باحثون: ملاحقة بريطانيا بشأن وعد بلفور ممكنة وليست مستحيلة
نظم منتدى التفكير العربي في لندن السبت 12/11/2022 في قاعة فندقية غرب لندن ندوة تحت عنوان وعد بلفور ومساعي دفع بريطانيا للاعتذار، شارك بها كامل حواش رئيس حملة التضامن مع فلسطين في بريطانيا وطارق حمود مدير عام مركز العودة الفلسطيني و عاطف الشاعر الأستاذ في جامعة ويستمنستر وأدارها محمد أمين رئيس منتدى التفكير العربي.
محمد أمين أشار بتصريح خاص لمنصة العرب في بريطانيا التي غطت هذه الندوة ونقلتها في بث مباشر عبر منصاتها ( يمكن مشاهدة كامل الندوة على يوتيوب… ) إن عقد الندوة اليوم في لندن -في بلد وعد بلفور- يأتي في سياق الوعي والتحشيد الإعلامي والثقافي والقانوني لدفع بريطانيا للاعتذار عن وعد بلفور، الوعد الذي أسس لقيام دولة إسرائيل، وكان له الأثر الأول والبارز في مسألة احتلال فلسطين وطرد الشعب الفلسطيني.
هذا هو الهدف الرئيس، والهدف الثاني: أن ندرس ونتشاور ونتحاور مع الجالية الفلسطينية والعربية بشأن أنجع السبل للعمل في الساحة البريطانية فيما يتعلق بتغيير حكومة المملكة المتحدة -وتحديدًا حكومة المحافظين- لسياساتها المنحازة لإسرائيل.
وعد بلفور ومسؤولية بريطانيا
وأضاف أمين إن هذه الندوة تهدف لإصدار كتب تتحدث عما يمكن أن يفعله الفلسطينيون والعرب وأصدقاؤهم من الشعب -سواء من البريطانيين أو الأجانب- للضغط على مجلس العموم باعتبار أن كل أفراد الجالية الفلسطينية أو العربية هم -بشكل أو بآخر- مواطنون بريطانيون.
طارق حمود المدير العام لمركز العودة الفلسطيني والمتحدث في الندوة قال: أندوة اليوم ناقشت قضية وعد بلفور، وهي قضية تُعَد تأسيسية في المأساة الفلسطينية، وتسلط الضوء على مسؤوليات بريطانيا التاريخية التي لا تزال مستمرة حتى الآن. من المهم طرح مثل هذه المواضيع، وخصوصًا في ظل تحولات السياسة البريطانية المنحازة للاحتلال في السنوات الأخيرة ولا سيما بعد بريكست.
ما طُرِح اليوم مسألة مهمة جدًّا؛ إذ يُطرَح هذا العنوان بوصفه جدلية بين السياسيّ والقانونيّ في ظل وجود بعض المسارات القانونية لهذا الموضوع. هذه مسألة مهمة باعتقادي، ومن المهم التأكيد على أنها مسألة سياسية بالدرجة الأولى، وقد يتولد عنها مسارات كبيرة جدًّا منها المسار القانوني، لكننا نحتاج حقيقة إلى بناء استراتيجية وطنية قبل أن نذهب في بعض المسارات التي قد تُشكِّل نقطة يجب أن يُعاد النظر فيها قبل البدء.
الهمم الفلسطينية
بدوره أشار عاطف الشاعر المحاضر في جامعة وستمنستر والمتحدث في الندوة إن : هذا التجمع وهذا اللقاء هو لتبادل الأفكار بشأن وضع القضية الفلسطينية الآن -وخصوصًا على الساحة البريطانية في ذكرى وعد بلفور- وما يمكن للفلسطينيين عمله، والنشاطات التي بإمكانهم القيام بها لزيادة الوعي بخصوص القضية الفلسطينية، والاستمرار في المطالبة بحقوق الشعب الفلسطيني من بلاد ما زالت تدعم الاحتلال الإسرائيلي، وما زالت تشاركه في عدوانه على الشعب الفلسطيني.
أما كامل حواش رئيس حملة التضامن مع فلسطين في بريطانيا وأول المتحدثين في الندوة فقال إن : فعالية اليوم مهمة، وأتت في فترة ذكرى وعد بلفور المشؤوم؛ أولًا للتذكير بما كان لهذا القرار أو لهذا الوعد من عواقب، فقد كان جريمة بحق الشعب الفلسطيني الذي شُرِّد بعد ذلك وما زال يعيش حالة التشريد حتى الآن، وكذلك للنظر في إمكانية رفع قضايا؛ لمحاولة الحصول على اعتذار من بريطانيا، أو إن كان هناك قضايا أخرى أهم من ذلك يمكن العمل عليها. في الواقع المشاركة في هذه الندوة أعطت فرصة لنقاشات واسعة، وأعتقد أنه طُرِحت أفكار يمكن العمل عليها.
كيفية دفع بريطانيا للاعتذار عن الوعد المشؤوم
الباحثون في هذه أكدوا أن هذه الندوة -بلا ريب- ليست الأولى، لكن أهميتها تكمن في أنها تدفع إلى الإجابة عن سؤال: “ما العمل؟”. ورأوا أن العمل يكون عبر مبادرات عملية. هذه الندوة تُقدِّم أدلة ثقافية ومعلومات تاريخية واستشارات قانونية، لكنها في الوقت نفسه تقول: إن كل هذا ينبغي أن يتبعه نشاط على مستوى الساحة البريطانية. أيضًا يمكن تلخيص هذه الندوة بأنها جزء من معركة الرواية، فالرواية الإسرائيلية اليوم تقول: لم يكن هناك شعب فلسطيني عندما قامت دولة إسرائيل، في حين أن وعد بلفور والتاريخ الذي ارتبط به -قبله وبعده- يؤكد أن الشعب الفلسطيني كان هو أهل البلد وكان موجودًا، وأن الوعد وإقامة دولة الاحتلال جاءا لاقتلاع الشعب الفلسطيني. إذن فهي معركة رواية، وهي معركة قانونية، وهي معركة سياسية، ولا يمكن فصل السياسي عن القانوني عن الإعلامي.
من الجدير بالذكر أن منتدى التفكير العربي في لندن ينظم بين حين وآخر ندوات فكرية وسياسية تسلط الضوء على قضايا العرب والفلسطينيين بصفة خاصة في بريطانيا والغرب بشكل عام.
اقرأ أيضًا:
وعد بلفور.. 105 أعوام من الدعم البريطاني لإسرائيل
اختتام فعاليات مهرجان التراث الفلسطينيّ لمنتدى التفكير العربيّ غرب لندن
الرابط المختصر هنا ⬇