دراسة: نظام اللجوء في بريطانيا يفاقم الصدمات النفسية للمهاجرين

يتعرض طالبو اللجوء في بريطانيا لمخاطر متزايدة تهدد صحتهم النفسية نتيجة معاناتهم اليومية من العنف والصدمات خلال رحلة بحثهم عن الأمان. وفي هذا السياق، دعت مؤسسة خيرية بريطانية إلى تبني نهج يراعي الصدمات النفسية ضمن نظام طلب اللجوء، بهدف منع تفاقم معاناة هؤلاء الأفراد.
كيف يفاقم نظام اللجوء في بريطانيا وضع المهاجرين؟

أفاد تقرير صادر عن مؤسسة الصحة العقلية (MHF)، أن أعمال الشغب ذات الدوافع العنصرية التي اجتاحت عدة مدن بريطانية خلال العام الماضي كانت من أبرز العوامل التي ساهمت في تدهور الصحة النفسية لطالبي اللجوء.
وسلط التقرير الضوء على تصاعد الهجمات على مراكز إيواء اللاجئين، خاصة بعد انتشار مزاعم كاذبة عبر وسائل التواصل الاجتماعي بأن مرتكب جريمة قتل أطفال في ساوثبورت كان طالب لجوء مسلمًا.
ومع الأسف، تحولت موجة الكراهية عبر الإنترنت بسرعة إلى اعتداءات ميدانية، حيث تعرضت المساجد ومراكز الإيواء لهجمات عنيفة. ففي مدينة روثرهام، حاصر مثيرو الشغب أكثر من 200 طالب لجوء داخل فندقهم، مرددين هتافات عنصرية، محطمين النوافذ، بل وحاولوا إشعال النيران في المبنى.
وذكر التقرير: أدت هذه الأحداث إلى تصاعد مشاعر الخوف وانعدام الأمان لدى طالبي اللجوء، خاصةً الذين يعيشون في أماكن إقامة مكشوفة للعامة”.
كما علق أحد طالبي اللجوء المشاركين في الدراسة قائلاً: الجميع يعرف مكان سكنك، ما يجعلك هدفًا سهلاً.
ورغم موجة العداء العلني للمهاجرين، أظهرت استطلاعات الرأي العام نتائج مغايرة. ففي دراسة أجرتها مؤسسة “Ipsos” عام 2024 واستشهدت بها مؤسسة “MHF”، تبين أن أربعة من كل عشرة بريطانيين يعتقدون أن للهجرة أثرًا إيجابيًا على البلاد، رغم التراجع الطفيف في تأييد المهاجرين منذ عام 2022.
اعتداءات في مراكز إيواء طالبي اللجوء

كشفت صحيفة الغارديان عن تعرض طالبي اللجوء للعنف داخل المراكز التي تديرها الحكومة. وأظهرت بيانات رسمية أن وزارة الداخلية البريطانية سجلت، بين يناير 2023 وأغسطس 2024، نحو 6 آلاف إحالة لحالات اعتداء، بمعدل يقارب 10 اعتداءات يوميًا.
كما تلقت الوزارة أكثر من 11.500 تقريرًا عن ضحايا للاتجار بالبشر، ونحو 4.700 تقريرًا عن ضحايا للتعذيب.
أهمية مراعاة الصدمات النفسية
أوضحت مؤسسة “MHF” أن طالبي اللجوء غالبًا ما يواجهون تحديات نفسية معقدة، ناجمة عن تجاربهم السابقة من حروب، تعذيب، سجن، اعتداءات، وفقدان أقارب، إلى جانب المشقات التي يواجهونها خلال رحلاتهم المحفوفة بالمخاطر.
وأكدت المؤسسة أن الظروف الاجتماعية والاقتصادية القاسية التي يعيشها اللاجئون في بريطانيا تسهم أيضًا في تدهور صحتهم النفسية.
وتطالب المؤسسة باعتماد نظام طلب لجوء يراعي الصدمات النفسية، وذلك من خلال:
- تدريب جميع العاملين في القطاعات المرتبطة بطالبي اللجوء على التعامل الحساس مع خلفياتهم وتجاربهم.
- تفعيل بروتوكولات حماية قوية في مراكز الإيواء لمنع التمييز والمضايقات من قبل الموظفين أو أفراد المجتمع.
- إشراك مجتمعات اللاجئين في عمليات صنع القرار المتعلقة بالسياسات العامة لضمان أخذ تجاربهم في الاعتبار.
واختتمت المؤسسة تقريرها بالتأكيد على أنه لا يجب لنظام اللجوء أن يسبب صدمات جديدة الصدمات للمهاجرين.
المصدر: INFOMIGRANTS
اقرأ أيضًا:
- تسهيلات جديدة في لندن.. خصومات مواصلات لطالبي اللجوء قريبًا
- أكثر من 100 ألف سوري عالقون بين بريطانيا وأوروبا وسط تجميد طلبات اللجوء
- غلاسكو ترفض استقبال طالبي اللجوء.. وجمعيات خيرية تُدين القرار
الرابط المختصر هنا ⬇