هجوم من اليمين المتطرف على قناة الإسلام في بريطانيا

في تصعيد جديد للهجمات الإعلامية التي تستهدف المسلمين في بريطانيا، شنّت وسائل إعلام محسوبة على اليمين المتطرف حملة ممنهجة ضد “قناة الإسلام”، إحدى أكثر القنوات الإسلامية مشاهدة في البلاد، عبر مزاعم تشير إلى خضوع القناة لتحقيق من قبل هيئة تنظيم الإعلام البريطاني (Ofcom).
بدأت الحملة بتقرير نشرته صحيفة التلغراف في 15 آذار/ مارس 2025 بعنوان: “قناة تلفزيونية إسلامية يشاهدها الملايين تواجه تحقيقًا من أوفكوم”، حيث أوحى العنوان بوجود إجراءات رسمية ضد القناة. لكن بيانًا صادرًا عن “قناة الإسلام” نفى ذلك تمامًا، مؤكدًا أنها لم تتلقَّ أي إشعار رسمي من الهيئة، وأن أوفكوم لم تدرج اسم القناة ضمن تحقيقاتها الدورية، ما يدحض صحة الادعاءات.
تضخيم إعلامي دون تحقق مهني
واعتمد التقرير على مزاعم قدمها شخص غير معروف، ذكر أنه تقدم بشكوى فردية إلى هيئة تنظيم الإعلام البريطاني (Ofcom). وبالنظر إلى أن الهيئة تتلقى عشرات الآلاف من الشكاوى سنويًا (69 ألف شكوى في عام 2024)، فإن هذه الادعاءات لا تشكّل حدثًا ذا شأن، ولم تفضِ إلى أي تحقيق رسمي حتى لحظة النشر.
في اليوم التالي، تبنّت صحيفة ديلي ميل المزاعم نفسها بعنوان: “قناة الإسلام تواجه تحقيقًا من أوفكوم بشأن التحريض على التطرف”. ووفق مصادر داخل قناة الإسلام، تواصلت الصحيفة مع الإدارة لطلب تعليق، لكنها نشرت الخبر بعد أقل من ساعتين دون انتظار رد رسمي.
كما انضمت قناة GB News إلى الحملة، وأضاف مقدمها كاري ماركس تصريحات مسيئة قال فيها: “هم يدعمون الإرهاب، لا يحبون اليهود والمسيحيين”. تصريحات اعتبرها متابعون قانونيون تندرج ضمن خطاب الكراهية، وقد تؤدي إلى ملاحقات قانونية بتهمة التحريض والتشهير.
ازدواجية في المعايير الإعلامية

تطرح هذه الحملة تساؤلات حول النزاهة الصحفية في بعض وسائل الإعلام البريطانية. ففي 17 آذار/ مارس، نشرت التلغراف تقريرًا عن فتح تحقيق رسمي من قبل أوفكوم بحق قناة (GB News) بعد تلقي أكثر من 1200 شكوى حول إحدى حلقاتها، حسبما زعمت.
إلا أن التغطية هذه المرة قدّمت القناة كـ”ضحية لحملات اليسار المتطرف”، متجاهلة مضمون الشكاوى أو جديتها، ما يعكس تباينًا في المعايير بين تغطية المؤسسات الإسلامية ونظيراتها اليمينية.
تصاعد خطاب الكراهية والتحريض العلني
نتج عن هذه التغطية المضللة سيل من التعليقات العنصرية على منصات التواصل التابعة لتلك الصحف، حملت دعوات للعنف والترحيل الجماعي بحق المسلمين. من أبرز ما نُشر:
- “لا يوجد إسلام دون جهاد”.
- “نحتاج زعيمًا مثل يوغي في الهند ليهدم منازلهم”.
- “يجب إعادة كل من دخل البلاد بعد عام 1970 إلى موطنه الأصلي”.
هذه التعليقات، التي لم تخضع لأي رقابة أو حذف، تعكس بيئة إعلامية تحرّض على الكراهية، وقد تسهم في إشعال عنف فعلي ضد المسلمين، في وقت تشير فيه الإحصائيات إلى تصاعد غير مسبوق في جرائم الكراهية ضد المسلمين في بريطانيا.
تحرك قانوني لحماية السمعة والمؤسسات
من جانبها، أكدت “قناة الإسلام” شروعها في اتخاذ إجراءات قانونية ،بالتعاون مع مستشارين قانونيين متخصصين، ضد الجهات والأفراد المتورطين في نشر الادعاءات الكاذبة. ك
ما رفعت القناة تقارير رسمية إلى الجهات المختصة بشأن التصريحات التحريضية، وأكدت تمسكها بالمهنية الإعلامية والحياد وتمثيل الجالية المسلمة بصورة إيجابية.
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇