نقابة المعلمين تهدد الحزب الحاكم بسبب أزمة الرواتب

لوّحت نقابة التعليم الوطني في بريطانيا (NEU) باتخاذ إجراءات تصعيدية ضد نوّاب حزب العمال الحاكم، في حال لم تُلبَّ مطالب تحسين الأجور والتمويل المدرسي للعام الدراسي المقبل، في خطوة تعكس تصاعد التوتر بين النقابة والحكومة العمالية بقيادة كير ستارمر.
وخلال كلمته في المؤتمر السنوي للنقابة، وجّه الأمين العام دانيال كيبيدي انتقادات حادة لرئيس الوزراء كير ستارمر ووزيرة الخزانة رايتشل ريفز، متهمًا إياهما بـ”خيانة القاعدة المؤيدة لحزب العمال”، ودعا المعلمين إلى الاستعداد لإضرابات واسعة إذا لم تُلبَّ المطالب.
وقال كيبيدي: “تقول الحكومة إن اتخاذ نقابتنا لإجراء صناعي أمر غير مبرر. لكن ما لا يمكن تبريره هو أن تُقدِم حكومة عمالية — حكومة يفترض بها أن تكون صوت العدالة الاجتماعية — على خفض تمويل المدارس”.
2.8٪ ليست كافية

كانت وزارة التعليم قد أوصت بمنح زيادة قدرها 2.8٪ لرواتب المعلمين ضمن مراجعة هيئة رواتب المعلمين المستقلة (STRB) للعام 2025-2026. إلا أن النقابة رفضت العرض واعتبرته “هزيلًا وغير كافٍ”، خاصة في ظل استمرار أزمة التضخم وتدهور القدرة الشرائية.
وأكد كيبيدي أن أي عرض لا يتجاوز نسبة التضخم ولا يشمل تعويضًا للمدارس عن الأعباء المالية المترتبة عليه، سيُواجَه بردّ نقابي حازم. وأضاف: “إذا لم تعكس التوصيات المقبلة خطوة في اتجاه تصحيح فجوة الأجور، وإذا لم تُعالج أزمة استقطاب المعلمين واحتفاظ المدارس بهم، وإذا لم تُرفَق بتمويل كامل — فإننا مستعدون للتحرك صناعيًا”.
في لهجة سياسية غير مسبوقة، حذّر كيبيدي من أن النقابة ستطلق حملات مباشرة ضد نوّاب حزب العمال في دوائرهم الانتخابية، بالتعاون مع أولياء الأمور والناخبين في مختلف أنحاء البلاد، إذا لم يُحسَّن العرض الحكومي.
وقال: “سنجعل نوّاب حزب العمال يدفعون ثمنًا سياسيًا باهظًا إذا تخلّوا عن التزاماتهم تجاه التعليم العام والمعلمين”.
الحكومة ترد وتصف التحرك بـ”المتسرّع”

في المقابل، وصفت وزارة التعليم خطوة النقابة بأنها “سابقة لأوانها”، خاصة أن التقرير النهائي لهيئة المراجعة لم يُنشر بعد. وقالت وزيرة التعليم بريدجيت فيليبسون إن “أي تحرك نحو الإضراب من قِبل نقابات المعلمين سيكون غير مبرر في هذه المرحلة”، داعية إلى التريث وانتظار النتائج الرسمية.
في سياق متصل، صوّت مؤتمر النقابة على تصنيف حزب “ريفرم يو كاي” اليميني المتطرف كـ”حزب عنصري وفاشي”، ما أثار موجة سجال بين الأمين العام للنقابة وزعيم الحزب نايجل فاراج. واصفًا إياه بـ”ترامب المتاجر الرخيصة”، أكد كيبيدي أن النقابة ستقف في وجه ما وصفه بـ”صعود اليمين الشعبوي على أنقاض الخدمات العامة”.
وردّ فاراج بإعلان “حرب” على النقابة، واصفًا كيبيدي بـ”ماركسي معلن”، في مشهد يعكس اشتباكًا سياسيًا آخذًا في التصاعد بين النقابات واليمين البريطاني.
المدارس تواجه أزمة سلوكية متفاقمة

في ختام خطابه، أشار كيبيدي إلى أن المدارس البريطانية تواجه أزمة حقيقية في السلوكيات العدوانية والذكورية المتطرفة، والتي تنتشر بفعل المحتوى الرقمي العنيف والمتاح عبر منصات التواصل الاجتماعي.
وقال: “نحن نعيش أزمة حماية للطلاب، تغذيها شركات التكنولوجيا التي تضع الأرباح فوق الأخلاق، والخوارزميات فوق المسؤولية، والتفاعل الرقمي فوق المصلحة العامة”. وأضاف: “لا يمكننا أن نترك نظامنا التعليمي رهينة لأهواء وادي السيليكون”.
رسالة النقابة كانت واضحة: إذا لم يتحرك حزب العمال لتحسين شروط العمل والتعليم، فإن الحركة النقابية ستتحرك ضده في الشارع وفي صناديق الاقتراع.
المصدر اكسبريس
إقرأ أيّضا
الرابط المختصر هنا ⬇