هجوم سيبراني يؤخر قوائم انتظار هيئة الصحة الوطنية NHS ستة أشهر
اضطر عدد من المستشفيات التابعة لهيئة الخدمات الصحية (NHS) في لندن إلى إلغاء العمليات الجراحية لمرضى السرطان، وتعليق اختبارات الدم لآلاف المرضى؛ بسبب هجوم سيبراني شنّه قراصنة روس في أوائل شهر يونيو الجاري.
وقد كشفت هيئة الخدمات الصحية يوم الجمعة الماضي أن القراصنة الروس نشروا بعد الهجوم بيانات طبية حساسة لمرضى بريطانيين على موقع خاص بهم، على شبكة الويب المظلم وعبر قناتهم على “تلغرام”، وشمل ذلك: أسماء المرضى، وتواريخ الميلاد، وأرقام التسجيل في هيئة (NHS) وتفاصيل اختبارات الدم.
هجوم سيبراني يزيد الضغط على القطاع الصحي في بريطانيا!
من جهتها كشفت صحيفة الغارديان أن المرضى الذين حُرموا من إجراء فحص الدم بسبب الهجوم الإلكتروني، قد يضطرون إلى الانتظار مدة تصل إلى ستة أشهر حتى تُؤخَذ عيّناتهم، ما أجبر بعض المرضى على إجراء التحاليل في مراكز طبية خاصة بدلًا من البقاء على قائمة انتظار هيئة الخدمات الصحية الوطنية.
وكانت المستشفيات في جنوب شرق لندن الأكثر تضررًا من الهجوم، حيث استولى القراصنة على سجلات طبية تعود لـ300 مليون مريض، وشمل ذلك نتائج اختبارات الدم لفيروس نقص المناعة البشرية والسرطان، حسَب ما كشفت صحيفة الغارديان.
وفي أعقاب الهجوم أرسلت المستشفيات رسائل إلى المرضى؛ لتحذرهم من أنهم لا يستطيعون إجراء فحص الدم الخاص بهم. وقيل لأحد المرضى عبر رسالة: “للأسف، يبدو أن الأمر قد يستغرق ثلاثة إلى ستة أشهر قبل أن نتمكن من أخذ عيّنات الدم مرة أخرى. سيُضاف اسمك إلى قائمة الانتظار، وسيتصل بك موظفونا عندما يمكن أخذ عيّنات الدم مرة أخرى”.
“إذا لم نتصل بك خلال الأشهر الأربعة المقبلة، فلا تتردد في الاتصال بنا بشأن التفاصيل المذكورة أعلاه. نعتذر إليك عن الانتظار الذي نعتقد أنه سيكون مزعجًا ومخيبًا للآمال”.
وقال المريض الذي طلب عدم الكشف عن هُويته: “ليس لدي خيار سوى الذهاب إلى مستشفى خاص لإجراء الاختبارات وتلقي العلاج اللازم، رغم التكاليف الباهظة التي ربما أستطيع تحملها ولكن معظم الناس لا يستطيعون ذلك”!
إلغاء العمليات وتقنين اختبارات الدم
هذا واضطرت تسعة مستشفيات تابعة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية، إضافة إلى مقدمي خدمات الصحة العقلية وصحة المجتمع وخدمات الطب العام في جنوب شرق لندن، التي تخدم مليوني شخص، إلى تقنين اختبارات الدم بشدة في أعقاب الهجوم الذي شنته مجموعة “كيلين” الروسية الضالعة في جرائم إلكترونية في الـ3 من يونيو الجاري.
وقد أجبر الهجوم أيضًا مستشفى كينغز كوليدج (KCH) و”غايز” و”سانت توماس” على إلغاء 1134 عملية مخططًا لها و2194 موعدًا للمرضى خلال الأسبوعين الماضيين، وشمل ذلك 184 عملية سرطان و64 عملية زرع أعضاء.
وذكرت صحيفة الغارديان أن الحكومة البريطانية تخطط لتعيين فريق متخصص من الوكالة الوطنية لمكافحة الجريمة (NCA)؛ لاتخاذ إجراءات ضد مجموعة “كيلين” بعد نشر بعض البيانات المسروقة على الإنترنت. وبحسَب ما ورد كانت “كيلين” تطالب بفدية بقيمة 50 مليون دولار (40 مليون باوند).
وكانت الوكالة الوطنية لمكافحة الجريمة قد اتخذت في فبراير الماضي إجراءات ضد (LockBit)، وهي مجموعة أخرى من القراصنة الروس، تخترق نظام تكنولوجيا المعلومات الخاص بمؤسسة معينة، وتمنعها من استخدامه ما لم تدفع فدية مقابل استرجاعه.
المصدر: الغارديان
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇