن خيبة أمله، لكنه حاول التخفيف من وقع الخسارة بالإشادة بأداء لاعبيه وحارس الهلال المغربي ياسين بونو، الذي وصفه بـ”الاستثنائي”، مشيرًا إلى أن الفريق سيأخذ قسطًا من الراحة استعدادًا للموسم المقبل.
سكاي سبورتس
اختارت سكاي سبورتس عنوانًا ومقدّمة صادمة، تركز على أن مانشستر سيتي “خرج من كأس العالم للأندية” بعد مباراة “مجنونة” و”مفاجئة”، لشد انتباه المتابع البريطاني إلى أن ما حدث يُعد غير معتاد وربما مُحرِجًا للنادي.
ورغم فوز الهلال، لا تسلط سكاي سبورتس الضوء على قوة الفريق السعودي، أو تنظيمه التكتيكي، أو مهارة لاعبيه، بل تكتفي بالإشارة إلى أن الفريق “فاجأ” السيتي. هذا النهج يعكس نظرة مألوفة في تغطيات بعض وسائل الإعلام الغربية للمنافسين غير الأوروبيين، حيث لم يفرد الموقع مساحة لتحليل كيف استطاع الهلال العودة في المباراة، ولا كيف تفوّق في المواجهات الفردية أو التكتيكية. وكان جلّ التركيز منصب على أخطاء السيتي وليس على نجاحات الهلال.
ميرور
تُظهر تغطية صحيفة ميرور جانبًا مختلفًا عن سكاي سبورتس، حيث ركزت بشكل لافت على الجدل التحكيمي حول هدف مانشستر سيتي أكثر من مجريات المباراة أو تألق الهلال.
تبدأ الميرور تغطيتها من لحظة الجدل التحكيمي، وليس من نتيجة المباراة أو مفاجأة الهلال، وهو اختيار تحريري مقصود يهدف إلى تحويل دفة الحديث من الإنجاز السعودي إلى التحكيم وتقنية VAR.
المصطلحات المستخدمة مثل “خرق بروتوكول VAR” و”رد فعل غاضب” تثير الشكوك حول شرعية هدف سيتي، لكنها في نفس الوقت تعطي انطباعًا بأن الهلال كان في موقف المتهم أو الغاضب لا المنتصر.
وأبرزت الصحيفة احتجاجات لاعبي الهلال وجماهيره عقب الهدف الأول، دون أن تمنح أي وزن تحريري للتنظيم الدفاعي أو القدرات التكتيكية التي أعادت الفريق للمباراة لاحقًا.
بهذا، تُحوّل الميرور الهلال من فريق قاتل باحترافية وفاز بجدارة، إلى مجموعة محتجة استاءت من قرار تحكيمي ثم فازت لاحقًا.
الناشيونال
تغطية صحيفة الناشيونال لفوز الهلال على مانشستر سيتي تختلف جذريًا عن تغطية وسائل إعلام بريطانية أخرى مثل الميرور وسكاي سبورتس. يمكن وصفها بأنها تغطية أكثر توازنًا وإنصافًا، وربما الأقرب إلى الواقع، حيث تسلط الضوء على الأداء الجماعي للهلال دون الوقوع في فخ الانحياز المعتاد للفرق الأوروبية.
تبدأ التغطية بإبراز فوز الهلال كـ”فوز مثير” على “العملاق الإنجليزي”، وتصف النتيجة بأنها أهلته لربع النهائي.
لا يُنسب الفوز إلى الحظ أو الظروف بل إلى الجهد والتكتيك والقدرة على الصمود، وهي نبرة موضوعية تحترم ما قدمه الهلال على أرضية الملعب.
وتشير التغطية إلى مجريات المباراة من منظور الطرفين، فتذكر تقدم السيتي المبكر، ورد الهلال السريع، ثم مسار الوقت الإضافي. كما يبرز التقرير شخصية المدرب الجديد سيموني إنزاغي ودوره في التنظيم والتكتيك، ويقدّم اقتباسات منه تعكس احترامًا للفريق المنافس مع تأكيد على استحقاق الهلال للفوز.
التشبيه الذي استخدمه إنزاغي: “تسلقنا جبل إيفرست دون أكسجين” يحمل قيمة رمزية عالية، تنقل حجم التحدي والانتصار.
الغارديان
تُظهر تغطية صحيفة الغارديان لهزيمة مانشستر سيتي أمام الهلال السعودي انحيازًا واضحًا للرواية الإنجليزية، إذ ركزت بشكل شبه كامل على تصريحات بيب جوارديولا وتفاصيل إصابات لاعبي السيتي، متجاهلة تمامًا الأداء اللافت للهلال أو السياق الفني لتفوقه في المباراة.
وبدلًا من تحليل تكتيكات الهلال أو إبراز دوره كفريق منظم ومحترف، اكتفت الصحيفة بذكر اسمه عند تسجيل الأهداف، دون أي إشادة بمستوى لاعبيه أو مدربه. كما تم تبرير الهزيمة بعوامل ظرفية مثل غياب القسوة التهديفية وإرهاق اللاعبين، في تجاهل تام لحقيقة أن الهلال انتصر بجهد جماعي وتخطيط دقيق. هذا النمط من التغطية يعكس عقلية “الانعزال الكروي” لدى بعض وسائل الإعلام البريطانية، حيث يُرى في الفرق غير الأوروبية مجرد مفاجآت مؤقتة لا منافسين حقيقيين، وهو ما يؤكد الحاجة إلى تغطيات رياضية أكثر عدالة واعترافًا بالواقع الجديد لكرة القدم العالمية.
رأي منصة العرب في بريطانيا (AUK)
ترى منصة العرب في بريطانيا (AUK) أن معظم التغطيات البريطانية لهزيمة مانشستر سيتي أمام الهلال عكست انحيازًا واضحًا للجانب الأوروبي، حيث ركزت سكاي سبورتس والميرور والغارديان على إخفاق السيتي أو الجدل التحكيمي، مع تجاهل شبه تام لأداء الهلال وتنظيمه المحكم. في المقابل، كانت The Nationa الوحيدة التي قدّمت تغطية متزنة ومنصفة أبرزت استحقاق الهلال للفوز. وتؤكد المنصة أن هذا التفاوت يعكس حاجة الإعلام البريطاني إلى رؤية أكثر موضوعية واعترافًا بصعود الكرة العربية على الساحة العالمية.
اقرأ أيضًا:
- فريق الهلال السعودي في عداوة عجيبة مع نادٍ ويلزي صغير!
- محمد صلاح يجدد عقده مع نادي ليفربول حتى يونيو 2027
- السعودية تتطلع لشراء نجميّ ليفربول محمد صلاح وأليسون بيكر
الرابط المختصر هنا ⬇