دراسة تكشف: نقص أطباء التخدير يعرقل جهود تقليص قوائم الانتظار في NHS
حذّر خبراء من أنّ المرضى «يدفعون الثمن» بسبب نقص حاد في أطباء التخدير داخل مستشفيات المملكة المتحدة، بعدما كشف تدقيق حديث لكلية أطباء التخدير الملكية عن اتساع فجوة الكوادر إلى نحو 15%. وتؤكد النتائج أنّ هذا العجز يضغط مباشرة على الجراحات المُجدولة سلفًا، في وقت تواصل فيه قوائم الانتظار للعمليات الروتينية الارتفاع لثلاثة أشهر متتالية في إنجلترا.
أرقام تُظهر اتساع الفجوة

تقدّر كلية أطباء التخدير الملكية وجود عجز إجمالي قدره 2,147 طبيب تخدير، موزعين على 1,571 استشاريًا و576 من فئة الأخصائيين والأخصائيين المساعدين، بما يجعل القوة العاملة دون الحاجة الفعلية بنحو 15%. وأظهر استطلاع شمل 143 قائدًا سريريًا على مستوى المملكة المتحدة أن 8% أبلغوا عن تأخيرات يومية في الجراحات بسبب نقص أطباء التخدير، و36% عن تأخيرات أسبوعية، و17% عن تأخيرات شهرية، فيما أفاد 11% فقط بأنهم غير متأثرين. وتبيّن من بيانات حديثة أن قائمة الانتظار للعلاجات الروتينية بلغت عند نهاية أغسطس نحو 7.41 مليون عملية/إجراء قيد الانتظار تخص 6.26 مليون مريض. وتشير الكلية إلى تراجع في مؤشرات الرفاه لدى أطباء التخدير إلى ما دون المتوسط الوطني، ما يفاقم تحديات الاستبقاء والتوظيف. كما يلفت التدقيق إلى أنّ العجز اتّسع مقارنة بتدقيق 2020 الذي قُدّر فيه النقص عند 13%.
تأثير مباشر على الجراحات ومقترحات للحل

ترى الرئيسة الحالية لكلية أطباء التخدير، الدكتورة كلير شانون، أنّ النتائج «تظهر بوضوح» أنّ نقص أطباء التخدير يُؤخّر الجراحات المخطط لها ويزيد عبء الانتظار، مؤكدة أنّ «الجدية في خفض القوائم» تمر عبر تمويل المزيد من مواقع التدريب في التخدير. وبحسب قادة سريريين، يُعدّ تعزيز أعداد أطباء التخدير الإجراء الأهم لرفع وتيرة الجراحات المُجدولة، متقدمًا على توسيع أسرّة الأقسام أو زيادة عدد غرف العمليات. وتدعو الكلية إلى خطة قوى عاملة لعشر سنوات تضمن زيادة أماكن التدريب واستقطاب الكفاءات وتخفيف الضغط الإداري على الفرق السريرية.
ردّ الحكومة وتباين المؤشرات

أشارت وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية إلى «أعداد قياسية» من الأطباء العاملين في إنجلترا هذا العام، من ضمنهم 350 طبيب تخدير إضافي مقارنة بالعام الماضي، كما تحدّثت عن خفض إجمالي قوائم الانتظار بمقدار 206 ألف حالة، والتزام بخطة صحية لعشر سنوات لإنشاء ألف موقع تدريب تخصصي إضافي خلال ثلاث سنوات تشمل التخدير. في المقابل، يبرز التباين بين تصريح الوزارة ومؤشرات ارتفاع قوائم الانتظار الأخيرة، ما يعكس تحدّي تحويل الزيادات العددية إلى قدرة تشغيلية ملموسة تعجّل وتيرة الجراحات.
ترى «العرب في بريطانيا» أن معالجة عنق الزجاجة في غرف العمليات تبدأ من الاختصاصات الحرجة وعلى رأسها التخدير. المطلوب تمويل فوري وقابل للقياس لزيادة مواقع التدريب، وخطة احتفاظ بالكفاءات تعالج الإرهاق المهني، وربط أي ادّعاءات بتحسّن الأداء بمؤشرات شفافة على مستوى المستشفى والاختصاص. خفض قوائم الانتظار لن يتحقق بالشعارات، بل بزيادة الطاقة البشرية في المكان الصحيح، وبسياسات استبقاء عادلة تعيد التوازن بين رفاه الفريق الطبي وحق المرضى في علاجٍ في الوقت المناسب.
المصدر: إندبندنت
إقرأ أيّضا
الرابط المختصر هنا ⬇
